قال رئيس المجلس الاعلى سماحة السيد عمار الحكيم انه لن يخوض غمار الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولن يسعى لاية مناصب حكومية، وانما سيكرس جهده لخدمة المشروع السياسي العراقي.
واضاف سماحته في مقابلة مع مجلة نيوزويك الاميركية امس الثلاثاء ان الائتلاف الوطني العراقي الذي يتزعمه يتحرك على مستويين، الأول: توسيع الائتلاف الوطني ، الثاني: العمل على تشكيل جبهة وطنية عراقية تضم الكثير من الكتل والائتلافات الكبيرة، التي تساعد على تشكيل برلمان قوي وحكومة قوية مؤثرة ، وفيما يأتي تقديم المجلة الاميركية وحوارها مع سماحة السيد عمار الحكيم .
حسن عبدالله محرر مجلة نيوزويك الاميركية التقى سماحته مؤخراً في قصر بيان الذي تستقبل الكويت فيه كبار زائريها، وتحدث معه حول تحالفاته القادمة، والعلاقة مع إيران.
نيوزويك:هل لزيارتك إلى الكويت علاقة بترتيب أوضاع ما بعد الانتخابات؟
سماحة السيد عمار الحكيم: ترتيب أوضاع ما بعد الانتخابات تفاصيل تخص العراقيين وحدهم. ومع هذا فنحن نتدارس الأمور مع أشقائنا ودول المنطقة انطلاقا من أن العملية السياسية والأمنية في العراق تهم دول الجوار أيضا.
نيوزويك:هل سترشح نفسك لعضوية البرلمان كوالدك ؟
سماحة السيد عمار الحكيم: قررت عدم خوض انتخابات مجلس النواب. ولن أسعى إلى مناصب أخرى كرئاسة الوزراء.
نيوزويك:أنت تتزعم ائتلافا سياسيا كبيرا فكيف سيكون وضعك ـ إذن ـ في الدولة العراقية؟
سماحة السيد عمار الحكيم: ليست المسألة بحضوري الشخصي في موقع من مواقع السلطة. الكيان السياسي، عندما يكون له عدد مهم من الوزراء والنواب، تكون فرصته في التأثير والعطاء أكبر، وإن لم يكن الحضور بشخصي. أعتقد أن الموقع الذي أنا فيه الآن يمنحني فرصة كافية لخدمة المشروع السياسي العراقي.
نيوزويك:هناك استطلاعات رأي اميركية تؤكد ارتفاع أسهم إياد علاوي (رئيس الوزراء العراقي السابق) ومن بعده نوري المالكي ثم أنت لرئاسة الوزراء.. فما رأيك؟
سماحة السيد عمار الحكيم: اللافت للنظر أن هناك استطلاعات رأي اميركية يتم الإعلان عنها، وأخرى تسرب إلى أوساط النخب ولا تنشر على الملأ العام، وهي متباينة تماما من حيث التوازنات والأرقام. ننظر باحترام لكل خيارات الشعب العراقي. الديموقراطية محترمة بالنسبة إلينا سواء كانت معطياتها لمصلحتنا أو لمصلحة غيرنا. الشخصيات الكريمة التي تحدثت عنها، نحن نعتز بها، إذا اختارها الشعب العراقي.
نيوزويك:هل ستدخلون في تحالفات مع كتل سنية أو كردية؟
سماحة السيد عمار الحكيم: بكل تأكيد. نتحرك على مستويين، الأول: توسيع الائتلاف الوطني. الثاني: العمل على تشكيل جبهة وطنية عراقية تضم الكثير من الكتل والائتلافات الكبيرة، التي تساعد على تشكيل برلمان قوي وحكومة قوية مؤثرة، قادرة على إخراج العراق من ظروفه الصعبة التي يمر بها.
نيوزويك:هل تقبلون بالتحالف مع تحالف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي؟
سماحة السيد عمار الحكيم: الباب مفتوح أمام الجميع، ممن تنسجم برامجهم السياسية مع برنامج الائتلاف الوطني.
نيوزويك:تبدو متفائلا من نتيجة الانتخابات المقبلة على الرغم من أنكم خسرتم انتخابات مجالس المحافظات منذ نحو عام؟
سماحة السيد عمار الحكيم: لاشك أن المجلس الأعلى لم يحصل على الأصوات التي كان يتوقعها في انتخابات مجالس المحافظات، على الرغم من أنه لم يتقدم علينا إلا قائمة الحكومة بإمكاناتها وظروفها. نعتقد أن ذلك كان "كبوة" مفيدة لنا. الكيانات الكبرى تصاب أحيانا بالشيخوخة وبالملل. بدأنا عملية إصلاح جذرية في البرنامج السياسي والخطاب الإعلامي والتشكيلات والتنظيمات. انتخابات مجلس النواب المقبلة ستكشف لنا وللآخرين مدى استطاعة المجلس الأعلى أن يستعيد حضوره الفاعل على الساحة العراقية.
نيوزويك:لوحظ تراجعكم عن المطالبة بالفيدرالية فما موقعها في برنامجك السياسي الجديد؟
سماحة السيد عمار الحكيم: لم تعد الفيدرالية من أولوياتنا في المجلس الأعلى الحديث. قمنا بدورنا في توضيح مفهوم الفيدرالية، والأمر متروك لاختيارات الشعب العراقي.
نيوزويك:إيران متهمة بتعقيد الأوضاع في العراق وأنتم على علاقة قوية معها فما مستقبل هذه العلاقة؟
سماحة السيد عمار الحكيم: المشكلة في اعتقادي ليست في الحضور الإيراني القوي، وإنما المشكلة في غياب العرب عن العراق. الحضور العربي الإيجابي يحقق نوعا من التوازن في العلاقات الإقليمية، ويسهم في الحفاظ على الهوية العربية للعراق. المنطق العربي الذي يفضل الوقوف متفرجا إلى حين حسم مشكلة العراق ومعرفة مدى تأثير إيران في الوضع العراقي، نتمنى أن يستعاض عنه بمنطق الحضور الفعال للدول العربية.
نيوزويك:مَنْ المستفيد من سلسلة التفجيرات الأخيرة في العراق؟
سماحة السيد عمار الحكيم: الحياة في العراق هي المستهدفة الآن. هذا التحالف المشؤوم التكفيري الصدامي هو المسؤول المباشر عن هذه الجرائم حسب كل المعطيات الأمنية والتقارير الاستخباراتية. هذا لا ينفي المسؤولية عن المؤسسة الأمنية العراقية. المواطن العراقي يقضي ساعات طوالا أمام الحواجز الأمنية، فكيف تدخل السيارات المفخخة، ويتسلل الانتحاريون إلى قلب العاصمة بغداد دون أن يتم رصدهم. هذا يعني أن هناك احتمالات لتواطؤ ولاختراقات ولثغرات أمنية معينة.
https://telegram.me/buratha