أكد مدير عام دائرة ماء بغداد صلاحية المياه المنتجة في المدينة للاستهلاك البشري، نافيا التصريحات التي ترددت من جهات مسؤولة في وزارة الصحة بأن نسبة التلوث في المياه المستخدمة في بغداد تقدر بنحو(34) بالمائة، وكونها غير صالحة للاستعمال البشري فيما اعلنت وزارة البلديات والاشغال في الوقت نفسه أن الماء في بغداد لا يحتوي على أي ملوثات تسبب مرض الكوليرا، مؤكدة سلامته وخلوه من الاوبئة والامراض كافة.
وقال مدير دائرة ماء بغداد صادق الشمري في تصريح خص به "الصباح": ان نسبة التلوث التي اشار اليها احد المسؤولين في وزارة الصحة تفتقر الى الدقة، لافتا الى استمرار الفحوص المختبرية للماء المنتج من قبل الدائرة التي تجريها لجان مشتركة من أمانة بغداد ووزارتي الصحة والبيئة. واضاف أن حالات التلوث في الماء المجهز الى المواطنين تشكل نسبة تقارب (1) بالمئة وهي نسبة قليلة وغير مؤثرة، منوها بأن هذه الحالات، ان وجدت، تتخذ بموجبها الدائرة اجراءات سريعة واستثنائية تتمثل بتطويق المنطقة التي ظهرت فيها الحالة ومعالجتها وتعقيم شبكات المياه ضمن المنطقة لتأمين وصول الماء بالشكل المطلوب في عموم الاحياء التابعة لأمانة بغداد.
وكان مدير عام دائرة الصحة العامة قال في تصريح سابق لـ"الصباح": ان 34 بالمائة من المياه المستخدمة في مدينة بغداد غير صالحة للاستهلاك البشري، مستندا في ذلك الى الفحص المختبري في معهد بحوث التغذية ومختبرات الصحة العامة الذي اجري للمدة من بداية الشهر الحالي ولغاية منتصف الشهر.
وأوضح ان هذه المياه قد لا تحتوي على جراثيم الكوليرا، الا انها تكون سببا في انتشار الكثير من الأمراض الخطيرة مثل بعض أنواع التهاب الكبد الفايروسي والاسهال الذي ينتقل بواسطة المياه أو الاغذية الملوثة بالماء، ما تؤدي غالبا الى حدوث مضاعفات خطيرة وقد تؤدي في حالات اخرى الى الوفاة، الا ان مدير عام دائرة الماء أشار الى ان هذه الحالات ربما تقع ضمن مناطق خارج حدود أمانة بغداد، أو أنها قد تكون غير مشمولة بشبكات الماء الصالح للشرب.
وفيما يخص الاجراءات التي تقوم بها دائرته للتقليل من نسبة التلوث في المياه المجهزة الى المواطنين، أوضح الشمري أن خطوات التأكد من سلامة المياه المنتجة تتمثل باجراء الفحوص المختبرية لهذه المياه يوميا شاملة الفحوص الفيزياوية والكيميائية والبكتريولوجية وخير دليل على سلامتها هو الماء الذي يصل الى المناطق كافة الواقعة ضمن حدود أمانة بغداد، مشيرا الى ان الفحص يشمل جميع مشاريع الماء، فضلا عن أخذ عينات من الماء المجهز الى المواطنين ضمن المناطق القريبة والمتوسطة والبعيدة في اطراف شبكات الماء. وبين بأن لدى الدائرة ستة مختبرات لفحص المياه واقعة في مشاريع انتاج الماء، اضافة الى مختبر تابع للسيطرة المركزية، مؤكدا ان هذه المختبرات مزودة بأحدث الاجهزة الموجودة في المنطقة، الى جانب أن الفحص يتم من قبل ملاكات فنية متطورة.
ولفت الشمري الى وجود لجنة مشتركة من أمانة بغداد ووزارتي الصحة والبيئة مكونة من ستة فرق مختبرية، منها ثلاثة في جانب الكرخ ومثلها في جانب الرصافة، مشيرا الى ان هذه الفرق تأخذ على عاتقها عملية سحب نماذج مختلفة من المياه من المشاريع والمناطق المختلفة وفحصها في المختبرات التابعة لدائرة ماء بغداد ووزارة البيئة، منوها بأن هذه الفحوصات تجرى يوميا واسبوعيا وشهريا وتقارن النتائج بالمواصفات المعمول بها في دول العالم، مؤكدا في نهاية حديثه لـ"الصباح" صلاحية الماء المنتج للاستهلاك البشري ومطابقته للمواصفات العالمية. على صعيد متصل، أكدت وزارة البلديات والاشغال العامة أن الماء في محافظة بغداد صالح للاستعمال البشري ، مؤكدة خلوه من جميع الملوثات لاسيما تلك التي تسبب مرض الكوليرا.
وقال مصدر مسؤول في الوزارة في تصريح نقله المركز الوطني للاعلام، ان الوزارة شكلت غرفة عمليات بالتعاون مع وزارة الصحة لاجراء الفحوص المختبرية للماء والتأكد من مدى صلاحيته للاستهلاك البشري. وأضاف أنه يجري حاليا توزيع مادتي الكلور والشب بين جميع أحواض المياه التابعة للوزارة حيث تقوم هاتان المادتان بعمليات التصفية والتعقيم للمياه، موضحا أن الوزارة تسعى الى تنفيذ عدد من مشاريع الماء التي تهدف للحد من انتشار مرض الكوليرا، لافتا الى أن الوزارة تقوم في الوقت الحالي بزيارات مستمرة لمتابعة جميع مشاريع المياه والتأكد من سلامة الماء المجهز فيها، اضافة الى تسيير عدد من السيارات الحوضية لنقل المياه الصالحة للشرب وتوزيعها بين المواطنين في جميع أطراف بغداد والمناطق الاخرى التي تعاني انعدام المياه الصالحة للشرب.
https://telegram.me/buratha