رجح عدد من النواب عن كتل نيابية مختلفة تمرير اتفاقية سحب القوات الاميركية من العراق، خلال طرحها للتصويت في جلسة البرلمان اليوم الاربعاء. وتوقع برلمانيون حصول مفاجآت خلال الجلسة، فيما استبعد اخرون حدوث عملية التصويت، بحسب رايهم.
وقال النائب عن الائتلاف السيد داغر الموسوي: ان" وضوح الخيارات القليلة والصعبة اوجد اتجاها يسير نحو تمرير الاتفاقية في البرلمان، اذ تبلور شبه اجماع لاقرارها اليوم وفق نظام الاغلبية البسيطة لان قلة الخيارات ومحدوديتها دفع كتلا برلمانية عديدة لتغيير موقفها لتحقيق مصلحة العراق فوق المصالح الاخرى”. واشار الى ان "القوى السياسية امام مرحلة مفصلية مهمة ومسؤولية تاريخية حساسة فلابد ان تكون في مستوى المسؤولية"، مبينا ان "رفض الاتفاقية سيؤدي الى اثار سلبية على الوضع العراقي كما ان انسحاب القوات الاميركية من البلد سيضع الجميع امام مصير مجهول وسيؤدي الى اثار سلبية على الشعب العراقي وحالة من الفراغ بالتوازي مع عدم اكتمال جاهزية القوات العراقية”. واوضح الموسوي ان "اقرار الاتفاقية سيحقق انسحابا اميركيا كاملا من البلد خلال مدة محددة ووفق جدول زمني، بالاضافة الى ايجابيات كثيرة في مختلف القطاعات وستودع النسخة في مجلس الامن وفق التزام دولي لخروج هذه القوات"، لافتا في الوقت نفسه الى ان "تمرير الاتفاق سينعكس ايجابا على الوضع السياسي خاصة ونحن مقبلون على انتخابات مجالس محلية ستسهم بتعزيز العملية السياسية”.
بدوره اعتبر النائب عن التحالف الكردستاني عبد الله صالح ان "الساعات المقبلة ستكون حاسمة وحساسة للوصول الى تفاهم وطني بين الكتل المعترضة والباحثة عن ضمانات لما بعد الاتفاقية، حيث توجد حاجة الى اتفاق وتفاهمات محددة"، معبرا عن الامل في ان" تاتي الكتل الى البرلمان اليوم وقد حسمت امرها خاصة ان الوصول الى تفاهم بات قريبا ". واشار صالح الى ان" تمرير الاتفاق سيؤدي الى انفراج سياسي واصلاح الوضع بشكل عام وسيسهم بتعزيز الدور المهم للبرلمان بتشريع القوانين لمؤسسات الدولة وفق الدستور ابتداء من الجيش والاجهزة الامنية والوزارات وصلاحيات الوزراء"، منوها بان "الاتفاقية ستفتح صفحة جديدة من تاريخ العراق، اذ ان التوصل الى توافق وطني بشأن الاتفاقية سيفتح افاقا جديدة لحوارات بروحية ومنطلقات افضل”. واكد صالح " ان التحالف الكردستاني حسم خياره من خلال التصويت بالاجماع وسندعو للاستجابة الى المطالب المشروعة للكتل الاخرى”.
من جانبه اعلن النائب عباس البياتي عن الائتلاف العراقي الموحد، ان هناك اغلبية مريحة في البرلمان تتجاوز الـ(150 ) صوتا، وبالتالي فالتصويت اليوم سيكون علنيا وليس سريا ً. وقال البياتي: ان مسألة التصويت على الاتفاقية هي مسألة وطنية وتاريخية ولا ينبغي ان "نخجل مما صنعنا" لاننا صنعنا شيئا كبيرا يتعلق بجدولة وجود القوات الاجنبية، عادا الاتفاقية بانها "معاهدة جلاء للقوات الاجنبية من العراق". كالاتفاقيات التي وقعتها مصر مع بريطانيا، وسوريا ولبنان مع فرنسا. واكد ضرورة عدم الربط بين التصويت على الاتفاقية كاستحقاق وطني وتاريخي وبين أي مطالب و"مكاسب واثمان"، معربا عن اعتقاده بان هناك معوقات في طريق العملية السياسية، ولكن بعد الاتفاقية سيكون هناك حوار وطني يتسع لكل الكتل من خلال اللجان الخمس التي شكلت.
في غضون ذلك قال النائب سامي العسكري: ان التصويت على الاتفاقية سيكون بالاغلبية المريحة. واشار العسكري الى ان الموقف القانوني هو الاعتماد على الاغلبية البسيطة، الا ان جميع الاطراف المؤيدة للاتفاق الامني ترغب بتحقيق توافق وطني او اجماع للتصويت على اتفاقية الانسحاب. واوضح ان "اللقاءات بين الاطراف السياسية مستمرة"، مرجحا امرار الاتفاق اليوم الاربعاء، متوقعا ان تتخلل الجلسة مفاجآت، اذ ستصر بعض الكتل على ربط موافقتها على الاتفاقية بالمصادقة على وثيقة قد تطرح اليوم.
اما جمال البطيخ فقد اكد وجود حراك سياسي واجتماعات بين القيادات السياسية والكتل لمعرفة رأي الكتل المعارضة واقناعها بالتصويت لصالح الاتفاقية بعد حل الاشكاليات. واضاف البطيخ ان الرأي كان يتمثل بان تقدم كل كتلة مقترحا يضم اصلاح الوضع السياسي وفقا لما ابداه رئيس الجمهورية جلال الطالباني بان يكون الرفض او القبول خاضعا لاجماع وطني. واشار الى ان اللجنة التي تضم رئيس الجمهورية ونائبيه تبنت دراسة طلبات الكتل المتحفظة على الاتفاقية وبلورتها لاحالتها الى مجلس النواب لتأخذ شكلها القانوني، مرجحا تمرير اتفاق الانسحاب في جلسة اليوم.
بدورها ابدت النائبة المستقلة صفية السهيل تفاؤلها بتمرير الاتفاقية اليوم. وقالت: "ما تزال الاجتماعات بين القيادات السياسية والكتل النيابية قائمة"، مبينة ان "جلسة اليوم ربما لن تخلو من المفاجآت المصاحبة للمواضيع الهامة، لكن في الاجواء الديمقراطية التي تسود العملية السياسية.
https://telegram.me/buratha