تصاعدت خلال الساعات الماضية مشاعر الاستنكارات والتنديد للاساءة التي صدرت من رجل دين سعودي بحق المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني، فتجاوزت حاجز الطائفة والحدود.
ففيما شدد شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي على ان الفتاوى التكفيرية والتحريضية لاتمت للاسلام بصلة وان الاسلام بريء منها، استنكر علماء دين سنة الاساءة للرموز الدينية، داعين الى الوحدة الاسلامية لمواجهة دعاة التفرقة، في وقت دعا فيه رئيس الجمهورية جلال طالباني العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى وقف دعوات التفرقة بين المسلمين. وقال طالباني في رسالته الى العاهل السعودي: ان التجاوز على السيد علي السيستاني هي اساءة الى العراقيين جميعاً وهي معول هدم وتقويض للاخوة الاسلامية.ورفض رئيس الجمهورية بشدة التطاول على السيد علي السيستاني، عادا اياه "رمزاً وقدوة في الدعوة الى التسامح والالفة والاخاء، ولقد لعب دوراً فائق الاهمية في اخماد نيران الفتن التي حاولت قوى الشر اذكاءها في البلاد.من جانبه اكد نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ان الاساءات التي تصدر من بعض ائمة الجمعة في السعودية لا تخدم وحدة المسلمين ولاتصون حرمة دمائهم، داعيا العاهل السعودي الى التدخل السريع لاحتواء هذه الفتنة ومنع تكرار مثل هذه الاساءات.يشار الى ان تصريحات اطلقها رجل الدين السعودي محمد العريفي بحق المرجع الديني السيد علي السيستاني قد اثارت استنكارا واستهجانا شديدين. وفي القاهرة، اكد شيخ الازهر في تصريح للصباح، ان على دول الجوار عدم ايذاء العراق بأي شكل من الاشكال سواء بالفتاوى او غيرها. وقال محمد سيد طنطاوي في تعقيبه على اصدار الفتاوى التكفيرية والاساءة للرموز الدينية: "نحن دائما مع الانسان المعتدل الوسطي الذي لا يتدخل بالاخر ولا يكفره وعلى الائمة ان يطبقوا الشريعة الاسلامية، كما امرنا بها سيدنا محمد (صل الله عليه وآله) ولا يأتي بفتاوى تنافي الاسلام الذي هو دين المحبة والاخوة والتعاون وحب الاخر والتسامح وغيرها من الصفات التي امرنا الله بها، مؤكدا ان هذه الفتاوى لا تمت بصلة للاسلام. اما في الرياض، فقد شدد الشيخ عبد المحسن العبيكان العالم الشرعي والمستشار في الديوان الملكي السعودي، على ان "ما قاله العريفي لا يمثل رأي حكومة السعودية، وان خادم الحرمين الشريفين يسعى دائماً الى نبذ الخلافات بين المسلمين وتوحيد الكلمة، وترك التطرف بكل اشكاله التي تشق صف الامة"، مشددا على ان "الرأي الذي خرج به العريفي مرفوض تماماً.
https://telegram.me/buratha