بغداد - المجلس - المكتب الخاص
شدد سماحة السيد عمار الحكيم على الحاجة لحركة تعبوية تقييمية وتقويمية للواقع الذي يعيشه المجتمع العراقي من اجل الوصول لمستوى الوفاء بالشعارات والانتصار للمفاهيم والقواعد التي تشكل معالم العراق الجديد كما اقرها الدستور ، مشيراً الى أهمية تحمل الجميع لمسؤولياتهم في ايجاد ثقافة القبول بالاخر وتوزيع الادوار وتكافأ الفرص .
جاء ذلك لدى لقاء سماحته صباح الخميس 4/12/2008 جمعاً حاشداً من اساتذة وطلاب الجامعات والمعاهد العراقية من مدينة كربلاء المقدسة في المكتب الخاص لسماحة السيد الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد . واكد سماحته على ان ضمان الحقوق والانتصار لمطالب اي طرف او جماعة في العراق لايمكن ان يحصل الا بضمان حقوق الاخرين والانتصار لمطاليبهم والانفتاح عليهم والابتعاد عن الاحادية في التصورات والاراء والسلوك ، مشيراً الى ان الدستور يمثل المرجعية والركيزة التي يتم الرجوع اليها في جميع المسائل الخلافية وغيرها ، معتبراً ان تعزيز الثقة واشاعة التسامح وحسن الظن من شأنها تماسك النسيج العراقي وتحقيق المصلحة الوطنية العليا .
الى ذلك دعا سماحته الى عدم الخلط بين مسألتي تسييس الجامعة والثقافة السياسية في الجامعة ، معتبراً ان تسييس وتحزيب الجامعة أمراً مرفوضاً ، فيما دافع سماحته عن الثقافة السياسية ودورها في وعي الطلبة ووضوح الرؤية السياسية تجاه قضايا الامة وهموها وابداء مواقفهم الوطنية تجاهها سواء بالسلب او الايجاب كونهم الاقدر على ممارسة دورهم لما يمتازون به من الطاقات النخبوية والامكانات الشبابية الناضجة .
واكد سماحته على ضرورة استقلالية الجامعات وتحملها المسؤولية بنفسها في ادارة اعمالها وتشخيص مصالحها واولوياتها وتخليصها من السياقات المكبّله والروتين الموجود في النظام المركزي القائم فضلاً عن تحديث الاساليب والاليات وسياقات العمل من اجل النهوض بالمستوى الثقافي والعلمي وفق ما تتطلبه الحياة العصرية من اجل بلوغ الطموح وتحقيق التطلعات .
من جانب آخر دعا سماحته النخب والمثقفين الى استنفار جهودهم وطاقاتهم في الدعوة للمشاركة الواسعة والفاعلة لكل أطياف وشرائح الشعب في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات والتحشيد لاختيار المرشحين والقوائم الاصلح وأصحاب التاريخ النضالي والتمسك بالثوابت الدينية والوطنية وتبديد الشبهات والاشاعات المغرضة التي يروجها أعداء العراق والدين والتي يحاولون من خلالها الاساءة للمؤمنين الوطنيين المخلصين .
كما تطرق سماحته الى التأريخ العريق والحضاري المتميز لمدينة كربلاء ، والذي يعود لتأريخ ورمزية الامام الحسين (ع) وتميزه كونه جسّد صراعاً حقيقياً من اجل الاصلاح في الامة وبناءها على اسس ومبادئ الحق والفضيلة ، معتبراً ان تقويم الخطأ والاعوجاج يمثل مسؤولية تضامنية تتجدد في كل زمان ومكان .
وكان السادة الحضور قد اعربوا عن ولاءهم للمرجعية الدينية والقيادة السياسية لسماحة السيد الحكيم وشكرهم للاهتمام والرعاية بشريحة الطلاب والشباب .
https://telegram.me/buratha