اكد وزير المالية باقر جبر الزبيدي اهمية السياسة الضريبية في دعم الاقتصاد الوطني وابعادها المالية والاجتماعية داعيا لان يكون الاستحقاق الضريبي طبقا للمقدرة التكليفية ومراعاة ذوي الدخل المحدود. جاء ذلك خلال الندوة العلمية الضريبية الاولى التي عقدتها الهيئة العامة للضرائب تحت شعار "الضريبة دعامة اساسية للاقتصاد الوطني.
وقال الزبيدي في كلمة افتتاح الندوة التي عقدت في مقر الوزارة امس السبت : ان السياسة الضريبية من اهم المرتكزات الداعمة للاقتصاد الوطني، اضافة الى اهدافها الاجتماعية والمالية، داعيا الى ان يكون الاستحقاق الضريبي طبقا للمقدرة التكليفية وبما يتفق وقاعدة العدالة التي تؤسس الهيئة اجراءاتها بمقتضاها.واكد الزبيدي تركيز الوزارة على ضرورة تخفيف العبء الضريبي على الطبقات ذات الدخل المحدود من خلال زيادة السماحات القانونية وتخفيض نسبة الاستقطاع الضريبي واعفاء رواتب ومخصصات اغلب موظفي الدولة من الضريبة، مضيفا "توجيهاتنا الى الهيئة العامة للضرائب تنصب دائما على تطوير الاداء وتقديم افضل الخدمات للمواطنين من خلال الافادة مما تقدمه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات"، مؤكدا سعي الوزارة الى تخصيص مبالغ مالية لانشاء ابنية حديثة لفروع الهيئة تتلاءم وطبيعة العمل الضريبي وبما يخدم المواطن والموظف.
واشار الى ان الوزارة تحرص على التواصل والتعاون مع المؤسسات العلمية والاكاديمية المعنية بهذا الشأن من خلال عقد الندوات العلمية، مشيرا الى اهمية البحث العلمي ودوره في تطوير البلاد والارتقاء بها الى مصاف الدول المتقدمة ذات الانظمة الضريبية المتطورة التي ساهمت بفاعلية في تعزيز اقتصادات تلك الدول. من جهة اخرى، اشار الزبيدي الى ان تداعيات الازمة المالية العالمية لم تؤثر في الاقتصاد الوطني الا في ما يخص انخفاض اسعار النفط من 147 دولارا الى 45 دولارا للبرميل يوم امس، لافتا الى ان سعر النفط العراقي يقل عن ويست تكساس انتر ميديا من 10 الى 12 دولارا وذلك لموقع البلاد ونوعية النفط، مبينا ان ذلك "يتطلب اجراءات مؤلمة لاعادة النظر برسم السياسة الاقتصاية في البلاد"، معربا عن امله في ان تشارك الوزارات مع القطاع الخاص لتطوير قطاعاتها والارتقاء بالاقتصاد الوطني وتعظيم موارد الدولة. من جهته ثمن مدير عام الهيئة العامة للضرائب طالب محسن ابو جعيلة البحوث والنتاجات العلمية التي تقدم بها المختصون بهذا الشأن وعدها "مهمة" للتواصل بين الجانبين التطبيقي والنظري لاثراء بيئة العمل وتحقيق افضل اداء. واوضح ان الهيئة تسعى من خلال هذه الندوة للخروج برؤية ضريبية موضوعية وملتزمة ومتوافقة مع اتجاهات السياسة التي تشرف عليها وزارة المالية وهي حلقة من حلقات العمل العلمي الجاد، واصفا الضريبة بانها قضية كبيرة "وهي مناخ واسع ينتمي للقانون في نصوصه وروحه والى عادات الناس وثقافة التعامل مع كل ما هو عام وفهمهم لحرمة المال العام وقدسيته والى قناعتهم بمستوى اداء مؤسسات الدولة والخدمات التي تقدمها كما ينتمي في جزء منه الى ثقافة جباة الضرائب ومدى الاعتماد على كفاءتهم ونزاهتهم ودرجة احساسهم بالمسؤولية ومدى رسوخ قواعد الضريبة الاساسية لديهم". وتابع ابو جعيلة، "نحن نسعى لئلا تكون الضريبة حائلا دون تحقيق اقتصاد مزدهر وتنمية مستدامة، وهذا يتطلب منا فكرة تعزيز الوظيفة الجبائية لمؤسسة الضريبة"، مبينا ان جوهر العقيدة الضريبية هو جباية الارباح الناجمة عن مصدر الدخل، مؤكدا سعي الهيئة الى تشجيع القياس الصحيح والافصاح عن الدخل للشركات وكبار المكلفين وتشجيع بقية المكلفين على ذلك، مشيرا الى ان ذلك سيؤدي الى دعم مهنة المحاسبة والتدقيق في البلاد.
https://telegram.me/buratha