النص الكامل لخطبة صلاة الجمعة التي القاها سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في مسجد براثا المقدس
هذا الاسبوع كان من الاسابيع الساخنة واسأل الله العلي القدير ان يوفق البارين من ابناء هذا البلد لكي يمضوا بسفينة هذا الشعب الكريم هذا الشعب الذي يستحق اعظم بكثير مما ناله لحد الان الى ما فيه سعادتهم وسؤددهم واستقلال بلدهم بشكل كامل .
ساتحدث في هذا اليوم عن عدة من القضايا ابتداها بما جرى على الحدود السورية وطبيعة التداعيات التي حصلت من بعد ذلك وانا في الوقت الذي اشير فيه الى ان من حق سوريا ان تحزن وتغضب لان اذى قد لحق بها بطريقة او باخرى ولكن على اخواننا السوريين ايضا ان يعطوا الحق والعذر لاخوانهم العراقيين في ان يحزنوا وان يتالموا وان يتوجعوا في كل ما اصابهم نتيجة لهذه السياسة او تلك مما ادى الى تدفق مئات الانتحاريين عبر بوابات العراق المختلفة الرسمية وغير الرسمية بالشكل الذي ادى الى مقتل الالاف من الابرياء ومثلما اتعاطف مع اخواننا السوريين على طبيعة ما الم بهم ننتظر تعاطفا من كل شعوب المنطقة على الاقل ودول المنطقة على ما جرى وما يجري في العراق .
هناك في واقع الحال الم متبادل في العراق وفي سوريا , بين العراق وبين الاردن , بين العراق وبين تركيا , بين العراق وبين ايران , بين العراق وبين السعودية , بين العراق وبين الكويت وهكذا بقية البلدان , فالعراق حينما يتحول الى بؤرة للارهاب عندئذ على الجميع ان يعرف ان الالم سيكون متبادلا مثلما نتالم سيتالم غيرنا نتيجة لوجود شيء سرطاني لن يتوقف عند حد معين وانما سيتجاوز كل الحدود , لدينا مشاكل مع السعودية , لدينا مشاكل مع سوريا , ولدينا مشاكل مع تركيا , ولدينا مشاكل مع الاردن , ولدينا مشاكل مع ايران وهكذا لهذه الدول ايضا لديها مشاكل معنا اذن ما هو السبيل الى عملية التعاطف الحقيقي بيننا وبين هذه الدول طالما واننا عرفنا ان الكلمات ما عادت تغني عن شيء وان التصريحات ستقابلها تصريحات اخرى وان تشنج سيصاحبه تشنج في المقابل انا اعتقد ان الاجراء العملي الحقيقي الذي يجب ان يتخذ من قبل السوريين ومن قبل الحكومة العراقية ومن قبل الايرانيين ومن قبل السعوديين ومن قبل الاتراك هو التفتيش عن سبل جدية لايقاف هذه الالام جميعا .
الان ببساطة وشاهدنا ساحة التصريحات الموجودة هذا يتحدث عن وجود مجاميع قتلت في العملية التي تمت على سورية قبل عدة ايام وقبل ذلك كانت الحكومة العراقية تتحدث عن هجوم على شرطتها وعلى جيشها في المنطقة ذاتها , اذا نبقى واحد يتهم الاخر وواحد يتعاطى مع الاخر بالاتهام والاتهام المتبادل فلن تنتهي سنجد انفسنا امام احتقانات متزايدة وتدفع باوضاعنا بما لا تريده شعوب المنطقة باجمعها , انا اعتقد ان الاجراء الحقيقي الذي يجب ان يتخذ وهنا انا ادعو الى التفكير بتحالف امني او بنظام اقليمي امني يؤمن كل دول المنطقة , لا يمكن للعراق ان يأمن من دون ان تأمن سوريا كما لا يمكن لسوريا ان تأمن من دون ان يأمن العراق ولا يمكن لايران ان تأمن من دون امان العراق كما لا يمكن للعراق ان يأمن من دون امان ايران وهكذا الامر بالنسبة الى اخواننا في تركيا ولاخواننا في السعودية ولاخواننا في الاردن ولاخواننا في الكويت . نحن بلد أ ُبتلينا وعلى الجميع ان يتعامل بالطريقة التي ينظر فيها الى العراق بصورته الواقعية الذي هو فيها وليست بصورة البلد المتعافي الذي ماسك كل اموره ومنجزة فيه كل الامور . وهنا قطعا نحتاج الاخرين كما ان الاخر يحتاج لنا , نحن سياستنا مبنية على اساس ان لا نكون قطبا في منظومة ضد اقطاب اخرى او ضد دول اخرى ايضا علينا ان نسعى بهذا الاتجاه وان نستمر . انا لا اعتقد ان الاجراء السوري كان حل للمشكلة حينما يُطلب ايقاف اللجان المشتركة هذا الامر سوف لن يحل المشكلة ربما ستضاعفها , لكن الاجراء الطبيعي الذي يفترض بدول المنطقة ان تفكر به بشكل جدي هو انه لابد من نظام امني مشترك يجمع العراق مع هذه الدول بالشكل الذي يحصن العراق يحصن هذه الدول ايضا من دون ذلك يوميا سوف نتجرع الم ويوميا سنقول البلد الفلاني نتعاطف معه وبعد ذلك سنشجب وندين ونستنكر ولن تنتهي هذه القضية . الاجراء الحقيقي الذي يجب ان يتخذ هو نظام امني اقليمي يجمع هذه الدول مع العراق من دون ان يجعل العراق طرفا في معادلة ضد معادلة اخرى .
وهنا اشير الى ان دول المنطقة يجب ان يجتهد العراق في ان يوفر كل الطمئنة اليها كما ان دول المنطقة مدعوة الى ان توفر الطمأنينة للعراق ولذلك هنا انا اعتقد ان على الحكومة العراقية ان تبادر لارسال موفديها على اقل التقادير الى دول الجوار والى دول المنطقة لتبلغها طبيعة مجريات الاتفاقية الامنية , اتفاقية انسحاب القوات الامريكية من العراق , هناك صورة موجودة لدى هذه الدول عُكست بطريقة او باخرى ونحن مطلعون بانها لا تمثل الحقيقة لكنها حينما يخافون علينا ان نعذر خوفهم ولكن علينا ان نطلعهم على حقيقة الامور التي تجري والتي يتم النقاش حولها لاسيما واننا للاسف نجد ان بعضا من المواقف التي اتخذت او التي تتخذ سواءا في قضية الاتفاقية الامنية او في غير قضية الاتفاقية الامنية لا يعبر فيها بالضرورة عن مصلحة العراق بقدر ما تعبر بها الكتل السياسية عن مصالحها الذاتية , قبل ايام كنا في حديث مع بعض الاطراف وكانوا يقولون باننا سنقف من الاتفاقية موقف الرافض ونطالب بالتمديد لبقاء القوات الامريكية في العراق ما هو السبب ؟؟ ليس السبب لانه سيادة العراق تخدش في الاتفاقية او لا تخدش وليس السبب لان مصالح العراق يمكن ان تختل او لا تختل , وليس السبب لان مصلحة الشعب العراقي يمكن ان تضيع او لا تضيع وليس السبب لان مستقبل العراق يمكن ان يُرتهن او لا يُرتهن اصلا يوجد مثل هذا الحديث , فهذا الحديث موجود في الاعلام فقط اما الحديث في الكواليس لانه ليس لدينا مصلحة ان تمتلك هذه الحكومة صلاحيات اكبر لان الاتفاقية ستمكنها من صلاحيات اكبر , اما حديث استقلالية العراق وحديث وحدة الشعب العراقي وحديث مصلحة العراق وحديث انتهاك سيادة العراق اصلا ليس له وجود .
لذلك هؤلاء حينما يذهبون الى هذه الدولة او تلك لا نتوقع ان يعطوها الصورة الحقيقية عما يجري في داخل البلد وانما يعطون صورة فيها بعض الحقيقة ولكن مأربهم السياسية هي الاصل في هذه القضية , هذا لديه مشكلة مع رئيس الوزراء عليه ان يسود الامور الى درجة بحيث لا يمكن رئيس الوزراء في ان يمتلك صلاحية اكبر من الصلاحية الموجودة حاليا ليس لانه سيادة العراق والى اخره كما نسمع من خلال التصريحات , يقولون سيادة العراق ستُرتهن , اسالهم هل قراتم او اطلعتم على الاتفاقية ؟؟؟ هذه الاتفاقية صيغتها النهائية لم تخرج بعد فلحد الان هناك مفاوضات والمفاوضات فيها صاعد وفيها نازل , الحكم المسبق للاسف الشديد ابلغ الجميع ان المصلحة العراقية لا وجود لها وانما لمصلحة سياسية , البعض يقول ليتورط السنة بالاتفاق وليتخلف الشيعة والبعض يقول ليتورط الشيعة بالاتفاق وليتخلف السنة وواحد يكيد الى الاخر المسالة ليست بهذه الطريقة يا اخوة !!!!! .
انا هنا لا ادعو الى الاتفاقية او ارفض الاتفاقية فحديثي ليس هذا حديثي عندما نتخذ المواقف تارة هناك مصالح خاصة لقضايا خاصة واخرى مصالح كبيرة لقضايا كبيرة فالقضية مثل قضية الاتفاقية الامنية باي حق سياسي يمكن ان يبرر امام الناس حينما اقود النار بطريقة تؤمن بها قرصتي فقط ولا تؤمن فيها قرصة العراق .؟؟ هذا الذي يتحدث ويقول والله الحكومة الفلانية حتى تسقط وحتى تتعرض الى مشكلة او حتى احشرها مع الامريكيين او احشرها مع الطرف الفلاني او الطرف الفلاني فهل هذا يعبر عن حرصه على استقلالية العراق وحرصه على سيادة العراق ؟؟ قطعا لا , قطعا يفكر بمصالحه هو مهما تكن مصالحه عظيمة تبقى مصالح سيادة العراق ومصالح وحدة العراق ومصالح الوطن اكبر بكثير من هذه الامور .
وهنا انا اعرج على قضية بدانا نسمعها خلال هذه الفترة بالتهديدات والتهديدات المتبادلة قطعا السياسي العراقي المخلص لن يرضخ لاي تهديد من اي جهة كانت , اذا يريد ان يعبر عن اخلاصه يجب عليه ان يتوصل الى قرار سواء في السلب او الايجاب بشان الاتفاقية الى قرار ينظر الى العراق ما يريد لا الى الحزب وما يريد ولا الى الجبهة وما تريد ولا الى التجمع الفلاني وما يريد والى الكتلة الفلانية وما تريد فهذه اسماء صغيرة لكن الاصل العراق ماذا يريد وهنا يجب ان لا نضيع ضمن العواطف او وسط العواطف . سبق لي ان قلت الموافقة على الاتفاقية فيها مشكلة ورفض الاتفاقية فيها مشكلة والسيد رئيس الوزراء والسياسيين ايضا مدعويين الى ان يوازنوا الارباح والخسائر بناءا على ميزان واحد اسمه العراق مصلحة العراق اولا واخيرا لا مصلحة امريكا ولا مصلحة اي دولة من الدول .
الان ايران رافضة للاتفاقية , السعودية رافضة للاتفاقية , سوريا رافضة للاتفاقية والعديد من الدول رافضة للاتفاقية ولكن نحن لا نبرمج اوضاعنا بناءا على ان هذه الدول رفضت يجوز انها محقة في رفضها كما يجوز انها ليست محقة , فالاصل لدينا هو ان نصوغ سياسة مبنية على اساس مصلحة العراق , الان شاهدتم بعض السياسيين كيف يصرحون في التاييد يذهب الى الحد الاقصى الجنة الموعودة وعدم التاييد يعني الخطيئة الكبرى وفي الرفض ايضا يذهب الى النقطة القصوى وواضح جدا ان الذي يتصرف في هذه ويتصرف في تلك لا يرقى بالمصلحة العراقية بما هي عراقية وانما تتداخل لديه مصالح متعددة . انا اتمنى على الذين يتحدثون ويقولون نحن نريد مصلحة العراق ونريد سيادة العراق ان يكفوا عن سياسة الضغط والضغط المتبادل , الساسة العراقيين اكفاء واثبتت التجارب ان لديهم حرصا هائلا على مصلحة العراق والا لما خاضوا وسط كل معسكرات الموت المحيطة بهم , كل ألغام الموت الموجودة والتي لا تشجع اي مسؤول مهما كان اغراء المسؤولية لا تشجعه الى ان يستلم المسؤولية الا حبه للعراق والا ما معنى ان فلان الفلاني يسبح ما بين المفخخات وذاك يسبح ما بين الاحزمة الناسفة ويقول انا مصر ان امشي بهذا الطريق , ليس له معنى لانه من اجل راتب او من اجل كرسي او مسؤولية وما الى اخره اصلا ليس لها معنى .
لكن لما رايناهم وقفوا في كل الاتجاهات ونحن شاهدنا كثير من الاغراءات والضغوط اتتنا في معارك سابقة ما انهزمنا في قضية , في معركة الانتخابات الاولى حينما قيل لنا لا تدعوا الشعب الى الانتخابات وتعالوا ننظم الدستور بناءا على اتفاقات فيما بيننا ولان اسدنا قال ان الدستور لا يمكن ان يكتب الا بأيد عراقية فقلنا لا يمكن ان يكتب الا بأيد عراقية حينما قالت المرجعية قلنا وحينما قلنا لم نخضع لاي ضغط ولاي اغراء صغنا سياستنا بناءا على مواقفنا , تم معارضتنا بكل الاشياء لم نرضخ بناءا على منطق المعارضة , نعم بعض الظروف لم تسمح لنا بان نتقدم في هذا المجال او في ذاك , بعض الظروف كانت ضاغطة وبعضها كانت مخربة ولكن مع ذلك بقيت الارادة مصرة على ان تمضي بهذا المشروع الى الامام , وهذا الذي يراقب المسلسل من بداية الامور مجلس الحكم صناعة عراقية الامريكان كانوا يريدون ان يتفردون بالقرار وقلنا لا يمكن ان نسمح فالقرار قرارنا والبلد بلد محتل الان وفرضنا مجلس الحكم عليهم والامريكيين في وقتها ارادوه مجلسا شكليا ولكن اصررنا على ان يكون مجلسا حقيقيا من المجلس هذا صغنا مشروع سيادة العراق وصغنا مشروع الحكومة الانتقالية والحكومة الانتقالية بناءا على مشروع ادارة الدولة نظمنا كتابة الدستور ونظمنا الانتخابات التشريعية ونظمنا من بعد ذلك مصالح المحافظات وما الى ذلك لا تتصوروا ان هذه الامور اتت بالهين او اليسير بل اتت وسط ضغوط هائلة سلطت علينا من كل الاطراف ولا استثني احدا , لكن استطعنا ان نصوغ مشروعنا بناءا على ارادتنا وبناءا على رؤيتنا مصالح شعبنا اساسا والا كان بامكاننا بيني ما بين الله عُرضت علينا اغراءات هائلة وانا اعني بكلمة هائلة لكن لم نقبل , قيل لنا لا تكتبوا الدستور وضعوا ما تريدون قلنا لا يمكن ان نكتب دستورا الا من خلال ممثلي الشعب مرجعيتنا قالت ومرجعيتنا عندما تقول وعرفناها وفية لمصالح هذا الشعب كل الشعب التف حولها .
لذلك انا هنا انبه الى ان الحرب الشرسة التي المشنة ضد المرجعية والحرب الشرسة المشنة على قيادات بعينها جاءت بالعملية السياسية منذ يومها الاول واستمرت بنفس الخط فهذه الحرب لا تتصوروها مجرد شضايا طريق او مجرد تراكمات على الطريق لا هذه مرصودة تماما ومحسوبة تماما ودعوني اذكركم لدينا الان واحدة من القضايا التي اتحفنا فيها خلال هذين الاسبوعين ما يسمى بحركة الاستطلاعات الذين تحدثوا فيها عن تقدم الجهات الفلانية ووضعوا للسيد السيستاني هامش واحد وجزء من المئة , السيد السيستاني في داخل الشعب العراقي هذا المقدار ثم نفسهم الذين قالوا قبل الدستور قالوا عملنا استطلاعات واتينا وسالنا الناس وكذا ان السيد السيستاني كان له 1,5 بالعشرة بعد ذلك ماذا تبين ؟ مجموعة الكذابين ومجموعة الطبالين باين اتجاه كانت ؟؟؟ واين كان السيد السيستاني ؟؟ ونفس الكلام الان يجري على الاحزاب الاسلامية بالكثير من التشويهات وبالكثير من استغلال بعض الاخطاء للاقذاع بحقيقة مواقف هذه الاتجاهات .
الان عاملين احصائيات عجيبة غريبة في نتائجها ونحن نعرف والكل يعرف لكن يريدون ان يعطوا دفعة يريدون ان يشجعوا العناصر التي يمكن ان تخل بمنظومة الالتزامات التي كل هذه الفترة التزمت وحتى تاتي مجاميع هشة يمكن ان ينالها هذا الاغراء ويمكن ان تخضع لذاك الضغط وبالنتيجة يذهب العراق وتذهب سيادة العراق وتضيع المصالح الاساسية لهذا الشعب ونفس الحديث الان عن الانقلابات والحديث عن المؤامرات الموجودة وما الى ذلك كله لا يهدف الا الى ايقاع اليأس في قلوبكم حتى خياراتكم وخياراتهم تاتي مخلة لطبيعة الالتزامات . لا تنظروا الامور انا كم نزل في جيبي بل انظروا الى الامور التي تحفظ العراق كل العراق كل هذه الفترة ضغوط سنوات خمسة مريرة جدا ومشى العراق وتقدم والحمد لله يوم من بعد اخر نشاهد ان الامور تتقدم الى امام , نعم لدينا تلكؤات كبيرة وهناك ايضا اخطاء موجودة هذا لا ينفيه احد , لكن يجب ان تدرس هذه الاخطاء وهذه المشاكل ضمن حيثياتها الحقيقية . الان انت تتحدث على سبيل المثال تقول عندي مشكلة بالكهرباء وانا اقول لك عندي مشكلة بالكهرباء لكن لا يمكن ان تتصور هذه المشكلة فقط قائمة بهذا الاتجاه او بذاك , فهل كان مسؤولي الكهرباء يستطيعون قبل مدة قليلة ان يمروا في المناطق التي فيها محطات الكهرباء ويستطيعون ان يصلوا لها ويصلحونها طبعا ما كانوا يستطيعون . كثير من الارهاب كان يقف عثرة امام هؤلاء حتى لا يتم تصليحه , نفس الشيء في الماء وفي مسالة المجاري انا اعتقد فيها اخطاء كبيرة وفيها مشاكل كبيرة لكن المشاكل يجب ان لا نتعلم طريقة القائها على مسؤولية واحد وننتهي ونقول هذا المسؤول وانتهت القصة , كلا هناك ظروف معقدة غاية في التعقيد هي التي صنعت الواقع الموجود فيه , لكن من الذي كافح ومن الذي وقف ؟؟ ومن الذي ساهم في ان تتقدم المسيرة ؟؟ فعلينا ان نحسم الامور بشكل دقيق جدا .
وهنا انا اشير الى ما سبق لي ان اشرت له في نهاية الخطبة الثانية , الان يكفي اطلاعة بسيطة على برامج قناة الحرة على سبيل المثال او بعض القنوات التي تلهج بالدعاية الى الاتجاه العلماني او الاتجاه الغربي والثقافة الغربية سواء كانت القنوات البعثية او كانت القنوات التي يدفع لها فعندما تشاهد غير مسالة حالة التضخيم وحالة التهويل في القضايا السلبية وحالة التصغير والتحجيم في القضايا الايجابية , لاضرب مثالا على ذلك العام الماضي نسبة الكوليرا في العراق اصابات تقدر باكثر من 2000 اصابة باعتبار العراق بلد وطن للكوليرا في العالم بمعنى ليست داخلة الى العراق وانما مشكلة واقعة في العراق لم تثار ازمة ولا اثيرت ضجة ولا يوميا تحقيق صحفي وما الى ذلك مقارنة بما نشاهده الان التي هي مع المبالغات 500 حالة اصابة فكم الفرق ؟؟ الفرق واحد الى خمسة تقريبا فما هو الذي صحاهم اليوم ولم يصحيهم امس ؟؟ ما هو السبب ؟؟ علينا ان نكون منصفين او نكون دقيقين في التعامل مع ما يقال لنا طبعا هذا ليس معناه ان ابرر للوزارات المعنية بملف الكوليرا ان يبقى المرض بهذه الشاكلة لا هؤلاء الذين يتركبون جرما في هذه القضية يجب ان يحاسبوا لكن المسالة عندما نشاهد هذه الحرب الاعلامية الشرسة كيف قدم ؟ اتوا وراوا المشروع الاسلامي هو المطلوب عند الناس , الخط الديني هو المطلوب عند الناس قاموا بثلاثة اعمال اساسية خلال هذه الفترة
القائمة الاولى قدموا الاسلام عبر قائمة من الذباحين والسلاخين والقتلة والمعذبين من كل الاتجاهات قدم الاسلام الشيعي والسني بعنوانه مجموعة من المكفرة ومجموعة من القتلة والمرتزقة خلال سنوات 2004 الى 2007 نضجوا هذا المشروع في اذهان الكثيرين , الاسلام الذي تقدم قدموه ليس اسلام السيد السيستاني بل قدموا اسلام الزرقاوي وقالوا هذا هو الاسلام , قدموا اسلام القتلة ومهجري الناس وقالوا هذا هو الاسلام لم يقدموا نموذجا اخر ولم يسلطوا الاضواء على كل العقلانية وكل الحكمة الموجودة عند علماء السنة وعند علماء الشيعة ليس لسبب الا لان المطلوب هو تشويه صورة الاسلام وافضل تشويه لصورة الاسلام تعال احرق هذا المسجد وفجر ذاك الجامع وهجر هذه العائلة واجلب تلك المجموعة واقطع رؤوسها وقدمه بالعنوان الاسلامي , يذبح الانسان والذابح يصيح الله اكبر وكأنه يذبح دجاجة اليست هي هذه الصورة التي قدموها كل هذه الفترة ؟؟؟ بعد ذلك اتوا امام الارادة الشعبية للناس هم لم يروا في الاسلاميين الا الصدق في تجربتهم الماضية بذاك الوقت وضعوا كل العراقيل امام التجربة الفتية والاسلاميين كانوا اصحاب تجربة معارضة ولم يكونوا اصحاب تجربة حكم كل هذه الفترة هم بعيدين عن الحكم , الفترة التي حكموا فيها العلمانيين اين كان الاسلاميين موجودين ؟؟ كانوا في السجون وكانوا في البلدان التي استقطبت هجرتهم او كان الاسلاميين محجورين بحيث لا يتمكنون من ان يتنفسوا حتى , انا هنا لا اشير الى اسلاميي الشيعة او اسلاميي السنة بل اشير الى الخط الاسلامي بشكل عام .
طبعا في هذه الاثناء قدموا الاسلام ايضا بالطريقة الثقافية التي تعبر عنها بمجاميع المرتزقة هذا الحلاق لانه يمارس العملية الفلانية اقتلوه , وتلك البنت التي لا تلبس حجاب كامل قطعوها وما الى ذلك وصارت القضية وكانه اسلام يقدم بطريقة وحشية للغاية ويقال لهم هذا هو دين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولدينا ما شاء الله من جيش الطبالين وجيش المزمرين وجيش المصفقين الى جانب جيش مجموعة من الذباحين والمرتزقة والقتلة هذا مع ذاك اوجد صورة مرعبة وموحشة الى الناس .
الخط الثالث بدات عملية تشويه مقننة واكاذيب شرسة جدا ضد القيادات الاسلامية بشكل الذي نراه الان , طيب تفضلوا هذه ام العلمانية في العالم امريكا لا نريد ان نسلط الاضواء على اي جانب من جوانبها العسكرية او الامنية او ما الى ذلك , هذا النموذج الاقتصادي الذي يعبر عنه باعظم اقتصاد في العالم هذه الهزيمة النكراء الازمة المالية النكراء التي حصلت والتي جعلت بعض تصريحات بعض الامريكيين خلال هذه الفترة واذا تسمعون بعض الشبكات الاخبارين السي ان ان وغيرها , احدهم يبيع خزائن ( قاصات ) يساله مراسل الـ سي ان ان ويقول له كم بعت خلال هذه الفترة قال له انا بعت من الخزائن خلال يوم بمقدار العشرة سنوات التي بعتها من قبل لان الناس فقدت الثقة بالبنوك الامريكية هذه السيولة الموجودة في امريكا ما موجودة , الناس تخاف تودع الاموال عند البنوك الامريكية , اتوا بعض اصحاب الكاريكاتيرات الساخرة والمعبرة ايضا في الصحافة الامريكية وضعوا صورة ستالين المعروف عنه بجبروته ولم يضعوا صورة لينين ولا صورة ماركس وانما وضعوا صورة صاحب القبضة الحديدية ووضعوها خلف صورة وزير الخزانة الامريكية يريدون ان يقولون له ان الرأسمالية لن تستطيع ان تستمر بعد الان , جيد اذا انهار المجتمع الاشتراكي بالطريقة التي شاهدناها مع كورباجوف وبعد ذلك اندحر هذا المجتمع وتحول الى دويلات والان هذه الصورة الموجودة عند الرأسمالية العالمية وهذه الازمة ليست في امريكا فقط وانما ستشاهدونها في كل البلدان حتى علينا ايضا بمقدار من المقادير ضئيل جدا علينا ايضا ستزحف هذه الازمة فعندما نتحدث عن 2000 ترليون دولار خسائر فهذا الرقم ليس لعبة وقد الناس لا تعي مقدار هذا الرقم ولكن عندما تقسمه تجده مهول جدا , نفس دول الخليج خسائرهم الان خسائرهم تقريبا 2 ترليون دولار خلال هذه الفترة الماضية كثير من الاسواق المالية الخليجية تصدعت تصدع كبير جدا وبعدها الازمة على الابواب ولحد الان لم تتفاعل بشكل الكامل وبكل معطياتها هذه الرأسمالية وبدات تنهار وهذه الاشتراكية وانهارت رغم كل ما طبل لهن في الاوضاع الثقافية , لياتي كوكاياما الذي كتب نهاية التاريخ وكان يبشر ويقول ان اعظم نظام هو النظام الرأسمالي ولا يمكن للبشرية ان تصل الا الى النظام الرأسمالي فهذه هي الرأسمالية يا كوكاياما الذي هو احد المفكرين المعاصرين في هذا المجال .
لا يوجد خيار الان نفس الرأسماليين يقولون لابد من تدخل الدولة في البنوك وهذه عندما تترجمها لا ترى الا النظام الاسلامي البديل الاخر الموجود لا اشتراكية ولا راسمالية ومنذ البداية هذا الذي يقرا الان كتاب اقتصادنا للمرجع الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه يرجع الى نفس المقولة منذ البداية قلنا الرأسمالية لن تحل المشكلة كما الاشتراكية لن تحل المشكلة والاثنين سقطتا , الحل هو فيه جملة من الاجراءات هذا النظام اللاربوي لا بديل عنه والان هذا الربا الذي اكل امريكا وسوف ياكل اوربا ايضا وهذا النزول الهائل في ارقام النفط والنزول الهائل في ارقام اليورو وما الى ذلك هذا كله يعبر عن طبيعة الازمة القادمة .
نحن نرجع ونقول هذه الدعايات في الازراء بالخط الاسلامي علينا ان ننتبه لها الاسلام ليس خيار فلان وفلان , ولا ثقافة فلان وفلان هذا الخيار الذي قُتلنا بسببه والذي حُرمنا بسببه كل هذه السنين هو خيار الله سبحانه وتعالى لهذه البشرية وخيار الرسول الاكرم صلوات الله وسلامه عليه واله الخيار لا يقدمه الزرقاوي ولا يقدمه فلان ولا يقدمه فلان ولا يقدمه اي انسان من الناس , هؤلاء في احسن حالاتهم مسلمين قد يصيبون وقد يخطئون فما بالك ان يقدم الاسلام بصورة بشعة لا يرضاها سبحانه وتعالى ولا يرضاها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
انا الى هذا المقدار اكتفي واطلت كثيرا ولكن ارجع واقول اخواني الاعزاء كل هذه الامور انما تقال وانما يروج لها من اجل التاثير ليس على قناعاتكم بقدر ما هو التاثير على ارادتكم وعلى خياراتكم للمستقبل العراقي وهذا المستقبل انتم تصوغوه وانتم تبنوه واسال الله سبحانه وتعالى ان يوفقكم في كل الخيارات التي تنتخبونها ارضاءا لله وارضاءا لرسوله صلوات الله وسلامه عليه .
اسال الله ان يحفظ العراق واهله بسنته وشيعته بعربه وكرده وتركمانه بمسلميه ومسيحييه وان يجنب الجميع كل اذى وان يصونهم عن كل بلاء .
https://telegram.me/buratha