ذي قار - علي عبد الخضر
زار سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي قضاء الشطرة ضمن جولته التفقدية لأبناء محافظة ذي قار التي زار فيها عددا من مدنها وقراها والتقى بالمواطنين فيها للتعرف على أوضاعهم وشؤونهم حاثا إياهم على المشاركة الفاعلة في تقرير مصيرهم وحل مشاكلهم من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات التشريعية المقبلة والاختيار للقائمة الوطنية المتمثلة بالكتلة التي تحمل البرنامج الأمثل للنهوض بالواقع العراقي والقدرة على مواجهة التحديات .
الزيارة التي رافقها فيها وفد من مسؤولي تيار شهيد المحراب في المحافظة شهدت استقبالا جماهيريا حاشدا في قاعة الإمام الجواد ( عليه السلام ) في حي المعلمين ، تصدره السادة رئيس المجلس البلدي وقائمقام القضاء ومدراء الدوائر الحكومية وعدد من أصحاب الفضيلة رجال الدين ومثقفي المدينة وشيوخ العشائر والوجهاء ، إضافة إلى حضور نسوي متميز .
ألقى سماحة السيد عمار الحكيم كلمة في الجماهير ، التي رحبت فيه بالهتافات والإشادة بدور أسرة آل الحكيم الوطني والديني ، أشاد فيها بأبناء مدينة الشطرة وعشائرها الملتفة خلف المرجعية الدينية الرشيدة ، وما قدمته هذه المدينة من تضحيات في سبيل الوطن الذي يستحق التضحية ، متسائلا عن السبب في ما يتعرض له العراق من ابتلاءات ومشاكل ما لا تتعرض له شعوب أخرى ، هذا العراق الجريح كما سماه شهيد المحراب ( قدس ) ، قائلا : أن السبب في ذلك هو العمق الذي نعيشه وأهمية بلادنا ومقدراتها وحضارتها مما جعلها مطمعا للآخرين فتحصل التهديدات والتدخلات فلو كان العراق كدول أخرى صغيرة أو فقيرة في مقدراتها ليس لها تأثير في موازنات القوى العالمية لما حصل له ما حصل .
وأضاف سماحته : اليوم ابعد قرية في العالم تعرف من هو العراق وما هي حضاراته السومرية أو البابلية ، وهذه الأهمية للعراق هي التي حملتنا مسؤولية كبيرة تجاهه ، وواجهنا بسبب هذه الأهمية المفخخات والحصار الإقليمي والمشاكل الداخلية والضغوط الإقليمية والدولية .
وتابع : علينا أن نشكر الله عز وجل لأننا ننتمي إلى بلد كالعراق وإننا من أبناء هذا الشعب العظيم ، وعلينا أن ندافع عن تجربتنا السياسية الوليدة ، فكل مشروع يبدأ ضعيفا كالطفل الرضيع يحتاج إلى رعاية الآخرين ، اليوم تجربة العراق الجديد ، عراق التعددية ، العراق الذي فيه الشعب هو الذي يقول كلمته ، تجربته فتية ، فتجربة ست سنوات تعتبر قصيرة قياسا إلى حركات الشعوب ، وقد تحققت فيها انجازات كبيرة .
وقال السيد عمار الحكيم : إن ما تحقق من انجازات مهمة خلال هذه الفترة هو تشريع الدستور ، وتأسيس مؤسسات أمنية تتطور بمرور الوقت ، فقد كان سابقا مائة وأربعون ألف جندي أمريكي كانوا يجوبون شوارع المدن وتحدث عشرات المفخخات يوميا في بغداد ، أما اليوم فقد خرج الأمريكان إلى المعسكرات خارج المدن ، والعراقيون تسلموا الملف الأمني وحدهم والوضع الأمني مستقر ، وإذا حدث تفجير فتحدث ردود أفعال واستفسارات لأنه يفترض اليوم أن لا يحدث ذلك لان الأساس اليوم هم الأمن ، والمواطنون العراقيون في السابق كانت بينهم فجوة وكان الإنسان يُذبح بالسكين لأنه من أتباع آل البيت ( عليهم السلام ) ، أما اليوم فهناك تعايش ومحبة ومودة ووفود من ذي قار تذهب إلى صلاح الدين وبالعكس ، واليوم يوجد حديث بالوطنية ، وتوجد ائتلافات وطنية وقوائم تضم من السنة والشيعة والتركمان .
وأشار سماحته إلى أن اليوم هناك تطور سياسي كبير بخلاف ما كان الأمر في السابق الذي كان فيه حصار إقليمي على العراق ، فلم يكن هناك قبل سنوات سفراء عرب أو سفارات عربية أو إسلامية واغلبهم كانوا أجانبا ، أما اليوم فتوجد في العراق سفارات عربية وإسلامية عديدة مما يؤكد على الاعتراف بالعراق .
وعرج على الوضع الاقتصادي منوها انه يتطور بالرغم من المعوقات ، وعملية النمو تنطلق ، خاصة وان التراخيص الأخيرة للنفط قبل شهر ستزيد من إنتاج العراق ملايين مضاعفة من البراميل وستزيد ميزانية العراق إلى 300 مليار دولار في السنوات القادمة بدلا من 50 مليار دولار موازنته الحالية ، وهذا يعني مخصصات كبيرة للخدمات والمشاريع التي ستقضي على البطالة .
وسينطلق العراق والمعوقات بدأت تزول بشرط أن نتجه بالاتجاه الصحيح و لا نخطأ في الاختيار والانتخابات هي التي ستحدد الاتجاه للبلاد ، فهناك من يحمل الخطط والبرامج والاستثمار للإمكانيات بدلا من الفساد وحرمان المواطن ، المطلوب اليوم أن من يعمل للعراق أن يكون مخلصا متقيا ولديه برنامج عمل .
وأكد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي : إن الائتلاف الوطني العراقي شكل لجانا من الخبراء والعقول عملوا طوال ساعات في عدة شهور لوضع برنامج وطني ناضج يخدم العراق ويطوره بكافة الميادين ، قائلا : أن منهجنا أن لا نسيء إلى الآخرين ، ويجب أن لا يسيء بعضنا إلى البعض ، لأننا لو استخدمنا منطق الإشاعات و التجريح فكيف يمكننا أن نعمل سويا بعد الانتخابات ؟ فعلينا أن نتحلى بالأخلاق الإسلامية ، فالديمقراطية التي ننشدها هي ديمقراطية بثوب عراقي وقيم عراقية ، لا نرتضي التجريح و لا نسيء للآخرين .
وعن إساءة بعض أدعياء العلم إلى أتباع آل البيت ( عليهم السلام ) والى المراجع العظام ، قال سماحته : إن من يتحدث عن طائفة كبيرة ويصفها بالمجوس ويوجه السهام إلى رمز التسامح في العراق والعالمين العربي والإسلامي ( سماحة السيد علي السيستاني ) ليس من العلم في شيء وهو يتربص بوحدة الأمة ، ومن الغريب أن هناك من الشخصيات العالمية الغربية غير المسلمة ترشح سماحة السيد السيستاني لنيل جائزة نوبل للسلام لدوره في حفظ السلام بينما هناك من البلاد الإسلامية من يوجه سهام الإساءة لسماحته ، ولكن منطقنا نحن هو الحجة والمنطق السليم لسد الطريق على هؤلاء المتربصين بوحدة الأمة ، ونؤكد وقوفنا خلف المراجع العظام والدفاع عنهم .
وفي ختام كلمته أكد سماحته على أهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات والاختيار الصحيح للذي يحمل التدين والوطنية والبرنامج الواضح ، وحث على أن يمارس الجميع مسؤوليته في النزول للميدان وتوضيح الأمور للآخرين من المواطنين المترددين أو الذين لم يحسنوا قرار اختيارهم ، والانتباه للإشاعات والإعلام المغرض الذي تبثه بعض الفضائيات المعروفة بتوجهاتها المعادية ، كما أشار سماحة السيد عمار الحكيم بأنه شخصيا لم يرشح نفسه للانتخابات القادمة لإيصال رسالة للآخرين أن المهم هو العمل للعراق والابتعاد عن المصالح الشخصية وفسح المجال للآخرين من الكفاءات ورعايتهم .
https://telegram.me/buratha