وذكرت مصادر أمنية مطلعة لراديو دجلة ان الرسالة التي تم العثور عليها اخيرا من قبل قوات التحالف وفيها اتهام للرجل الثاني في تنظيم القاعدة المدعو ابو قسورة المغربي بالتخطيط لتصفية الرجلين الذين يتقاسمان الموقع الاول في التنظيم. وكان الجيش الامريكي أعلن منتصف الشهر الماضي عن قتل المغربي في عملية عسكرية نفذها في مدينة الموصل، وكان الارهابي ابو قسورة المغربي الاصل يحمل الجنسية السويدية. وقد تسلم منصب أمير المنطقة الشمالية في تنظيم القاعدة في العراق في حزيران من العام الماضي.
وتفصل الرسالة كيف علم ابو عبد الوهاب بالمؤامرة ويذكر اسماء بعض المتآمرين والخطوات التي قام بها بعد ذلك. واوضح كاتب الرسالة ان مصدر معلوماته شخص يدعى ابو سعد، أحد قادة القاعدة في منطقة الرمادي. وقد اختفى الأخير بعد أن رفض الانضمام الى المكيدة. كما عبر ابو عبد الوهاب في رسالته من مخاوف من ان تتم تصفيته من قبل المتآمرين.
وجاء في بعض مقتطفات الرسالة انه: "بعد شهرين تقريبا من خروج أخينا ابو سعد من أسره، كنت اول من استقبله في شارع وطبان. وفي اليوم التالي جاء ضابط الأمن في منطقة الرمادي الأخ ابو يحيى وأخذ معه ابو سعد الى الموصل حيث بقي معه مدة خمسة أيام ثم عاد. وبعد بضعة أيام قررنا بعد لقاء الوالي أن نقوم بعملية واسعة في الرمادي نرجو ان تتوج بالظفر ولكننا بحاجة الى سبعة متطوعين استشهاديين على الاقل لتحقيق الانتصار المنشود. وقد أمر الوالي ابو سعد ان يذهب لمناقشة هذا الأمر شخصيا مع والي الموصل. ولكن قبل رحيله الى الموصل، أبلغني ابو سعد بمسألة خطيرة وهي ان ضابطي الأمن ابو يحيى وسعدون ابو عبدالله وشخص آخر من صلاح الدين يخططون لاغتيال الشيخين ابو عمر البغدادي وابو حمزة المهاجر. وقد طلب من ابو سعد المشاركة في المؤامرة خلال سفره لخمسة أيام الى الموصل مع ابو يحيى ولكنه رفض وحذرهم من خطورة الوضع. وكان ابو سعد يرغب في معرفة أسماء المشاركين في المؤامرة لكنه لم يتمكن من ذلك. وعندما حان الوقت لسفر ابو سعد الى الموصل مع ابو يحيى وسعدون وابو غيث كان يحس ان حياته في خطر. وقال لي انه: "اذا حدث شيء لي فعمناه أنهم قاموا بتصفيتي لأنني كنت شاهدا على مؤامرتهم". وعندما أبلغت الأخ ابو عاصم الذي كان معي في الخيمة صدم بحيث بدأ يلطم على رأسه. وحتى الآن لم يرجع ابو سعد ولا علم بمكانه. انتظرت 15 يوما ولا أثر له في أي مكان".
ويتابع ابو عبد الوهاب، كاتب الرسالة، موضحا ان ابو سعد رفض الانضمام للمؤامرة وانه قد تم ابلاغ امراء القواطع والقاضي الشرعي لدولة العراق الاسلامية (ابو أنس) بالمكيدة التي كانت تدبر.
وأشار الى انه قد تم اعتقال ابو يحيى من قبل قاطع دولة العراق الاسلامية ولكن أطلق سراحه نظرا للاحتجاجات والشقاق الذي نتج عن اعتقاله. "وللأسف ان شيئا لم يتغير فأبو يحيى لا يزال ضابط الأمن في القاطع. ونتيجة لذلك بدأت أحس ان البساط يسحب من تحتي. وصرت أدرك أنني في خطر وانني الهدف الثاني بعد ابو سعد. وهنا في القاطع الغربي بدأت الشائعات تنتشر بأن هناك مؤامرة ضد الدولة (دولة العراق الاسلامية) في قاطع الرمادي وان المتآمرين هم نفسهم الذين اعتقلوا ابو يحيى..".
ويذكر ابو عبد الوهاب في بقية الرسالة ان القاطع يدين بالولاء المطلق للشيخ ابو محمد البنداوي "في السراء والضراء". كما حمّل (المهاجرين) المسؤولية عن الفتن السابقة وليس الانصار. ويؤكد ابو عبدالوهاب لأميره البغدادي ان "لا علاقة لقاطع الرمادي بهذه الفتن".
https://telegram.me/buratha