الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية . بامامة حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن الزاملي . امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها تناول سماحته موضوع المرجعية الدينية العليا والتخرصات التي اطلقها امام الفتنة والتهجم على مقام الامام السيستاني .
مبيناً ان المرجعية الدينية لدى الشيعة الامامية . لها بعد عقائدي . وانهم يعتقدون بها كجزء لا يتجزء عن عقيدتهم الدينية . وهذا البعد العقائدي ناشئ من العقيدة بالامامة والتي يعتقدون بها كونها امتداد طبيعي لخط النبوة . وبها تكتمل العقيدة وبدونها تعتبر ناقصة . كما بين ايضاً اننا نعتقد في عصر الغيبة وفي غياب الامام (عج) . سيكون الوارث والخليفة والنائب له هو المرجع . فالمرجع يمثل بصورة عامة النائب للامام الغائب الحي .
موضحاً سماحته الدور الكبير للمرجعية في توعية الناس وتثقيفه وحفظ دينهم ومعتقداتهم . وكذلك مسؤوليات ووظائف المرجعية . كما كانت وظائف النبي (ص) . في التزكية والتربية والارشاد والتعليم والقيادة للامة . واوضح ايضاً مهام المرجعية الدينية . ودعوتها للوحدة الاسلامية .
وقد استنكر سماحته وبشدة الهجوم السافر والتطاول على مقام المرجعية الدينية . من قبل ائمة الضلال والتفرقة . الذين ينفذون مخططات اجنبية بتعبئة الشباب وتفرقة الامة . وكذلك ارسال الارهابيين الى العراق بعد تعبئتهم وتغيير نفوسهم باكاذيب لا تبت للاسلام بأي صلة .
مطالباً الحكومة السعودية بالحد من هذا التجاسر والتطاول . وكذلك الامة الاسلامية والعربية بان يقفوا موقفاً حازماً تجاه كل من يسيء الى الرموز الدينية .
مطالباً ايضاً الحكومة العراقية بان تأخذ موقفاً تجاه ما يجري من انتهاكات وتطاولات والمطالبة بايقاف هذا المسلسل الهجومي الذي يستهدف اتباع اهل البيت (ع) . وان تعمل الحكومة على تنفي الاحكام الصادرة بحق الارهابيين الاجانب ولا تكتفي بصدور الاحكام فقد بل عليها ان تعمد الى تنفيذ هذه الاحكام . والتخلص من الخلايا التي بدأت تكبر اكثر فاكثر في السجون العراقية . حتى قاموا الارهابيين بتعبئة من في السجون ليسمموا افكارهم ويجعلوها تحمل نفس الافكار المسمومة التي يحملونها . وقد اصبحت السجون العراقية اليوم هي وسيلة لنشر هذه الافكار المنحرفة .
كما طالب العالم العربي والاسلامي بالتصدي والوقوف ضد الهجمة الشرسة التي يتعرض لها اتباع اهل البيت في اليمن . مؤكداً ان هناك ابادة جماعية تمارس ضد هذه الشريحة المظلومة وعلى الدول العربية والاسلامية ان تقف وقفتها لتعلن رفضها لهذه الابادة والدعوة الى الكف عن جميع الممارسات التي تمرس ضد ابناء مدرسة اهل البيت (ع) .
اما في خطبته الثانية فقد تناول سماحته عدة مواضيع مهمة . منها موضوع الحرب بالضد المثلي من خلال عدة اتجاهات . وقضية التطاول على مقام المرجعية الدينية من قبل من يسمون بعلماء السعودية او علماء الوهابية . وكذلك الهجمة الاعلامية والمؤسسات الاعلامية الكبيرة والتثقيف على تكفير ومحاربة شريحة واسعة من ابناء الامة الاسلامية .اما الموضوع الاخر الذي تناوله سماحته فهو موضوع الفساد السياسي . مبيناً انه يعرف الفساد السياسي بمعناه الاوسع وبانه اساءة استخدام السلطة ومواقعها وصلاحياتها وامكانياتها العامة والحكومية . اي استخدام ما جعل اميناً عليه لاهداف غير مشروعة . ولتحقيق مكاسب شخصية او حزبية اوقومية او طائفيةوبالتالي خلاف الصالح العام وهذه تمارس من قبل الكثير من المسؤولين على مختلف الاصعدة والمستويات .
موضحاً سماحته الطرق التي تؤدي الى الفساد وكذلك كيفية ممارساته وذرائعه المتعددة والواهية . وغش المجتمع من خلال التصريحات والخطابات والشعارات الزائفة . وان هذا الفساد سيكون له تاثير على مجمل العملية السياسية . فتهدر الاموال وينتشر الفساد ويفقد الامن وتعطل الاحكام وتمارس الاعمال المخالفة للقانون . فيتاثر الاقتصاد والاستيراد والتصدير والانتاج والتجارة بصورة عامة والزراعة وجميع الامور ويكون هناك شلل كامل للحياة . وبالتالي فان الفساد يؤثر بشكل كامل سواء على السياسة وادارة المؤسسات او على الامن والاقتصاد او على الخدمات والعمران والمشاريع او على نمو وتطوير البلد .
مشيراً الى الفساد السياسي والحملات الانتخابية . مؤكداً على انه يعتبر الفساد السياسي هو السبب الرئيسي والعامل الاساس في انتشار الفساد بجميع المفاصل . اي ان فساد السلطة او الجماعة التي تمسك السلطة وتفرض النظام . هي نفسها تتحكم بشؤون البلد وقدراته وثرواته وهي التي تمارس فرض القانون او تطبيقه . وتحديد السياسة وهي التي تفرض سلطتها على شؤون البلد . وهذا ما يجعل البلد فاسد في جميع مفاصله المؤسساتية .
لذلك على الامة ان تعي جيداً وان تفهم وتاخذ دورها الحقيقي في اختيار من هم اهلاً لتمثيلهم ومن هم يستحقون الامانة ويصنونها . ومن يسهرون الايام والليالي حفاظاً على مصالح البلد وابناءهم . وذلك من خلال الحضور الفاعل في الانتخابات .
محذراً ابناء الشعب العراقي من المخططات التي تستهدف الشخصيات النزيهة والشريفة . وكذلك الشعارات الرنانة الكاذبة والمزيفة .
اما في موضوع مجلس النواب وغياب الاعضاء وتعطيل القوانين المهمة والضرورية . فقد اكد سماحته ان هذا هو الفساد السياسي وهذه هي نتيجة الاختيار السيء للعناصر السيئة وهذه هي نتيجة الخداع التي انتجت لنا مجموعة من الاعضاء يمثلون الشعب تحت قبة البرلمان . لايحضرون ولا يشاركون . بل يساهمون في التعطيل وخلق الازمات .
مطالباً ابناء الشعب العراقي ان يتابعوا ويعرفوا جيداً ويشخصوا من هؤلاء وماذا يريدون وماهي غاياته ولا تخدعهم الاقاويل والاشاعات لان كل شيء موجود ويمارس على الملأ وواضح للعيان ولا يحتاج الى اي شيء سوى متابعة جلسات مجلس النواب حتى يتم تشخيص من هو الصالح ومن هو الطالح ومن يريد مصالح الشعب وابناءه ومن هو الذي يعطل ويعرقل التصويت على القوانين المهمة . ولا يعترف لا بعهود ولا مواثيق ولا شعارات . وان مجلس النواب في الفترة الاخيرة قد تنصل عن مسؤولياته . وهو الجهة الرقابية والتشريعية . فأذن لارقابة ولا اشراف وبالتالي سوف ينتشر الفساد اكثر فاكثر وفي جميع المفاصل . ونخشى من الذي اكبر من ذلك .
اما عن موضوع الميزانية والتجاذبات السياسية عليها . فقد بين سماحته ان هذا التاخير ناشئ من فقدان الثقة اولاً . وحرصاً على المال العام من ان يهدر ويستفاد منه في الدعاية الانتخابية . وثانياً ان المحافظات مغبونة وان توزيع الموازنة بالشكل الموجود هو تكريس للدكتاتورية والتبعية وجعل المحافظات تعاني . وثالثاً فان الاموال المرصودة للمنافع الاجتماعية والرواتب للدرجات الخاصة . فانه يثير الشك والريبة .
وعن قانون السلوك الانتخابي . فقد ذكر سماحته ان اقرار قانون السلوك الانتخابي اصبح ضرورة ملحة جداً بل هو مقدم على الموازنة . وذلك لان اقراره سوف يضمن لنا نتائج الانتخابات وسينتج لنا حكومة صالحة جاءت من خلال الاختيار الواعي للجماهير . فاليوم نحن بامس الحاجة الى حكومة عادلة ونزيهة حريصة على مصلحة البلد وابناءه .
مطالباً في الوقت نفسه اعضاء مجلس النواب بان يتحملوا مسؤوليتهم الكبيرة وان يكونوا اهلاً لحملها . وينظروا الى مصالح الشعب والبلد . وان يتركوا مصالحهم الشخصية والحزبية . وان لا يجعلوا ابناء هذا البلد يندمون على انتخابهم .
https://telegram.me/buratha