حذر عالم الدين البارز في مدينة الدمام السيد حسن النمر من "خطورة المستقبل" الذي كشفه خطاب الشيخ محمد العريفي المتضمن "البذاءة والسباب" لمقام مرجعية آية الله العظمى السيد علي السيستاني"، متمنيا ان لا يكون لهذه الدعوات ضحايا "بعد تطاوله المشين".
وافاد موقع شبكة راصد الاخبارية السبت، ان السيد النمر اعتبر الخطاب الطائفي لامام جامع "الرياض" الشيخ العريفي المسيئة بانها "لن تكون الاخيرة بلا شك" وان تلك التصريحات "لا تطال فردا واحدا فقط" في اشارة لمقام المرجع الديني السيستاني على مستوى العالم الشيعي.
وقال السيد النمر ضمن خطابه الجمعة في مسجد الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات، ان تطاول العريفي على مقام المرجعية "يكفي في تجريمه ومعاقبته" مستنكرا هذا الحقد والبغضاء المتلبس باللباس الديني.
وأبدى النمر أسفه بان يكون التطاول من المذكور لعدد من الطوائف الاسلامية في بيت من بيوت الله وهم "الزيدية والاسماعلية والامامية"، وقال بان أبناء كل هذه الطوائف موجودون كـ "مواطنين" في هذا البلد مشيرا الى ان ذلك يجعل التهمة لبلدنا "كمنبع للارهاب" له مصاديق واضحة.
كما ابدى استغرابه ان تكون المطالبة من قبل المختلفين بتدخل "مثل السيد السيستاني وهو الفقيه والمرجع" مثيرا لهؤلاء او مستفزا لهم مع قبولهم بما تقول به محكمة العدل الدولية او المؤسسات الدولية الاخرى "وهي كافرة بحسب معاييره".
وطالب النمر من الاخرين عدم المزايدة على الشيعة في هذا الموقف ومواطنيتهم لرفضهم من حيث المبدأ "لان ديننا قبل "انتماءنا الوطني" لا يسمح ان نقبل بعدوان احد على احد"، متمنيا ان يكون انشغال العريفي وغيره في القضايا المهمة وان تكون اداناته منصبة على "ما يحصل للفلسطينيين من تعديات" قبل ان ينشغل بهذا او بذاك.
وعبر النمر عن اسفه لاستمرار ازمة "الموقف من الاخر" لدينا وهي ازمة نعيشها ستستمر حاضرا ومتسقبلا "ما لم تحل في المملكة العربية السعودية"، وقال بان المشاكل ستتوالد لنا في كل عام، وفي كل عقد في سياق تاكيده على ان "الاصوات المتطرفة الطائفية" تشكل حرجا على الدولة باستمرار هذه الازمة.
وتساءل "الى متى ستسمح الجهات الرسمية لامثال هؤلاء ان توصم الدولة السعودية بانها تتبنى هذا الفكر الاحادي؟"، مؤكدا على ان وجود مثل هذا يؤكد انها " ليست تهمة، بل هناك من يتبناها" مشيرا ان ذلك سببا لتمزيق الوحدة الوطنية "باشكال مختلفة جدا" في احال اتوا للسلطة.
واعتبر السيد النمر ان سلسلة الاساءات المتتابعة من قبل بعض الشخصيات العلمية في المملكة العربية السعودية دعائم فاعلة للمخططات التي لا تريد للبلد او لابناء هذه المنطقة الخير ابدا.
ومن جانب اخر، استغرب النمر ان يطالب بعض المحسوبين على الدوائر الدينية من اتباع آل البيت (عليهم السلام)، بعدم الاكتراث او غير "مبالين" في مثل هذه المسألة، مؤكدا: اننا نحن الشيعة نعيب على من يسكتون ولا ينكرون مثل ذلك "السباب والالفاظ البذيئة" وهو امر لا يليق بوظيفة المساجد ولا منابر الجمعة التي من المفترض "ان تكون مقدمة لتعريف الناس بالتقوى".
وقال ان "اللغة التهييجية واللغة التحريضية التي مارسها المدعو العريفي" مصادرة لحقوق الاخرين وهي ليست من حقه ابدا لانها قيلت في غير مكانها المناسب، معتبرا ذلك توظيفا واستثمارا " قبيحا للمساجد" بخلاف ما اراده الله او ارادتها الشريعة المحمدية.
وفي ختام خطتبه اشار النمر الى ان علاج اثار هذه التجاوزات والتصريحات المقيتة تتلخص في "حسن التشخيص، والحكمة في المعالجة، والجراة والسرعة في التنفيذ، وتانيب الخطيب وعزله من مناصبه الرسمية ومنعه من التصدي للوعظ والارشاد"، اضافة الى ترطيب الاجواء الاسلامية بخطوات عملية تصب في اتجاه تكريس الوحدة بين ابناء الامة، في مقدمتها اعلان رسمي صريح بالاعتراف باسلامية المذاهب الاخرى وتجريم التعدي عليها.
https://telegram.me/buratha