برعاية و حضور القائد الأعلى للقوات المسلحة فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني، اقيم في ضريح الجندي المجهول ببغداد، صباح اليوم الأربعاء 6-1-2010، احتفالا بمناسبة الذكرى 89 لتأسيس الجيش العراقي الباسل. وفي بداية الاحتفال الذي حضره رئيس مجلس النواب الأستاذ اياد السامرائي ووزير الدفاع عبد القادر العبيدي وعدد من الوزراء والمسؤولين وسفراء الدول المعتمدين لدى العراق وكبار القادة العسكريين، فتش فخامة رئيس الجمهورية حرس الشرف ووضع اكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول، تلا ذلك قراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق على طريق التحرر و وبناء المستقبل. ثم القى الرئيس طالباني كلمة بالمناسبة، أكد خلالها على الدور المهم للجيش العراقي في الذود عن حياض الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، والتصدي للقوى الآثمة التي تسعى للنيل من مسيرة الشعب العراقي الذي يبني دولة ديمقراطية تعددية اتحادية تصون حقوق وحريات مواطنيها كافة بصرف النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية. وفي ما يلي النص الكامل لكلمة فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيس الجيش العراقي الباسل: "بسم الله الرحمن الرحيم أيها الشعب العراقي العظيم يا منتسبي قواتنا المسلحة الباسلة أيها الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهقبل تسعة وثمانين عاما غدا تشكيل فوج "موسى الكاظم" (عليه السلام) نقطة انطلاق لتأسيس الجيش العراقي الباسل الذي يتولى منتسبوه الشجعان اليوم مهمة الذود عن حياض الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، متصدين للقوى الآثمة التي تسعى للنيل من مسيرة شعبنا الذي يبني دولة ديمقراطية تعددية اتحادية تصون حقوق وحريات مواطنيها كافة بصرف النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية. لقد كان تأسيس الجيش واحدة من الخطوات المهمة على طريق بناء الدولة العراقية المعاصرة التي صادفت خلال مراحل تطورها، على امتداد تسعة عقود من الزمن، فترات نهوض وتطور، كما عرفت حقبا مأساوية كان فيها الحاكم المستبد يسخر الدولة لتأبيد حكمه وتوسيع سطوته، ولهذا الغرض زج بالجيش في مغامرات وحروب أدت إلى خسائر فادحة بين منتسبي القوات المسلحة وأسفرت عن كوارث بالنسبة للدولة والشعب. وبعد سقوط نظام الطغيان وضعت أسس حديثة لبناء جيش عراقي جديد ذي عقيدة دفاعية، جيش لا يُزج به في حروب خارجية أو اشتباكات داخلية، بل تتمثل مهمته الأساسية في أن يظل سورا للوطن يذود عن حدوده ويصون وحدته واستقلاله وسيادته، ويتصدى لقوى الإرهاب والإثم التي تستهدف أرواح المواطنين وممتلكاتهم وتحاول النيل من هيبة الدولة وزعزعة الاستقرار وعرقلة العملية السياسية والبناء الديمقراطي في البلاد. ان هذه المهمات الجسام التي يتولاها منتسبو قواتنا المسلحة الأشاوس تقتضي مهارات عالية وتدريبا دؤوبا وتسليحا حديثا وانضباطا كاملا. وفي الوقت ذاته فان من واجب الدولة أن تحرص على تلبية احتياجات القوات المسلحة وتستثمر علاقاتنا مع الدول الحليفة والصديقة والشقيقة للارتقاء بمستوى التسليح والتدريب. ولا شك إن العنصر البشري يظل العامل الأول والاهم في بناء القوات المسلحة، ولذا فلابد من ايلاء الضباط والمراتب اهتماما دائما والحرص على توفير حياة لائقة لهم ولعوائلهم. إن جيشنا العراقي الباسل هو جيش الشعب كله، بكافة امتداداته القومية والدينية والمذهبية، ولذا ينبغي أن يبقى محصنا في وجه محاولات بذر بذور التفرقة العرقية والطائفية، وعاملا على ترسيخ أواصر التآخي بين أبناء الشعب كافة، وبعيدا عن الميول والتحولات السياسية. أيها الإخوة الأفاضل إن العام الجديد يضع أمامنا مهماتٍ جساماً في مقدمتها توفير الأجواء الآمنة لإجراء انتخابات نيابية ديمقراطية ترسخ مسيرة العملية السياسية والمصالحة الوطنية، وهذه مهمة إضافية تناط بقواتنا المسلحة، ولا يخامرنا شك في أن منتسبي الجيش العراقي سيؤدون واجبهم الوطني بشرف وإخلاص وتفانٍ. تحية لجيشنا العراقي الباسل في الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيسه. الرحمة لشهداء قواتنا المسلحة الأبرار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وبعد الانتهاء من القاء كلمته حضر الرئيس طالباني استعراضاً عسكرياً لقطعات الجيش الراجلة والمدولبة والمسرفة، وشارك في الاستعراض الصنوف الجوية والبرية والبحرية، وختم بعزف السلام الجمهوري. وأجرى فخامة رئيس الجمهورية مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع وزير الدفاع عبد القادر العبيدي، رد فيه فخامته على أسئلة الصحفيين، معبراً عن سروره بالتطور المفرح والمشجع للقوات المسلحة من ناحية التنظيم والتسليح والتدريب. كما ثمّن الرئيس طالباني جهود الوزير العبيدي والقادة العسكريين وكافة منتسبي وزارة الدفاع في التفاني في عملهم من أجل تثبيت الأمن والإستقرار في العراق وحماية المسيرة الديمقراطية للشعب العراقي.
https://telegram.me/buratha