تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 22 محرم الحرام 1431هـ الموافق 8-1-2010م إلى تداعيات قضية الشركة الأمنية ( بلاك ووتر) التي وقعت في ساحة النسور ببغداد قبل سنتين أو أكثر وما تمخض عنها من وقوع بعض الشهداء العزل إثر الاعتداء عليهم من قبل تلك الشركة، وقد طلعت علينا الصحافة مؤخرا أن القضاء الأمريكي وللأسف الشديد قام بتبرئة القتلة، وتساءل سماحته عن المبرر لتلك التبرئة؟!
وفي معرض الإجابة ذكر سماحته أن القضاء عندما يكون قضاء نزيها ليس بحاجة إلى فترة زمنية طويلة يأخذها ليخرج بهذه النتيجة المؤسفة، قائلا: أنا أتحدث عن دولة يفترض أن تتعامل مع حقوق الإنسان بشعارات هي ترفعها، مستغربا بان تخرج النتائج بطريقة تسحق مشاعر الناس والعراقيين بتبرئة مجموعة من القتلة، معتقدا إن هذه المسألة ليست قضائية وإنما إساءة للقضاء، ولو فرضنا إن المسألة بالعكس بأن الأبرياء هم من قام بالاعتداء على هذه الشركة برأيكم ماذا ستكون النتائج ؟! لا شك إن النتائج ستكون على غير هذه الحالة .
وتأسف سماحة السيد أحمد الصافي لمستوى القضاء الذي قلب الحقائق وجعل الحق باطلا وجعل الباطل حقاً، موجها خطابه للحكومة الموقرة عليها أن تتحمل مسؤوليتها بشكل كامل وتحاول أن تعالج هذا الملف القضائي لأنه من الواضح فيه ظلامة واضحة على الشهداء رحمهم الله،
وأعرب عن رفضه لهذه الطريقة وهي إن من يملك القوة يملك الحق!! هذه الطريقة مرفوضة جملة وتفصيلا، فالحق حق فالذي يملكه قد يكون ضعيفا أو يكون قويا فهو واضح ولا يخضع لاعتبارات أخرى ولاسيما لتلك الدول التي تدعي مراعاتها لحقوق الإنسان.
وعن الإساءة التي أطلقها البعض للنيل من المقدسات قال سماحته: عندما يُنال مقام عظيم وهو مقام المرجعية المباركة بعد هذه السنين الطوال من الدفاع عن المقدسات والمصالح العامة ومن قبل بعض الأقزام وبطريقة خالية من كل أدب ومقومات الأدب، كاشفا أنه ليس من الصحيح عندما يكون لي منبر أن أنال من الآخرين، فالمنبر كما حدد وظيفته الإمام السجاد ( عليه السلام) في ذلك المحفل المهم في الشام قال لطاغية عصره أتأذن لي أن اصعد هذه الأعواد ، فالإمام السجاد ( عليه السلام) في ذلك الظرف الدموي أراد أن يصعد ليتحدث بكلام لله فيه رضا ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب، فوظيفة المنبر إذن مقدسة وهي ليست في مقام السب والشتم وليست في مقام قلب الحقائق، لاسيما إذا عرفنا أن الإنسان يسأل عن كل كلمة يتفوه بها وإن الله تعالى يطلع على خطرات القلوب ...
وتساءل سماحة السيد الصافي أتعلمون ما هي المسؤولية الملقاة على المتكلم وأيهما أفضل الكلام أو السكوت، الأخبار تؤكد بأنه ( قل خيراً وإلا فاصمت) أما إطلاق الكلام على عواهنه فإنه طريق خاطئ فالذي يملك المنبر عليه أن يرتقي بالمنبر وان يفكر يوم القيامة انه يُسأل، ومن أصغى إلى مخلوق فقد أطاعه فإن كان ينطق عن الله فقد أطاع الله وان كان ينطق عن الشيطان فقد أطاع الشيطان .. فالإنسان يجب عليه أن يتثبت من مصادر حديثه وعليه أن يأخذ بعاقبة الأمور ...
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha