المراسل / ما هو موقفكم كأئتلاف ومسؤولين شيعة من الاتفاقية الأمنية ؟ ماهي تحفظاتكم تجاهها ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / دوما ننظر الى هذه الاتفاقية عبر مقاييس وضعناها منذ البداية ، حيث استمرت عملية التفاوض على مدار ألأشهر الماضية ، وانطلاقاً من تلك المقاييس والتي تحددت بخمسة مقاييس أساسية وهي السيادة الوطنية ومقدار ما تعززه هذه الاتفاقية من هذه السيادة ، والشفافية وعدم وجود ملاحق سرية مما قد يؤدي الى التشكيك بصدق الاتفاقية الأمنية من قبل الحكومة العراقية ، والخصوصية الثالثة هي الإجماع الوطني و اتفاق المكونات العراقية على هذه الاتفاقية والتي يراد لها ان تكون سبباً في توحيد العراقيين وليس سبباً في انقسامهم ولا نريد لها ان تكون اتفاقية سنية او شيعية او كردية وانما نريدها ان تكون اتفاقية عراقية وبالتالي تحظى بقبول جميع الأطراف والمكونات الأساسية في العراق ، وكذلك اشترطنا عرضها على مجلس النواب لتحظى بمصادقة الشعب العراقي ، والمقياس الخامس ان لا تكون بالضد من دول الجوار ونحن نريد ان يكون العراق محطة لإشاعة السلام والاستقرار والأمن في المنطقة وليس ان يكون مصدر قلق لأي من دول الجوار ، واعتقد ان المسودات الأخيرة قد حققت تطوراً مهماً نسبة الى الماضي ولكنها لا زالت بحاجة الى المزيد من التطوير والتعميم لتحقق هذه المبادئ الخمسة .
المراسل/ أين وجه الخلل في هذه المبادئ في المسودة الأخيرة من الاتفاقية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن لسنا بصدد الدخول في وارد التفاصيل وقد أشر على العديد من النقاط والصياغات وما يعبر عن السيادة العراقية بشكل واضح وقد لوحظ ان هناك حاجة الى تطوير هذه الصياغات والعبارات لتحقق هذه المبادئ الخمسة .
المراسل / برأيكم هل هناك وقت لأجراء التعديل على بعض فقرات الاتفاقية الأمنية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / بالتأكيد هناك جهود تبذل من قبل دولة رئيس الوزراء والوفد المفاوض والمتكون من ممثلي كل المكونات العراقية والذي لا يزال يواصل تحركاته ، ومجلس الوزراء عقد اجتماعاً ليكوّن تصوراً عن آراء السادة الوزراء تجاه هذه القضية ، ونتمنى من خلال الاتصالات الوصول الى رؤية مشتركة للطرفين .
المراسل / كما تعرفون لابد من التوصل الى الاتفاقية قبل 31/12/2008 وهو آخر موعد لوجود القوات الأجنبية في العراق والمعروف ان الانتخابات الأمريكية سوف تكون يوم 14/11/2008 وما بين هذا فاصل زمني ، أين ستكون الاتفاقية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد فان الانتخابات في البلدين قد ألقت بظلالها على هذه الاتفاقية بشكل او بآخر وأجواء النظر في هذه الاتفاقية والتعاطي معها عبر وسائل الإعلام أو من قبل بعض القوى السياسية ، قد تأثر بظروف الانتخابات التي يمر بها البلدين ، وفي نفس الوقت فان هناك جدية واهتمام من الطرفين لغرض الوصول الى رؤى مشتركة تضع تصوراً لطبيعة تواجد القوى الأجنبية والتي يعتقد القادة الامنيون في العراق بأننا لازلنا بحاجة الى مساعدة هذه القوات في استكمال جهورية وبناء المؤسسة الأمنية العراقية ، بنفس الوقت نجد اننا نحتاج الى وجود هذه القوات ويجب ان تحظى بغطاء ، اما ان يكون غطاء ثنائي كما في هذه الاتفاقية او غطاء دولي كما في قرارات مجلس الأمن ، والحاجة الى إبرام هذه الاتفاقية إن تيسّر وهو ما تبذل الجهود لأجله او الذهاب الى التمديد في مجلس الأمن حتى يكون هناك تمديد بقرار بقرار من الأمم المتحدة .
المراسل/ في حال عدم توقيع الاتفاقية ربما يكون هناك قرار بخصوص التمديد والذي سيصدر من الامم المتحدة فهل صحيح ان التمديد سيكون مصحوباً ببعض الشروط ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / التركيز في هذا الوقت يتعلق بالأتفاقية والجهود التي تبذل من قبل الطرفين للوصول الى رؤية ثنائية مرضية ومقنعة وتحقق للعراقيين المبادئ الخمسة التي تحدثنا عنها وتحقق للطرف الأمريكي المصالح التي يراها في مثل هذه العلاقة ، فان تيسّر ذلك فسوف توقع الاتفاقية ، وان لم يتيسر فحين ذلك ستتركز بكل تأكيد الجهود بين الطرفين في طبيعة القرار والمسودة التي تقدم لمجلس الأمن لإقرارها .
المراسل / سمعتم ومن خلال بعض التحليلات السياسية ان ما يحدث الآن هو مجرد كسب وقت لان الشيعة وكما يقال لا يرغبون بتوقيع الاتفاقية الأمنية مع أمريكا حتى وصول الإدارة الجديدة ، فما مدى صحة هذا الكلام ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / من المعروف ان العديد من الكتل البرلمانية الكبيرة سجلت موقفاً في الحاجة لإجراء التعديل على المسودة المقترحة والأخوة في جبهة التوافق والعديد من الشخصيات المستقلة وعدد من الكتل الأخرى والقوائم البرلمانية لم تفصح عن وجهة نظرها سواءاً بالسلب او الإيجاب وبالتالي فان الائتلاف لم تكن له رؤية منفردة في الحاجة الى بعض التعديلات والحاجة الى تطوير هذه الصياغات وما نجده هو جدية الحكومة العراقية والوفد المفاوض للوصول الى نتيجة لان البلدين بحاجة الى إطار يحدد طبيعة التعامل وتنظيم العلاقة بينهما ولا اعتقد ان الحديث عن تسويف او ما الى ذلك يكون وارداً في هذا السياق ، نعم هناك تعقيدات وإشكاليات ، الأجواء الانتخابية كما اشرنا والنظرة المختلفة والرؤى السلبية التي تلقيها بعض القوى والأوساط السياسية او الشعبية ، الى ذلك ندعو الى الدقة في هذا الأمر من اجل الخروج بنتيجة مقنعة للشعب العراقي و لجميع المنصفين والمراقبين في ان تحقق وتضمن مصالح الشعب العراقي وبكل تأكيد فانها تضمن مصالح الطرف الآخر وتحقق الاتفاق بين الطرفين .
المراسل / يمكن ان تكون الشكوك الموجودة كون أن الوفد المفاوض وفداً شيعياً وقد طالبوا بإجراء تعديلات قبل ان تعرض الاتفاقية على مجلس النواب او مجلس الرئاسة ومن هنا انطلقت هذه الشكوك والتي تقول ان إيران لاتريد توقيع هذه الاتفاقية وان لها تاثير على بعض القيادات الشيعية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / من المعروف ان الوفد المفاوض ليس وفداً شيعياً بل هو وفد عراقي ومن كل المكونات ، الأمر الثاني أن إيران ليست هي البلد الوحيد التي تبدي تحفظات او ملاحظات حول هذه الاتفاقية وإنما هناك العديد من دول المنطقة التي لديها مثل هذه التحفظات والفارق ان إيران تعبر عن تحفظاتها بشكل واضح فيما الدول الأخرى تعبر عن وجهة نظرها بطرق غير معلنة وبالتالي اعتقد ان مثل هذه الانطباعات فيها تجافي لجزء من الواقع وللحقائق التي تجري على الأرض .
المراسل / الى أي حد يمكن ان يكون الطرف الإيراني مؤثراً في هذا الموضوع ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت نحن دوماً سعينا وخلال الفترة الماضية في ان نخطو خطوات تطمئن دول المنطقة عموماً ، وكل الدول في المنطقة كانت لها هواجس تجاه المشروع العراقي ، البعض من الإفرازات السياسية في هذا المشروع والبعض الآخر من حضور القوات الأجنبية ، البعض الثالث من طبيعة النظام الديمقراطي ، وأمام هذا فقد عملنا جادين بالشكل الذي تطمئن به دول الجوار ولكن تبقى المصلحة الوطنية العراقية هي الأساس في القرار القادم للساسة العراقيين .
المراسل / يعني انه لايوجد تأثير لإيران ؟ ولكن الكل يقول أن هذا القرار ايرانياً وليس عراقياً ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هذا الحديث ليس دقيقاً والدليل ان المفاوضات ما زالت تجري ولعدة أشهر ، وهناك عدة مسودات وفي كل مسودة كانت هناك وجهة نظر ، وكانت هناك تحفظات وهذا ما أدى الى استمرار المفاوضات وتعديل النسخ ، وليس موقف الائتلاف هذا هو الموقف الأول ، نحن في مخاض وفي سلسلة من المشاورات والمفاوضات وإبداء الرأي لتطوير هذه الاتفاقية بالنحو الذي يضمن مصالح الطرفين ، ونرى ان المصالح العراقية تؤمّن من خلال المؤشرات الخمسة التي اشرنا إليها ، فليس الائتلاف ولأول مرة يبدي تحفظا او وجهة نظر معينة حول الامور والملفات المطروحة ، نحن عراقيون والائتلاف ومن يمثله جزء أساسي من أبناء الشعب العراقي وهم بكل تأكيد ينطلقون من المصلحة العراقية والتي تحدد كيف نتحدث ونتحاور وقد لاحظت ان الكثير من القيادات العراقية قامت بزيارات الى دول المنطقة بما فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكان موضوع الاتفاقية واحداً من المواضيع التي تم دراستها ومناقشتها ونحن نسعى أن تكون هناك آراء وتصورات ايجابية من دول المنطقة تجاه الخطوات التي يعتمدها العراقيون في بناء مشروعهم السياسي الجديد ولكن يبقى تقدير المصلحة الوطنية العراقية واتخاذ الإجراءات والقرارات شأن داخلي عراقي .
المراسل / هل ترى ان إيران تخشى من الفقرة الموجودة في المسودة الحالية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / ما تخشاه إيران او لا تخشاه تسال هي عن ذلك لانها هي المسؤولة عن موقفها ، لكن الوفد المفاوض العراقي كان يرى في بعض النصوص من المرونة والمطاطية ما يمكن ان يستخدم في حالات معينة لجعل العراق أحياناً ممراً او محطة لاتخاذ إجراءات ولو تحت الذرائع الوقائية تجاه أي من دول المنطقة وقد يكون هذه واحدة من المسائل التي تحتاج الى تطوير حتى تقنع الجميع بان العراق سوف يبقى دائماً محطة لإشاعة السلام وبناء العلاقات وتبادل المصالح .
المراسل / هل تعتقد ان الاتفاقية يمكن ان توقع قبل إجراء الانتخابات الأمريكية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كما تعرفون ان هذه القضية لاتخص طرف واحد حتى يستطيع هذا الطرف ان يتحكم بالتوقيتات ، هي عملية تفاوض بين طرفين وهناك تعديلات مقترحة من مجلس الوزراء خلال فترة زمنية قصيرة جداً الى الإدارة الأمريكية ويبقى على هذه الإدارة أن ترى كيف تتعاطى مع هذه التعديلات وما هي وجهة نظرها ، نحن نسير في إطار عملية تفاوضية بين الطرفين ولم يسبق تحديد السقف الزمني من طرف واحد تجاه هذا الأمر وكلنا أمل ان نصل الى نتائج مقنعة ترضي الطرفين .
المراسل / في حال فشل التوقيع على الاتفاقية الأمنية ، هل انتم قلقون ، لان الكثير من المسؤولين العراقيين تحدثوا علناً وسراً عن عواقب وخيمة وان العراق لايمكن ان يتحمل فشل هذه الاتفاقية ، فهل انتم قلقون من ذلك ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت ما يؤكده القادة الامنيون بشكل مستمر ان المؤسسة الأمنية العراقية لازالت لم تصل الى مستوى من الجهورية بحيث تكون قادرة على توفير الأمن الكامل للعراقيين وبالتالي فانهم يشعرون بالحاجة لوجود القوات المتعددة الجنسيات وفي مقدمتها القوات الأمريكية في هذه المرحلة ، لهذا الاعتبار فإننا دوماً نركز على الخيارات التي تساعد في الوصول الى نتيجة مقبولة تضمن السيادة الوطنية العراقية وتحقق الغطاء الممكن للقوات الأمريكية لذلك تستمر هذه المساعدة لحين استكمال جهورية القوات الأمنية العراقية ، نحن دوماً ننظر نظرة تفاؤلية وبايجابية ونتأمل أنه في الوسع الوصول الى نتائج تقنع الطرفين وتحقق مصالح الشعبين ، على الإنسان ان لايفقد الأمل في كل ظرف ويعمل ما بوسعه لتحقيق النتائج التي تضمن مصالح البلدين .
المراسل / بالنسبة للمقاييس الخمسة التي تحدثتم عنها ، هل هناك ملاحق في المسودات السرية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم /لم يظهر شيء من هذا النوع ، انا عبرت عن المباديء التي وضعناها في بداية التفاوض ثم سرنا في أجواء من النصوص الواضحة ونعتقد ان هذه الاتفاقية ترتبط بالشعب والأمة ويجب أن تطلع الأمة على ما يرتبط بمصالحها ، لذلك ومنذ البداية كنا واضحين في أننا نتطلع لعلاقة شفافة وواضحة ويمكن لأبناء شعبنا أن يطلعوا عليها ويشكروا قادتهم على أنهم حققوا مكاسب من هذا النوع لضمان مصالحهم .
المراسل / بخصوص التعديلات التي قدمت هل تريدونها مس الجوهر ، لان التعديلات التي تطالبون بها غير واضحة ، والبعض يقول انها تخص الصياغات فقط والبعض الآخر يقول انها تخص ترجمة الفقرات من الأجنبي الى العربي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هذه العملية لم تنته بعد ولا اعتقد ان الحديث لوسائل الإعلام بتفاصيل الملاحظات مجدية لأننا نبحث عن حلول جذرية تعالج الأمور التي تخدم مصالح البلدين واعتقد انه لازالت هناك فرصة للمشاورات التي يجريها الوفدين المفاوضين العراقي والأمريكي في هذا الشأن وحينما نصل الى نتيجة حاسمة وواضحة سنضع كل التفاصيل بين يدي وسائل الإعلام والرأي العام .
المراسل / بحكم علاقاتكم وموقعكم ما هو موقف سماحة السيد السيستاني من الاتفاقية الأمنية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان المرجعية الدينية لاترى لنفسها ان تدخل في التفاصيل ونعتقد ان هذه مهمة القوى السياسية ، فالإمام السيد السيستاني عبر عن موقف في القضايا الحساسة مثل قضية الدستور والانتخابات والدعوة الى وقف نزيف الدم ودعوة العراقيين لضبط النفس وتعزيز وتعميق العلاقة فيما بينهم وفيما يخص الاتفاقية فمنذ البداية عبر الإمام السيستاني عن وجهة نظره في ان هذه القضية موكولة الى مجلس النواب المنتخب من قبل أبناء الشعب العراقي وممثليهم في البرلمان ليتعاملوا مع مثل هذه المواضيع ولم يبدي وجهة نظر صريحة في هذا الشأن .
المراسل / ما هو رأيك بالإنزال الذي حصل في الحدود مع سوريا والذي قامت به القوات الأمريكية والذي راح ضحيته ثمانية قتلى ، وهل له علاقة بتطمينات دول الجوار ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / ليس لدي معلومات تفصيلية ودقيقة لان كل معلوماتي مما تناولته وسائل الإعلام وكمبدأ عام نحن نحترم السيادة الوطنية لدول الجوار والمنطقة ونعتقد اننا بحاجة الى تعزيز وتعميق العلاقات بما فيها العلاقة الأمنية وتبادل المعلومات والحرص على سلامة الحدود بالطريقة التي توفر المزيد من الأمن والاستقرار للعراق ولدول المنطقة وهذه هي الثوابت والمباديء التي نقيّم على أساها التفاصيل الجزئية ولكن ليس لدي المعلومات الكافية عن تفاصيل هذا الموقف .
المراسل / وخصوصاً ان الأراضي العراقية استخدمت في هذا الموضوع ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / المسالة هي مطاردة المجموعات الإرهابية او ما الى ذلك ولم يكن يقصد منها الإساءة الى بلد من دول الجوار .
المراسل / بخصوص الاتفاقية هناك الكثير من التشويش على الموقف الشيعي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هناك تركيز على موقف مكوّن دون بقية المكونات ونحن نعرف وكما أشرت ان اغلب الكتل البرلمانية وما تمثله من توجهات فأنها تعبر عن الحاجة الى بعض التعديلات ، او على الأقل ترجّح عدم إبداء الرأي وليس هناك من خصوصية تنفرد بها قائمة الائتلاف ولكن الخلفيات معروفة في هذا التركيز .
المراسل / اذا أردنا الحديث عن انتخابات مجالس المحافظات فهل بدأ العمل عليها من خلال التحالفات التي ستحصل بين الكتل السياسية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن ننظر بأهمية كبيرة لهذه الانتخابات لأنها تسهم في تعزيز العملية الديمقراطية وتقنينها بشكل أوضح وإرساءها في المجتمع العراقي إضافة الى انها ستساعد في إشراك قوى سياسية لم تتوفر لها فرص مناسبة للمشاركة في الانتخابات السابقة اما بسبب ظروف أمنية منعت من المشاركة ولكل هذه الاعتبارات فقد انتهى الوقت الذي خصصته المفوضية للتحالف والائتلافات بين الكتل البرلمانية والقوى السياسية المختلفة ، وأصبحت الصورة واضحة في تحالفات في مختلف الأوساط وفي كل المحافظات العراقية واما بخصوص أسماء المرشحين فستقدم لوائح الأسماء للكتل السياسية المشاركة وفي نهاية هذا الأسبوع سنكون قد انتهينا من مرحلة تقديم الأسماء ليستعد الجميع في عملية الدعاية الانتخابية والبرامج .
المراسل / من خلال الانتخابات التي ستجري في المحافظات هل ستكون هناك منافسة بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة والتيار الصدري ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / المجلس الأعلى والعديد من القوى السياسية المتحالفة معه والقريبة منه ، سينزلون بقوائم مستقلة في بغداد وجنوب بغداد وهناك تحالفات أوسع في محافظة ديالى ، بكل تأكيد في مثل هذه المحافظات بما ان العملية ستكون بخصوص الإدارة الداخلية للمحافظات والقوى السياسية قد لاتكون بنفس الثقل في كل هذه المحافظات فقد يكون لجهة ما في بعض المحافظات حضور أوسع ولجهة أخرى حضور اقل لذلك لانرى ان هناك حاجة ماسة لإجراء تحالفات واسعة قبل الانتخابات بكل تأكيد كل هذه القوى هي قوى وطنية وصالحة ومن يحظى منها بثقة الشعب سنعمل على التحالف معه ما بعد الانتخابات وحسب معطيات العملية الانتخابية .
المراسل / كيف علاقتكم مع حزب الدعوة - جناح رئيس الوزراء السيد المالكي بعد ما كانت هناك توترات في الفترة الأخيرة ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نرى في حزب الدعوة الحليف الستراتيجي والذي نعمل معه لبناء هذا الوطن وهو حزب مورد احترام وله تاريخ وكنا دوماً من الداعمين الأساسيين لدولة رئيس الوزراء ومنذ بداية انطلاقة هذه الحكومة والى اليوم ، وندعم بوضوح هذه الحكومة وهذا لايمنع من ان يكون هناك احياناً اختلاف في وجهات النظر وتوزيع الصلاحيات وبعض التفاصيل الجزئية ولانرى ان هذه القضايا تخص الجهتين السياسيتين بقدر ما هي قضايا تخص الصلة بنظام اتحادي فيدرالي نسعى الى بناءه بشكل مشترك بعضنا مع البعض الآخر فالتعبير عن الآراء المتعددة للرأي العام يأتي في سياق إشراك اكبر عدد من الناس في هذا الفهم للدستور ولطبيعة الصلاحيات لهذا الطرف او ذاك .
المراسل / هل من الممكن ان يكون التحالف بين حزب الدعوة والتيار الصدري اذا حصل أن يقود لانعكاسات على الشارع العراقي وخصوصاً في المجال الأمني كالقيام بعمليات اغتيالات او ماشابه ذلك ،وتحديداً في المحافظات الجنوبية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اولاً اننا نرحب باي تنافس شريف يبنى على أسس صحيحة كالتنافس على البرامج وتقديم المشاريع ، والناخب العراقي هو من يضع الثقة فيمن يجده أهلاً لذلك ، وهذه القضية طبيعية وهي من أصول العمل الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة وتبادل المواقع والفرص ونحن نسير بهذا الاتجاه ونعمل جادين على تحقيق أعلى مستوى من الشفافية وهذا ما نتمناه من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، ولذلك نحن سعداء بالعمل الجاد الذي تقوم به بعثة الامم المتحدة لمساعدة المفوضية وحريصون تماماً بحضور اكبر عدد من المراقبين ، والعالم يشارك العراقيين حرصهم وفرحتهم في ترسيخ النظام الديمقراطي في العراق وهي قضية مهمة وأساسية ونحن أيضاً تواقون لاتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة من قبل الجهات المختصة لتوفير الأمن الكامل وأن يبقى التنافس في إطاره السياسي في البرامج والمشاريع وان لايمتد الى ما يسيء الى العملية السياسية او يعكر صفو العلاقة بين القوى السياسية .
المراسل / هل من الممكن أن تقع مشاكل أمنية قبل الانتخابات ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نتمنى ان لاتكون ، وهناك اتصالات مستمرة مع القوى السياسية ، ونؤكد لهم من ناحيتنا كمجلس أعلى ان هذه القوى ستكون حليفة لنا في المستقبل على ضوء معطيات العملية الانتخابية ونتائج ثقة الناس بهذه القوى الصالحة والطيبة في بلدنا ونرى لزاماً علينا التحالف معهم ، فالمجلس الاعلى ليس في وارد الدخول في الاحتكار او الاستفراد بالمواقع او القرار وانما يريد ان يشارك الآخرين بما يعزز من فرص الخدمة وتوفير الرخاء الاجتماعي لأبناء شعبنا .
المراسل / هل تتوقعون أن يتعرض المجلس الأعلى للاستهداف ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / المجلس الأعلى تعامل دائماً بحكمة وصبر وهدوء وحاول ان يشجع المؤسسات المختصة في الدولة العراقية لتحمل مسؤوليتها في توفير الفرص الآمنة للجميع ، نعتقد ان المنافسة يجب ان تتم عبر وسائل قانونية و مشروعة و هذا ما نؤمن به ونعمل على تشجيع الآخرين على ذلك
https://telegram.me/buratha