أكد رئيس الجمهورية ضرورة استكمال مسيرة المصالحة الوطنية، و ان وحدة القوى الفاعلة المعتدلة الديمقراطية و الاسلامية كفيلة بتحقيق هذه المصالحة. جرى ذلك خلال اللقاء الذي أجرته قناة "العربية" الفضائية مع الطالباني و من خلال برنامج "بصراحة"، يوم الجمعة 30-1-2009 في مقر اقامته بالسليمانية.و شدد رئيس الجمهورية على ان تحقيق الامن و الاستقرار منوط بوحدة القوى الاساسية و بحكومة وحدة وطنية حقيقية و كذلك بتحقيق المصالحة الوطنية في العراق، و أضاف ان "الامن و الاستقرار سيسودان العراق عند انجاز هذه المهام و بوجود قوات الجيش و الشرطة".و بخصوص انتخابات مجالس المحافظات، أكد الطالباني ان الانتخابات في العراق تجري بشكل طبيعي، مشيرا الى ان العراق لم يشهد انتخابات حرة و ديمقراطية منذ خمسين عاما، و عبر عن أمله بان تؤدي هذه الانتخابات الى اختيار ممثلين حقيقيين للشعب العراقي و ان تكون هذه الانتخابات تجربة ديمقراطية ناجحة جديدة في العراق، و أضاف "ارجو من اخواتي و اخواني العراقيين ان يساهموا بفاعلية في الانتخابات و في اختيار من يرونه كفؤا و قادرا على تمثيل مصالحهم".و فيما يتعلق بقضية كركوك، أشار رئيس الجمهورية الى ان الدكتاتور السابق أجرى العديد من التغييرات على حدود بعض المدن مثل كركوك و كربلاء و النجف الاشرف و الحلة و ديالى و بغداد و صلاح الدين و اربيل و نينوى و الانبار ايضا، فيجب ان تلغى هذه التغييرات و تعود حدود المدن الى طبيعتها، كما أشار الى وجوب اجراء تعداد سكاني في العراق كي نعلم عدد الذين يمكنهم التصويت في العراق. و في السياق نفسه أكد الرئيس طالباني على ان هناك امكانية لتطبيع الاوضاع في كركوك، مشيرا الى زيارته الاخيرة الى المدينة و لقائه بمختلف المكونات الكركوكية، و أكد انه وجد لديهم جميعا رغبة في المصالحة الوطنية و رغبة في تطبيع العلاقات فيما بينهم و رغبة في حل موضوع كركوك عن طريق التوافق بين هذه القوى. و أضاف "ان قضية كركوك هي قضية تاريخية تحتاج الى الصبر و التحقيق الدقيق و العمل الجدي من اجل المصالحة بين مكونات كركوك و من اجل ايجاد حل يرضي الجميع او الاكثرية على اقل تقدير".و بشأن العلاقات العربية الكردية، أكد الرئيس طالباني ان العراق رقم غير قابل للتقسيم، مشيرا الى ان "الاخوة العربية الكردية هي راسخة الجذور في التاريخ"، مضيفا ان "العراق الديمقراطي البرلماني الاتحادي الموحد و المستقل هو بيت الجميع و ضمنه يجب ان نحل جميع المشاكل العالقة في العراق".و فيما يتعلق بالعلاقة مع رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي، أشار الطالباني الى ان "نوري المالكي صديق قديم و هو احد الذين ناضلنا معهم من اجل الوصول الى هذا اليوم المنشود، مؤكدا ان "نوري المالكي و جلال طالباني تجمعهم علاقات طيبة و مستمرة، و لكن هناك اجتهادات مختلفة في قضايا معينة و لكنها ليست قطيعة و ليست اجتهادات معادية، و شدد ان هذه الاجتهادات المختلفة بالامكان حلها لانها تدور ضمن الدائرة الوطنية العراقية، مضيفا "يجب ان نسعى دائما الى حل القضايا من خلال التفاهم و بطرق ديمقراطية و دستورية".و بخصوص علاقات العراق مع دول الجوار و الدول الاقليمية، أشار رئيس الجمهورية الى ان حوارا امريكيا- ايرانيا هو في مصلحة الجميع، مؤكدا ان "الورقة العراقية الان في يد العراق و خاصة بعد توقيع اتفاقية انسحاب القوات مع الولايات المتحدة"، مضيفا ان "اي حوارات و مفاوضات امريكية- ايرانية لن تكون على حساب العراق". كما أشار الرئيس طالباني الى العلاقة القوية التي تربطه بسوريا، مؤكدا محاولاته المستمرة، منذ توليه منصب رئيس الجمهورية، استعمال هذه العلاقات لتقوية العلاقات العراقية- السورية و العلاقات العراقية- الايرانية.و بشأن مبادرة السلام العربية حول القضية الفلسطينية، أكد على ان هذه المبادرة لا تزال قائمة، مبديا تاييده لما صرح به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بان مبادرة السلام الان معروضة على الطاولة و لكنها لن تبقى معروضة الى الابد.