الجمعة/ 24-10-2008
أكد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف إن إجراء التعديلات على مسودة الاتفاقية الأمنية المزمع عقدها بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية رأي وحق مشروع كذلك مراجعة تلك التعديلات، وقال: نضم صوتنا إلى ضرورة إجرائها.
جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات.
إلى ذلك شدد سماحته على أهمية قطع الطريق على من يريد تأزيم العلاقات السياسية مع هذا الطرف أو ذاك، مؤكداً ان الشعب العراقي يعتز حينما يدرس قادته الاتفاقية الأمنية بإتقان.
ورداً على ما يطلقه بعض الزعماء في الإدارة الأمريكية أو في الإدارة العراقية من تصريحات وصفها بالاستفزازية، قال إمام جمعة النجف الأشرف: ننصح الإدارة الأمريكية والإدارة العراقية بأن لا يسمحوا بصدور كلمات انفعالية تؤزم الموقف، وأضاف: إذا أريد عقد الاتفاقية يجب ان تدرس بنودها دراسة علمية وبتريث وان تناقش تلك القضية بشكل موضوعي وليس انفعالي.
في الصعيد ذاته أشاد سماحة السيد صدر الدين القبانجي بدور الإدارة العراقية في البحث بجدية والتدقيق بكل كلمة من بنود الاتفاقية الأمنية ، وصفا تأخير إعلانها إلى هذا الأسبوع بالأسلوب غير الديمقراطي.
هذا ودعا إمام جمعة النجف الأشرف الجانب الأمريكي إلى التعامل بشفافية وموضوعية مع هذه القضية كما الموقف العراقي، نافياً ان يكون الأخير قد تعرض لضغوطات وتأثيرات دولية بحسب إدعاء البعض.
على صعيد منفصل تناول سماحة إمام جمعة النجف الأشرف في المحور الثاني للخطبة محور الجدل بين الإسلاميين والعلمانيين، حيث أشار إلى إجراء بعض القنوات والمؤسسات الإعلامية استبيانات واستطلاعات حول انتخابات مجالس المحافظات القادمة ونتائج تلك الاستطلاعات التي تضمنت إمكانية فوز العلمانيين على الإسلاميين، وعدم رغبة(57%) من الشعب العراقي المشاركة في الانتخابات في مقابل (43%) منهم يرغب بذلك.
إلى ذلك قال إمام جمعة النجف الأشرف: الحديث عن التقابل بين الإسلاميين والعلمانيين هو مغالطة وسوء فهم ،مشيرا انه ليس هناك معركة بينهما في الواقع العراقي ،وأضاف: الإسلاميون هم من ينتمون إلى حركات إسلامية وهم القلة القليلة في العراق، مؤكداً وجود إساءة في استخدام المصطلح، وعملية إثارة الجدل غير صحيحة، وان هوية الشعب العراقي الإسلام، واصفاً سماحته إسقاط التجربة الغربية على التجربة العراقية في واقعها الإسلامي بالخاطئ، كما اعتبر تلك الاستطلاعات غير دقيقة وذات مقاصد معنية.
في صعيد ذي صلة شدد السيد القبانجي ان مقياس الوطنية والكفاءة هما ما يجب ان يوزن بهما المرشح سواء كان ملتزماً بحزب أم لا، أو متديناً أم لا، داعياً العراقيين إلى وجوب اعتماد هذا المقياس خلال تحركهم للمشاركة في الانتخابات القادمة.
وقال في معرض تعليقه على نتائج الاستبيان الثاني الذي يشيرالى ان(57%) من الشعب العراقي لا يرغبون بالمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات القادمة، ان أصحاب تلك الاستبيانات لا يعرفون هوية الشعب العراقي واعتزازه بتجربته الجديدة وعلاقته بمرجعيته الدينية، واصفاً في الوقت نفسه استطلاعاتهم تلك بالمحنطة وغير المعبرة عن الواقع المتحرك في العراق، وأكد قائلا: ان العراقيين سيهرعون للمشاركة في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات بفاعلية كبيرة رغم آلامهم والإخفاقات، وان هذه الاستبيانات معزولة ولا تليق به وبهويته وأضاف: ستصطدم تلك القنوات الإعلامية بالواقع العراقي الذي يندفع الناس فيه للحضور في الساحة كلما كانت الساحة ساخنة.
https://telegram.me/buratha