أكد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي " أن الدستور والقانون هو الأساس في حل الإشكاليات المتعلقة بالمشاركة في الانتخابات وهو أمر موجود في كل بلدان العالم و نحن ندافع عن الحق الدستوري وعن العدالة الاجتماعية والحكم العادل ، وأي قرار له خلفيات سياسية فهو مرفوض ، وأي قرار له خلفيات من المصالح الخاصة فهو مرفوض ، ولكن أي قرار يخضع للقانون والسياقات الدستورية فهو محترم وندافع عنه " .
جاء ذلك في كلمة سماحته التي ألقاها في المؤتمر الذي عقدته المؤسسة العشائرية والاجتماعية للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي في المكتب الخاص لسماحته السبت 23/1/2010 وحضرها جمع غفير من شيوخ ووجهاء محافظة بغداد والمناطق المحيطة بها .
وجاء في كلمة سماحته .....
شهادة الإمام الحسن (ع)
نستذكر بشهادة الإمام المجتبى الحسن بن علي ( ع ) التي تصادف اليوم ، الشخصيات والذوات العظيمة لنجدد البيعة والعهد ومواصلة النهج لرسول الله ( ص ) وأهل البيت ( ع ) في تحقيق الفضيلة والعدل .
وتطرق سماحته لنبذة عن حياة الإمام الحسن ( ع ) والتي تميزت بالورع والأخلاق الفاضلة الكريمة والانفتاح على شرائح بالمجتمع المختلفة ، مشيراً للظلم والاستهداف الذي واجهه في تعبئة الأمة وايجاد وتحديد الفهم المشترك والأهداف الواضحة لتحقيق التطلعات المشروعة والسامية للمجتمع .
لا مكان لحزب البعث في العراق :
قلت في مناسبة سابقة ان البعث الصدامي الذي كان سبب كل المجازر والجرائم وملايين المهجرين والأيتام والأرامل ، هذا الحزب ليس له مكان في العراق وان الصداميين الذين أساؤا للشعب العراقي في الماضي وأوغلوا في دماءهم في الحاضر ولازالوا متآمرين ويحلمون بالعودة للسلطة والاستئثار بها وما يمثله ذلك من عودة لسياسة الديكتاتورية والبطش ، هؤلاء لامكان لهم في العراق ، اما الذين وقعوا على ورقة الانتماء للبعث نتيجة ظروف الحياة ولم يسيئوا لأبناء شعبهم فهؤلاء يجب أن نحتضنهم وننفتح عليهم ، ومن هنا نحن نقولها مرة أخرى لا هدنة ولا تساهل مع المسيئين ولا نتردد في ملاحقة الصداميين ، فلا مكان لحزب البعث .
" عندما قتل عدي وقصي دخلت على شهيد المحراب ( قده ) ووجدته غير مكترث بما يدور في الشارع من البهجة والسرور ، سألته عن السبب ، أجاب ( رحمه الله ) بأننا لسنا أهل شماتة رغم الإساءات التي صدرت من هؤلاء . نحن نثأر وننتصر للحق والحق هو البناء والتسامح وهذه ثقافة ومدرسة أهل البيت ( ع ) .
زيارة الاربعين
ان مسيرة ابناء الشعب العراقي نحو كربلاء انما تمثل تعبير عن الوفاء والاستقامة والإصرار في المضي بنهج الإمام الحسين ( ع ) بما يمثله ذلك من القوة والمنعة والإصرار على الوحدة والتلاحم بين العراقيين ويجب الحفاظ على هذه الشعائر واستلهام الدروس والعبر في الصمود والتصدي لكافة أشكال التحديات والمشاكل .
الانتخابات :
وهي بمثابة تحد كبير في هذه المرحلة المفصلية المهمة من تأريخ العراق وتعبر عن ارادة ابناء الشعب في عدم التفريط بحقوقهم ، ولكي نعطي صورة للعالم اجمع ان العراقيين متمسكين بنيل حقوقهم والدفاع عن مشروعهم الوطني ، ومن هنا فالجميع يتحمل مسؤولية التصويت في هذه الانتخابات لصالح المخلصين والأكفاء ممن يخافون الله تعالى في أبناء شعبهم من الذين يتمتعون بالنزاهة والحرص على المال العام والخبرة ، كما يجب البحث عن الشخص الجيد في القائمة الجيدة ذات البرنامج العلمي الجيد .
المساءلة والعدالة
الدستور والقانون هو الأساس في حل الإشكاليات المتعلقة بالمشاركة في الانتخابات وهو أمر موجود في كل بلدان العالم ، نحن ندافع عن الحق الدستوري وعن العدالة الاجتماعية والحكم العادل ، أي قرار له خلفيات سياسية فهو مرفوض ، وأي قرار له خلفيات على مصالح خاصة فهو مرفوض ، ولكن أي قرار يخضع للقانون والسياقات الدستورية فهو محترم وندافع عنه .
ان الانتخابات مسألة تخص العراقيين ولانريد للآخرين أن يتدخلوا في الشؤون الداخلية العراقية ويجب ان تعالج القضايا العراقية من قبل العراقيين أنفسهم بما يضمن العدالة والحقوق الدستورية .
الائتلاف الوطني
الائتلاف الوطني العراقي هو الكيان الوحيد الذي يمتلك علاقات وصلات طيبة مع جميع الاطراف العراقية وان قوته تكمن في عدم تحديده مرشح واحد وواضح لاي منصب وان تركيزه ليس على الشخوص وانما على البرنامج الذي كتبه اكثر ثمانون خبيرا طيلة أشهر من الزمن ومن شأنه الانطلاق بالعراق نحو أفق المستقبل الواعد ، فالعراق لايدار من قبل حزب او قومية او كيان واحد ، وانما هو لجميع العراقيين الذين تتكافأ فرصهم وحظوظهم . وقد وجهنا الدعوة لتشكيل جبهة وطنية عريضة تحتضن كل الاطراف العراقية الخيرة من اجل ايجاد برلمان متفاهم ومنسجم يضمن مصالح البلد وينجز تشكيل حكومة قوية
ان الانسجام بين البرلمان ومجلس الوزراء والرئاسة من شأنه تقويض المشاكل والنهوض بالعراق نحو الرفاه في مختلف المجالات .
وكان رئيس المؤسسة السيد موسى الساعدي اكد في كلمة له في مستهل المؤتمر ان المؤسسة تقوم بمهام اجتماعية وثقافية كثيرة تساهم من خلالها بتعميق تماسك أبناء المجتمع العراقي المتكون أساساً من العشائر الكريمة من اجل مواجهة التحديات وتعزيز الشراكة بين كافة مكونات الشعب العراقي مؤكداً وقوف العشائر خلف المرجعية الدينية والالتزام بأوامرها خصوصاً المشاركة في الانتخابات المقبلة ومنح الثقة لمن يستحقها من المؤمنين المخلصين .
كما أدان الهجمة الشرسة ضد المراجع العظام وفي مقدمتهم آية الله السيد علي السيستاني ( حفظه الله ) مشدداً على وحدة الصف العراقي في افشال مؤامرات اعداء العراق والانسانية .ً
https://telegram.me/buratha