بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الى الشعب العراقي النبيل بمناسبة انتهاء انتخابات مجالس المحافظات يهنيء المجلس الاعلى الاسلامي العراقي باسم خط شهيد المحراب المرجعية الدينية العليا والشعب العراقي والحكومة العراقية على انجاز عملية انتخابات مجالس المحافظات واجواء الهدوء والامن التي جرت فيها والتي ستشكل خطوة جديدة في ترسيخ التجربة الديمقراطية ومشاركة الشعب في اختيار ممثليه وتقرير سياساته
.لقد جرت الانتخابات وجموع شعبنا تعيش اجواء محرم الحرام وشهر صفر والاستعداد لزيارة اربعينة سيد الشهداء الحسين عليه السلام وهو ما اعطى لاجواء الانتخابات روحاً اضافية مستلهمة الملحمة الحسينية وعبرها التاريخية الخالدة.لقد بدأت عملية الفرز وبدأت النتائج الاولية بالظهور وان المجلس الاعلى وخط شهيد المحراب يشعر بارتياح كبير لمجمل العملية ولنتائجها بكل العبر الايجابية والسلبية التي عكستها وهذه بعض الاشارات والتقويمات.
1- يشعر المجلس الاعلى ان العملية الانتخابية قد جرت بانسيابية معقولة وان الخروقات والنواقص الانتخابية على اهميتها تبقى اقل بكثير من المنجزات والنجاحات. فالاوضاع الامنية كانت افضل بكثير من الاعوام الماضية رغم بعض الخروقات الامنية وسقوط عدد من الشهداء من المرشحين تغمدهم الله برحمته الواسعة.. كما جرت الانتخابات وسط اجواء تنافسية سلمية لم تعكرها اية احداث بين القوائم المتنافسة مما يشير الى حالة التمدن والرقي التي تتسم سلوك قوانا السياسية وشعبنا الكريم. وهو في هذه المناسبة يتقدم بالشكر الجزيل للمرجعية العليا وللحكومة العراقية والحكومات المحلية ولقوى الامن وللقوى السياسية وللمفوضية العليا للانتخابات ولمؤسسات المجتمع المدني والهيئات والمنظمات المختصة بالشكر الجزيل على كل ما قاموا به.. كما يشكر لوسائل الاعلام دورها الهام والحساس والنبيل مبدياً امتنانه لتلك الوسائل التي التزمت بالامانة الاعلامية وشرف المهنة بما فيها المختلفة او الناقدة لنا، لافتاً نظر شعبنا من وسائل الفتنة والتصيد في الماء العكر. فمهما كانت سعة حملة بعض وسائل الاعلام ضدنا والمواقف المتلونة، لكننا كنا وسنبقى امامهم اكبر من اكاذيبهم لا نخشى الا الحق و الله نقف امامه خاضعين خاشعين نطلب القبول والعفو، داعين ان يقبل الصالحات من اعمالنا وان يغفر لنا ذنوبنا واخطاءنا.
2- يشعر المجلس الاعلى ان قائمة شهيد المحراب قد حققت حملة انتخابية ناجحة جداً من حيث الطروحات والحشود او التعبئة الجماهيرية التي قام بها. فلقد كانت الانتخابات مناسبة عظيمة لمؤسساته وكوادره في تجريب قدراتهم وامكانياتهم في حشد عشرات الالوف من المواطنين في كل يوم وخلال اسابيع عديدة في الاجتماعات الحاشدة او الندوات المتخصصة والتعريف بمناهجه وافكاره بشكل لم يسبق له مثيل وبشكل كاد ان ينفرد به عن اية قوة سياسية اخرى. اننا على قناعة تامة ان هذه الحملة ستترك اثارها على مؤسسات المجلس الاعلى وقوى تيار شهيد المحراب وترسيخ علاقاته المترسخة بجموع شعبنا، والاثار الايجابية المستقبلية لذلك سواء في ترسيخ مؤسسات تيار شهيد المحراب او لخدمة شعبنا. كما اننا على ثقة عظيمة بان هذه الحملة ستشكل محطة جديدة في الثقافة العامة لتجربة العراق الفتية في بناء عراق دستوري ديمقراطي مؤسساتي يعتمد التنافس والانتخابات لتداول السلطة بعيداً عن تجربة الماضي البغيض وعن اية نزعة للفردنة والشخصنة والدكتاتورية، وفي التعريف بصلاحيات المحافظات والحكومات المحلية ومنع اية نزعة لعودة المركزية المقيتة ولبناء دولة عراقية قوية تقوم على مجتمع وشعب قوي وحكومة اتحادية قوية وحكومات محلية قوية. وان الانتخابات قد وفرت لكل الفعاليات والهيئات وعلى رأسها المرجعية العليا الاجواء المناسبة لتعبئة الشعب وبث القيم والافكار الراقية والمتقدمة والتي من شأنها تخليص العراق من التربية السابقة والدخول في مرحلة جديدة من العلاقات والمفاهيم غابت عن البلاد لعقود طويلة.
3- تظهر النتائج الاولية ان قائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة قد حققت اما المركز الاول او المركز الثاني في احد عشر من المحافظات الخمس عشرة التي جرت فيها الانتخابات، كما كانت بين القوائم الفائزة في كل محافظة شاركت فيها. وهو ما يعتبر انجازاً بالنسبة للتجارب الماضية، خصوصاً وان هذه الانتخابات قد جرت وفق القوائم المفتوحة والمنفردة مما يشكل تجربة جديدة سمحت للمواطنين من اختيار ممثليهم الاكفاء بكل حرية وشفافية.
4- ان مجموع عدد المقاعد التي ستحصل عليها قائمة شهيد المحراب يفوق حسب الحسابات الاولية عدد المقاعد التي كانت لديه في المجالس السابقة. وان المجلس الاعلى سعيد ان يرى ان حلفائه سواء في الائتلاف العراقي الموحد او من القوى الاسلامية والوطنية قد حققوا ايضاً نتائج طيبة مما سيمهد الطريق لتحالفات ومشاركات واسعة دعى اليها المجلس الاعلى خلال حملته الانتخابية بل هي قد شكلت وتشكل منهجاً متميزاً لسياساته. وان المجلس الاعلى يؤكد خطه في الانفتاح والمشاركة سواء بين القوى الفائزة او حتى غير الفائزة لتعزيز هذه الاجواء والتقدم بتجربة البلاد من جيد الى اجود.
5- ان عدد المحافظات التي حسنت فيها القائمة الاعداد المتوقعة لمقاعدها يفوق عدد المحافظات التي تراجع فيها نسبياً سواء بمشاركة من قاطع سابقاً او بدخول قوى ومرشحين جدد. ويتوقع ان تحصل القائمة على 20-25% من مجموع المقاعد لمجموع المحافظات الـ 15، واكثر من ذلك بكثير في محافظات بغداد وجنوبها. وفي كل الاحوال بقي المجلس الاعلى لاعباً اساسياً واولياً في الساحة العراقية وهو الدور الذي لعبه سواء في المرحلة الجهادية بكل فترات صعودها وهبوطها او في مرحلة بناء العراق الجديد بكل منعطفاتها وتحدياتها وملفاتها المعقدة. والحياة السياسية ومنها الانتخابية هي تكرار لاعمال التقدم هنا والتراجع هناك. فالاهم هو القيام بالواجب و المشاركة واحتلال المواقع المسؤولة والقيام بالواجبات المطلوبة التي عبرها يمكن خدمة جماهير شعبنا وهو ما نشعر اننا قمنا به بفضل من الله وجهد وعمل كوادرنا ومؤسساتنا ودعم قوى شعبنا.
6- حققت الانتخابات نسب مشاركة جيدة. فخلاف الانتخابات الماضية لم تحصل اية اعمال مقاطعة بل شاركت فيها جميع القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية سواء من هي في اطارات الحكم او في خارجه مما يشكل عملية عظيمة لمصلحة التوافق الوطني واعادة اللحمة لقوى شعبنا. كما فاقت نسب المشاركة في معظم الاحيان الـ 50% وهو امر متقدم عندما ننظر الى تجارب الانتخابات في الكثير من البلدان. رغم ذلك انخفضت النسبة في بعض المحافظات كبغداد والانبار والبصرة عن النسبة اعلاه بل كانت النسب المتحققة في عموم المحافظات اقل من النسب المتوقعة وهو ما يشكل سؤالاً كبيراً نحن بصدد دراسته ومعرفة اسبابه وعوامله سواء الموضوعية او الذاتية، السياسية والمسلكية او الانتخابية. بل ان حظر حركة المركبات داخل المحافظة الواحدة لم يلغ الا في ساعة متأخرة من ليلة الانتخابات وبعد تدخلات كثيرة، ولم يلغ حظر الحركة داخل المدن الا في الساعة الثاثية او الثالثة من بعد ظهر يوم الانتخابات، بل بقي محظوراً في بعض المناطق وفق اجتهاد الامنيين، مما اثار ارتباكاً شديداً واستنتاجاً اولياً ان مثل هذه الاجراءات لم تدرس بشكل كاف او درست بمعزل عن بقية اطراف العلاقة من قوى سياسية ومفوضية وحكومات محلية والتي بمجموعها من يستطيع اعطاء التصور الصحيح لاتخاذ الاجراءات الصحيحة. وهو ما قد يضاف الى تعقيدات الاجراءات او حداثة النظام الانتخابي الجديد او التغيرات المستمرة في مراكز الانتخاب او عدم انتظام قوائم الناخبين او تغافل الجمهور عن تحديث سجلاتهم في وقت ورغبتهم في الانتخابات في وقت اخر، وهو ما منع اعداداً غفيرة جداً من المواطنين سواء لعوامل تقصير ذاتي او بسبب اخطاء سياسية ومسلكية واجرائية وادارية من ممارسة حقهم، فشكل ذلك بجانب العامل السياسي والاداري احدى اهم الثغرات التي يجب التعامل معها في الانتخابات القادمة وبشكل صحيح.
7- ان الانتخابات هي الفرصة الصحيحة في النظام الديمقراطي لدراسة كل هذه الامور لتصويب السلبيات ولترسيخ الايجابيات. فالانتخابات لا تجري بين اعداء بل تجري بين متنافسين يعمل كل منهم للمصلحة العامة. وحالما ينتهي التنافس الانتخابي وتصادم البرامج تبدأ المشاركة حسبما افرزته الانتخابات من نتائج ليتسنى ادارة شؤون المحافظات وفق رغبات السكان.في الختام نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم كما نعبر مرة اخرى عن جزيل شكرنا للشعب العراقي النبيل عن كل اشكال الدعم والتفاني والاخلاص الذي كانت هي من العوامل الاساسية لانجاح هذه التجربة والصمود امام اعمال الارهابيين والمخربين، كما ونشكر بشكل خاص مئات الالاف الذين انتخبونا او الذين انتخبوا غيرنا.. كما نشد على ايدي القوى السياسية ونهنىء الجميع من فائزين وغير فائزين، فالفائز الاكبر كان العراق وشعب العراق. كما نشكر كافة مؤسساتنا وكوادرنا وعشرات الالاف من العاملين معنا على هذا البرنامج الرائع والعظيم الذي انغمسوا فيه على مدى اسابيع مرهقة طويلة راجين منهم الان دراسة مجمل التجربة والخروج بالعبر والاستنتاجات بما يرفد التجارب القادمة.. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المجلس الاعلى الاسلامي العراقي 2/2/2009
https://telegram.me/buratha