المرصد العراقي
سيراقب العالم تحركات الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما في تعاملاته مع قضايا الشرق الاوسط، وسيرافقه هذا الرجل الذي ترتكز مهام وظيفته على مرافقة الرئيس الاميركي في مباحثاته مع الزعماء العرب، فهو المترجم الخاص للرئيس الاميركي ونائبه ووزيري الخارجية والدفاع ومستشار الامن القومي، كما يشغل منصب كبير المستشارين السياسيين لادارة الشرق الادنى في الخارجية الاميركية، وعليه تقع مسؤولية نقل افكار الرئيس الاميركي وعباراته وسياساته الى الزعماء العرب ونقل آراء وافكار الزعماء العرب الى الرئيس الاميركي، وهي ليست بالمهمة السهلة فدوره لا يقتصر على الترجمة من لغة الى اخرى وانما تلقى عليه امانة توصيل الافكار بمعناها وتوضيح ابعادها والدخول في مفاوضات سياسية مع الاطراف العربية لتوضيح السياسات الاميركية.
جمال هلال، عاصر خلال فترة عمله أكثر من ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة بدءا من الرئيس رونالد ريغان ثم الرئيس بوش الاب مرورا ببيل كلنتون ثم الرئيس بوش الابن، وشارك في مئات اللقاءات والاجتماعات المغلقة، وعاصر محادثات صنعت تاريخا وغيرت مجرى الأحداث وقادت الى حروب والى مفاوضات سلام، فكان الرجل الثالث في مفاوضات تحرير الكويت مع الرئيس بوش الأب، والرجل الثالث في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع الرئيس بيل كلنتون، ومشاركا دبلوماسيا في تلك المفاوضات وفي قرار الحرب على العراق مع الرئيس بوش الابن، وسيعتمد عليه الرئيس الأميركي الجديد في إدارة الملفات الساخنة في الشرق الأوسط.
جمال هلال اميركي من اصل مصري ، بدأ رحلته من مدينته اسيوط في صعيد مصر الى الولايات المتحدة في منتصف السبعينيات ليحصل على دبلوم في الدراسات الدولية ثم ماجستير في التواصل بين الاجيال من جامعة ولاية فيرمونت. وبدأت علاقته بالادارة الاميركية عندما عمل مع زوجة الرئيس جيمي كارتر في برنامج للتبادل الثقافي بين اميركا والدول الاخرى، بعدها تقدم للعمل في مجال الترجمة الشفهية واجتاز عدة اختبارات ليست بالسهلة في كافة القضايا السياسية اضافة الى اختبارات القدرة على تحمل الضغوط. وفيما يلي نص الحوار:
{ أنت تهمس دائما في اذن الرئيس الاميركي بما يقوله الزعماء العرب في اللقاءات الرسمية واللقاءات الخاصة التي تجمع الطرفين، مع مجيء الإدارة الأميركية الجديدة والرئيس باراك أوباما، ما هي طبيعة عملك في المرحلة المقبلة؟
- عملي مازال كما هو، فالجانب الاكبر هو الجانب السياسي كمستشار لوزارة الخارجية لإدارة الشرق الادنى وأيضا بعض الجهات في البيت الأبيض، والجانب الآخر الذي احتفظ به، لشغفي الخاص به، هو الجزء اللغوي الخاص بالترجمة وانا اصر على العمل ككبير مترجمي الرئيس، وهذا الجزء اللغوي مهم لانه يتواصل مع خلفيتي التعليمية التي تتعلق بالتواصل بين الثقافات والحضارات، والدبلوماسية هي مهنة تدور حول الكلمة، واشعر ان علي مسؤولية شخصية لمعرفتي وخبرتي بمجتمعات الشرق الأوسط فقد قضيت نصف حياتي في مصر والنصف الآخر في الولايات المتحدة، وتصبح اللغة والتعليم اكثر من وسيلة تواصل فهناك فهم وعمق اكبر لطريقة تفكير المجتمع الأميركي والمجتمع العربي.
والترجمة ليست مجرد نقل ما يقوله احد الاطراف وانما توصيل مدلوله ومغزاه ومعناه بالشكل الذي يفهمه الطرف الاخر ، فعلى سبيل المثال يعتقد البعض ان الرئيس الاميركي يملك ان يضع قرارات او يغير قرارات بجرة قلم او توقيع على ورقة فيصبح الامر حقيقة، وهذا صعب في دولة مثل الولايات المتحدة لانها دولة مؤسسات، واذا اراد الرئيس ان يسير في اتجاه ما فهو ليس قراره الفردي ولا بد من تحرك مؤسسات ضخمة حتى تؤيد هذا القرار. واحاول دائما ان اركز على هذه الامور قبل اجتماعات الرئيس وبعدها حتى لايساء فهم شيء معين أو وعد معين أو أي التزام.
{ انبهر العالم لنجاح المرشح الأسود ووصوله إلى البيت الابيض خاصة بعد سلسلة اتهامات تتعلق بأصوله الاسلامية، فهل يعد ذلك تغييرا في العقلية الاميركية التي كانت منذ وقت ليس ببعيد تميز بين البيض والسود؟
- باراك أوباما هو مرشح ولد وعاش كل سنوات عمره في الولايات المتحدة، وأميركا كدوله قامت على اكتاف المهاجرين، لذا فالتنوع هو اهم عناصر القوة، والنظام الديمقراطي الذي تطبقه هو الذي يتيح الفرصة للجميع. اما التعصب ضد السود او التعصب الديني فهي امور تتعلق بالطبيعة البشرية، والانظمة والحكومات تحاول عن طريق القوانين مكافحة ذلك، وهنا يأتي دور الصحافة والمؤسسات المدنية. ونجاح باراك أوباما في الفوز بانتخابات الرئاسة الاميركية هو رسالة قوية للعالم عن طبيعة المجتمع الاميركي وكل من يعارض الولايات المتحدة عليه ان يتأمل هذا الحدث، خاصة ان عمر أوباما لا يتجاوز 46 عاما. وبلا شك هناك تغيير في المجتمع الاميركي يحدث كل يوم.
صورة أميركا
{ ساءت صورة الولايات المتحدة بشكل كبير في دول المنطقة العربية وأعلنت الإدارة الأميركية عن برامج لتجميل صورتها، فما هو سبب سوء التفاهم وضعف التواصل، وهل سيتمكن الرئيس الجديد من مد جسور التعاون مرة أخرى؟
- هذا السؤال دائما ما يطرح لكن الإجابة عليه ليست بهذه البساطة، فعلاقة الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الاوسط تعد علاقة قصيرة لا تزيد عن ستين عاما، بعكس دول أخرى مثل فرنسا وانجلترا وايطاليا، فهي دول عاشت في منطقة الشرق الأوسط من خلال الاستعمار ولفترات طويلة. وهناك بعض الأمور التي يصعب تفسيرها مثل نظرة الشعوب للولايات المتحدة واتهامها بالمعايير المزدوجة، ولو أخذنا هذا المصطلح وطبقناه على منطقة الشرق الأوسط والخليج، سنجد ان هناك ظلما قاسيا على الولايات المتحدة لأن هناك ما هو أسوأ من المعايير المزدوجة يمارس ويطبق في دول الشرق الأوسط مثل النفاق والكذب وإنكار الحقيقة وعدم الرغبة في فهم الحقيقة وحجبها عن الرأي العام، فهناك وسائل إعلام مصرة على مهاجمة الولايات المتحدة دون مبرر، فعلى سبيل المثال في مصر شبه تهجم على الولايات المتحدة لكن عندما ننظر الى ما الذي فعلته الولايات المتحدة لتضر بمصر او بالشعب المصري، نجد أن الإجابة لا شيء، فهناك اتجاه لا يرغب في إظهار الحقيقة. ونحن لا ندعي ان الولايات المتحدة هي دولة مثالية، لكننا نؤمن أن ما لدينا من نظام ومجتمع بمساوئه ومميزاته يعتبر من أفضل الأنظمة الموجودة على وجه الأرض.
وخلال السنوات الثماني الماضية أثناء حكم الرئيس بوش كثر الحديث عن الشرق الأوسط والترويج للديمقراطية وحقوق الانسان والحكم الرشيد، ولا اعتقد ان هناك إنسانا يستطيع ان يقول ان هذه مبادئ سيئة، وستستمر الولايات المتحدة في الترويج لها فهي أعمدة قيام المجتمع الأميركي ولن توجد إدارة أميركية او رئيس أميركي سيقول انه لا يريد ان يروج للديمقراطية وحقوق الإنسان. واهم عناصر المجتمع الديمقراطي هو الشفافية والمحاسبة. وعندما تثير الولايات المتحدة قضية الديمقراطية في المنطقة العربية يردون عليها بإثارة موضوع سجن ابو غريب وغوانتانامو، رغم ان الإعلام الأميركي نفسه هو الذي كشف عن فضيحة سجن أبو غريب وطالب بمحاسبة من ارتكب هذه الجرائم وهذا هو أساس المحاسبة في المجتمع الديمقراطي المطبق في دول مثل اليابان واوروبا وغيرها وهي اعطاء الشعب الحق في ان يحكم نفسه بنفسه ويحاسب من يحكمه. وهناك جهات اعلامية في العالم العربي إما غير قادرة على فهم الحقيقة وإما تفهم الحقيقة ولا تريد ان تنشرها.
{ هل تعتقد ان هناك خطأ في التناول الاميركي لقضايا العراق وفلسطين وقضية الديمقراطية في الشرق الاوسط ام هو ناتج عن عدم قدرة او رغبة الدول العربية في تبني سياسات ديمقرطية؟
-مازلت لدي قناعة ان ما يظهر على العلن انه كره او عدم قبول للولايات المتحدة مخالف دائما للحقيقة، فأي أسرة ترغب في تعليم أبنائها تتجه للولايات المتحدة واي مريض يلجأ ايضا الى أميركا وهناك دائما طوابير طويلة امام السفارات الأميركية من اجل زيارة الولايات المتحدة، فالقناعة الداخلية للشخص مختلفة عن الصورة التي يقدمها الاعلام. ولا أستطيع ان اقول ان السياسات الأميركية متكاملة فهناك بعض الإخفاق في شرح أسباب اتجاه معين، او سياسة معينة فالقضية الفلسطينية من أقدم وأعمق القضايا وهي ليست سهلة فلا يوجد حل سحري للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولن يكون الحل بجرة قلم من اي رئيس اميركي فهي قضية يجب ان تحل من خلال مفاوضات من قبل الطرفين. واذا كان هناك شخص يعتقد ان الترويج الدائم لكراهية اسرائيل وعدم التعامل معها هو تمهيد جيد للوصول الى سلام مع اسرائيل فربما يعيش في كوكب اخر، فكيف يقول طرف انه يدعم السلام وفي نفس الوقت يقاطع كل شي له علاقة بالتمهيد لعملية السلام.
خرافات
{ وفي رأيك كيف يجب ان تكون الصورة وكيف يجب ان تتم عملية السلام؟
- هناك خرافات يجب ازالتها اولا، فجميع الشعوب تنظر الى الولايات المتحدة على انها تحكم اسرائيل فهناك بعض النفوذ لكنه لا يعني التعدي على قرار السيادة وهناك بعض النفوذ مع الفلسطينيين لكنه ايضا لا يعني التحكم في القرار الفلسطيني، فالدور الاميركي هو مجرد مسهّل ووسيط، وعلى الحكومات العربية ايضا مسؤولية مساعدة الشعب الفلسطيني ومساندته.
{ تعهد الرئيس الاميركي بيل كلينتون ومن بعده الرئيس جورج بوش بإقامة الدولة الفلسطينية ولكننا لم نر بوادر لإمكانية تحقيق هذا الامل، فهل سينجح أوباما فيما عجز عن تحقيقه الرؤساء السابقون؟
- عندما يقدم اي رئيس اميركي تعهدا او التزاما، فهذا ليس معناه ان الاتفاق موجود في مكتبه وانه سيعرضه على العالم في يوم ما وانما معناه انه سيبذل قصارى جهد ادارته للتعامل مع الاطراف المعنية للوصول الى حل، وسواء الرئيس كلينتون أو بوش أو أوباما ، فالسلام الفلسطيني الاسرائيلي لن يكون الا بالاتفاق بين الطرفين ومن يظن ان الولايات المتحدة ستفرضه او تجبر طرفا او آخر عليه فهو لا يفقه شيئا عن الدور الاميركي في عملية السلام. من ناحية أخرى فكل طرف لديه ظروفه الداخلية سواء رئيس وزراء اسرائيل او رئيس السلطة الفلسطينية وكل منهما لديه حساباته الداخلية التي تتحكم في تحركه في اي اتجاه. والدول العربية بإمكانها ان تساعد لان الطرف الفلسطيني ضعيف ويمكن ان يقوى بدعم وتشجيع اكثر من الدول العربية، لان العملية التفاوضية معقدة. اما ما يثار من دعاوى للمقاطعة العربية لاسرائيل فهو منطق غير مفهوم، وكأن هذه المقاطعة ستهدم الاقتصاد الاسرائيلي او ستفيد الفلسطينيين فهي لن تؤثر. وأرى ان التجاوب مع اسرائيل يجعل لنا نفوذا اكبر واضخم داخل المجتمع الاسرائيلي وهي نقطة اخفق فيها الطرف العربي اخفاقا شديدا.
كراهية إسرائيل
{ هل لأن الحكومات العربية ركّزت في سياستها الاعلامية على كراهية إسرائيل بشكل مكثف فأصبح من الصعب عليها الرجوع في سياساتها ؟
- سؤال جيد لكن أترك الاجابة عليه للقارئ.
مستنقع العراق
{ كل المشاهد تشير إلى ان الولايات المتحدة غرقت في مستنقع عميق في العراق وتكبدت اموالا طائلة، وقد تعهد الرئيس المنتخب باراك أوباما بسحب القوات الاميركية من العراق خلال عامين، فهل ترى ان الولايات المتحدة اخفقت في تحقيق اهدافها في العراق، وما هو تقييمك لما حققته الولايات المتحدة في ظل استمرار اشتعال الخلافات بين السنة والشيعة وتهجير المسيحيين من الموصل؟
- الجدال كان وسيظل مستمرا فيما يتعلق بالعراق، فالعراق ليس كما يصوره الاعلام، ولا نستطيع ان نقول ان الوضع الامني مستقر تماما لكن العراق كنظام حكومي الآن افضل مليون مرة من وضعه اثناء حكم صدام، وسيكون له مستقبل كبير اذا استمر في هذا النهج الديمقراطي، ومن الاكاذيب التي أُطلقت ان الولايات المتحدة تحارب في العراق من اجل النفط وهو امر مضحك، فاسعار النفط سواء بعد تحرير الكويت او تغيير النظام في العراق تخضع للاسعار العالمية، كما ان نصيب الولايات المتحدة من نفط الشرق الاوسط يتراوح ما بين 18 % إلى 28% وهي نسبة محدودة مقارنة بنصيب دول اخرى كأوروبا والصين، كما ان الشركات الاميركية العاملة في مجال البترول تمتد عملياتها الى جميع انحاء العالم ولا فارق لديها بين وجود الحرب من عدمها.
العراق الآن من الدول التي بدأت بالتعامل وفق نظام مؤسسي جديد يقوم على التوافق بين الاختلافات العرقية والدينية والإثنية ليكون «موزاييك» من هذا التجمع البشري قادر على التعايش كنظام سياسي وهي عملية صعبة وتحتاج الى عمل دؤوب من كافة الاطراف، ولا يمكن انكار ان هناك بعض الممارسات الضارة وغير الواضحة لكن الديمقراطية ليست محطة وصول وانما هي رحلة حياة كاملة وعندما تخطئ لديك النظام الذي يساعدك على التصحيح.
وقد ارتكبت الحكومة الاميركية عدة اخطاء في العراق لاننا نتعامل مع بشر، وارتكاب الخطا شيء وارد لان المجتمع الذي يدعي انه لم يرتكب اخطاء اما منافق او كذاب او لا يعلم عن اي شيء يتحدث. ما نحاول ان نفعله هو ان نساعد هذا النظام العراقي الديمقراطي لكي يقف على قدميه ليكون النموذج الديمقراطي لخدمة شعب العراق لكن هناك دولا في المنطقة لا تريد لهذا النظام ان يزدهر، فوجود نظام ديمقراطي حقيقي في العراق فكرة مخيفة لانظمة عديدة. والعراق في مرحلة مبكرة من عمر الدول ومن الظلم ان تقسو على النظام العراقي ونتهمه بالفشل في ست سنوات، فالبداية جيدة والقواعد مقبولة. والتاريخ سيحدد ويقيّم دور الولايات المتحدة في العراق وقد تظهر آثار هذا الدور بعد عشرين عاما.
اما قضية الخلافات بين السنة والشيعة، فهذه الخلافات موجودة منذ بداية التاريخ وهناك اتهام للولايات المتحدة انها أثارت النعرة الدينية بين الشيعة والسنة، فهل الولايات المتحدة هي التي اخترعت هذه الاختلافات، فهي موجودة منذ بداية الاسلام وليس من مصلحة الولايات المتحدة وجود اي خلافات في المنطقة، فما الذي تستفيده من هذه الخلافات، البعض قد يقول لترويج السلاح لكن الأسلحة التي تصنعها أميركا لا تصلح الا للجيوش وليس للخلافات القبلية كما ان الدول الاخرى الخليجية المستقرة سياسيا وليست لديها هذه الخلافات اكثر طلبا على السلاح الاميركي.
الانسحاب من العراق
{ قال الرئيس المنتخب باراك أوباما أثناء حملته الانتخابية انه سينسحب من العراق خلال عامين، فهل سيكون سحب القوات الاميركية سهلا؟ وهل تستطيع الحكومة العراقية تحمل مسؤوليتها بسلاسة دون مشاكل؟
- تواجد القوات الاميركية في العراق أمر تتفاوض فيه الحكومتان الاميركية والعراقية، والحكومة العراقية تتمتع بالسيادة والاستقلال وستأخذ قرارها بناء على ما يفيد مصلحة شعبها وبلدها، فهي قضية يتم التفاوض حولها. علاقات شخصية
{ تربطك علاقات شخصية قوية مع الرؤساء الاميركيين بحكم قربك منهم خلال العمل، فما هي الاختلافات الانسانية بين الرؤساء الاميركيين الثلاثة : جورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن، وهل تفكر في كتابة مذكراتك بعد ان تعتزل العمل؟
- انا دائما لا اعلق على علاقاتي الشخصية مع الرؤساء الاميركيين او الزعماء العرب الذين تعاملت معهم على مدى عشرين عاما، لكن العلاقات الشخصية عنصر قوي واساسي في شرح الافكار ووجهات نظر معينة، واعتبر نفسي من المحظوظين لأن يكون لي علاقة مباشرة ومتواصلة مع رئيس الولايات المتحدة، ولي مع كل رئيس مواقف كثيرة خاصة لا استطيع ان أرويها. ولن اكتب مذكراتي، ربما اكتب بعض الامور الخاصة بالسياسات ولكن ليست الخاصة بالاشخاص او الاحاديث الخاصة. فقد وضع الرؤساء الاميركيون الذين عملت معهم ثقتهم فيّ وكذلك الزعماء والملوك العرب، ولن أخذل ثقتهم فيّ، وكل الأسرار والأمور الخاصة التي اعرفها ستذهب معي إلى القبر
https://telegram.me/buratha