ايها الشعب العراقي العزيزالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انه يوم تاريخي لشعبنا العراقي العظيم فلقد حققنا واحدا من اهم انجازاته متمثلة بالتوقيع على اتفاق سحب القوات الاجنبية من العراق واستعادة سيادته التي فقدها منذ اكثر من عقدين. واني ابارك للعراقيين هذا الانجاز الوطني الكبير . اتوجه بالشكرالى فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني ونائبيه على الجهود التي بذلوها في سبيل حشد التوافق الوطني والتاييد لهذا الاتفاق.
كما اتقدم بالشكر الجزيل للسادة ممثلي الشعب رئيس واعضاء هيئة الرئاسة واعضاء مجلس النواب الذين نهضوا بمسؤوليتهم الدستورية والوطنية في التصديق على هذه الاتفاقية
كما اتوجه بالشكرالى مجلس الوزراء الذي تصدى بشجاعة لمسؤولياته الدستورية في المصادقة على الاتفاق بالاجماع بعيدا عن اية حسابات فئوية أو حزبية.
كما اشكر فريقنا المفاوض الذي نجح في انتزاع حقوق العراق من خلال جهده الدؤوب وحسه الوطني واصراره على حفظ مصالح العراق والدفاع عنها. ولا يفوتني ان اشيد بالدور الايجابي الذي لعبته القوى السياسية العراقية المختلفة في دعم جهود الحكومة ووفدها المفاوض وتمكينها من الوصول الى هذا الانجاز الكبير، في نفس الوقت الذي نحترم فيه الذين عارضوا هذا الاتفاق دون ان نشكك في صدق نواياهم الوطنية وحرصهم على مصالح العراق، وما اعلنه البعض من استعداد لدعم الحكومة في متابعة التنفيذ.
ايها العراقيون جميعا
لقد كان لمواقفكم الوطنية المؤيدة والمساندة لجهود حكومة الوحدة الوطنية الدور الهام في نجاحنا في ابرام هذا الاتفاق وتحقيق ماتتطلعون اليه من استعادة العراق لسيادته الوطنية وحفظ امواله وعودته الى المجتمع الدولي بلدا حرا كامل السيادة. ان المسيرات والتظاهرات التي شهدتها مختلف محافظات العراق ، كان لها دور مهم في تعزيز موقف حكومة الوحدة الوطنية وشد ازرها وتمكينها من تحقيق هذا الانجاز الوطني. لقد عبرت جماهير شعبها وخصوصا عشائرنا الشجاعة عن وعي وطني اصيل وحرص كبير على مصالح العراق الوطنية.
واليوم وقد اقر مجلس النواب الاتفاق باغلبية كبيرة نكون قد قطعنا شوطا مهما في ابرام هذا الاتفاق ،وهو يمثل الخطوة الاولى في مسيرتنا في استعادة كامل السيادة الوطنية ، التي ما كان يمكن لها ان تتحقق لولا التلاحم الوطني بين مختلف شرائح الشعب العراقي ، وما شهدناه اليوم في مجلس النواب المؤقر من تأييد واسع عكس توافقا وطنيا واسعا واحساسا كبيرا بالمسؤولية.
اننا بحاجة الى الاستعداد الكامل للمرحلة القادمة التي لا تقل اهمية وخطورة عما سبقها من اشواط ، وهي تتمثل في ضمان التنفيذ الكامل لنصوص ومضامين الاتفاق بدءا من استكمال استعادة الملف الامني في مختلف المحافظات الى اتمام انسحاب القوات الاجنبية في المواعيد المحددة ، واستعادة العراق لوضعه القانوني كبلد مستقل كامل السيادة من خلال تحرره من تبعات القرارات الدولية المفروضة عليه وفقا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ، وحل جميع الاشكالات التي تعترض الاموال والممتلكات العراقية في الخارج.
ان التطبيق الدقيق لهذا الاتفاق يحتاج الى موقف وطني متماسك تقف فيه القوى السياسية الى جنب حكومة الوحدة الوطنية ، وتكريس وحدة الشعب العراقي التي برزت في المنعطات المهمة التي كشفت عن اصالة هذا الشعب وحضوره المتميز وتاريخه العريق.
ان قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية تحملت مسؤوليات كبرى في بسط الامن وانقاذ العراق من شبح الحرب الاهلية والحقت الهزيمة بالقاعدة والمجموعات الخارجة عن القانون وفلول النظام السابق . اننا نتحمل مسؤولية مواصلة بناء هذه القوات ورفع مستوى تجهيزها وتسليحها كي تكون قادرة على ملأ الفراغ بعد انسحاب القوات الاجنبية من العراق ، ومستعدة لحماية العراق وبسط الامن وسيادة القانون على كل جزء من ارضه . ان تماسك وحدتنا الوطنية هو الضمانة الاكيدة لتجاوز كل التحديات والصعاب التي تعترض طريقنا ونحن نمضي في تحقيق اهداف هذا الاتفاق.
ايها الشعب العراقي الابي
ان تعزيز نظامنا الدستوري الديمقراطي الاتحادي واكمال مسيرة بناء العراق الجديد ، ومعالجة المشكلات التي تعترض العملية السياسية ،انها مهمة وطنية متواصلة تحتاج الى تظافر جميع الجهود الوطنية المخلصة ، ووضع مصالح العراق العليا فوق كل الحسابات. وفي هذا المجال اعلن دعمي وتأييدي لعملية المراجعة التي تقوم بها حاليا اللجان الخمس وادعو الى توسيع هذه اللجان لتشمل جميع المشاركين في العملية السياسية لتتناول كل القضايا والموضوعات والمشكلات التي ترغب مختلف الاطراف ببحثها بما فيها عملية مراجعة الدستور وتعديله وفق الاليات التي حددها الدستور نفسه.
ان الالتزام الكامل بالدستور هو حجر الاساس لبناء دولة القانون ، وترسيخ العملية السياسية ونجاح مهمة المراجعة، لا تراجع عن هذا الالتزام ، الذي نراه ضمانة لتعزيز الموقف الوطني وحفظ وحدة العراق.
يا ابناء العراق
ان هذا اليوم هو يوم السيادة ، ومعا سنمضي من اجل عراق عزيز حر مستقل مزدهر ، عراق يعيش فيه العراقيون بعزة وكرامة ويفخرون انهم ابناء هذا الوطن الحبيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته27-11-2008
https://telegram.me/buratha