التقى سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد في مكتبه الخاص صباح الأحد 26/3/2006 مراسل شبكة CNN الإخبارية الأمريكية . وقد طرح المراسل عدداً من الأسئلة المهمة وكانت إجابات سماحة السيد الحكيم كالتالي:-
المراسل / في المرة السابقة تحدثنا قبل الانتخابات وأحب ان أهنئك على نتائج الانتخابات
سماحة السيد الحكيم / أشكركم كثيراً
المراسل / بعد الانتخابات هناك عمل صعب ونشكركم على إتاحة فرصة اللقاء ؟
سماحة السيد الحكيم / اتمنى ان يكون اللقاء جيد وينفع الناس والله يوفقكم .
المراسل / هل وافقتم على تشكيل حكومة وحدة وطنية ؟
سماحة السيد الحكيم / اتخذنا قرار بالمشاركة مع القوى الرئيسية في تشكيل الحكومة والحوارات والمباحثات ما تزال مستمرة على المسائل العالقة وهناك مسائل غير متفق عليها ولابد من ايجاد الحلول الوسطية والفهم المشترك واهم شيء انه لم يحصل تصادم بعد تشكيل هذه الحكومة .
المراسل /احد هذه المواضيع موضوع رئاسة الوزراء التي رُشح لها د. الجعفري هل سيستمر حزبكم بدعم ترشيح د. الجعفري ؟
سماحة السيد الحكيم / نحن نؤمن باحترام الائتلاف وضرورة الحفاظ على وحدته ونؤمن بالشراكة في تشكيل الحكومة وسندرس هذه القضايا وفي الأيام القادمة ان شاء الله سوف تتضح الصورة بشكل افضل .
المراسل / هل يعني ذلك انكم ستسمون شخص آخر لرئاسة الوزراء ؟
سماحة السيد الحكيم / يحتاج الى بحث وانتظار كي تتضح الصورة .
المراسل / لماذا لايتقبل د. الجعفري حقيقة بأنه المرشح الغير مقبول ؟
سماحة السيد الحكيم / لابد ان يكون هناك انتظار وإيضاح والمبررات تكون أفضل .
المراسل / ما الذي في نظركم سيصبح أوضح ؟
سماحة السيد الحكيم / لازال البحث قائماً بخصوص الهيئة السياسية للأمن الوطني ثم برنامج عمل الحكومة وآلية اتخاذ القرار في الحكومة وعندما تنتهي أبحاث هذه القضايا من المناقشة وتشكل الرئاسات ستتضح المعالم .
المراسل / كم في نظركم سيأخذ وقت بتشكيل الحكومة ؟
سماحة السيد الحكيم / لا أتمكن ان احدد الوقت المعين ولكن الجميع يؤمن بضرورة تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن وان تكون حكومة قوية وحكومة شركة بين المكونات السياسية العراقية .
المراسل / الولايات المتحدة الامريكية وضعت ضغوط كثيرة على الساسة العراقيين بخصوص الإسراع في تشكيل الحكومة خصوصاً وان البلد يمر بمرحلة التصعيد الطائفي ؟
سماحة السيد الحكيم / من الطبيعي نحن نسعى من اجل اسراع تشكيل الحكومة وهذا الصراع سوف لن يتوقف بل سيستمر بوجود الإرهابيين والتكفيريين والصداميين سواءاً شكلت الحكومة او لم تشكل .
المراسل /في الحكومة الحالية المجلس الاعلى لدية وزارة الداخلية هل سيبقى المجلس الاعلى يطالب بالاحتفاظ بهذه الوزارة ؟
سماحة السيد الحكيم / ليس هذا المهم بل يجب تحمل مسؤولية الحكومة من قبل وزراء ومسؤولين جيدين سواءاً كان في هذه الوزارة ام تلك الوزارة وليس المهم الاصرار على شي بل العمل الجيد هو المهم ونحن لانقول ان هذه الوزارة تابعة الى هذا الحزب او ذلك الحزب بل الوزير هو الذي يكون تابع للحزب والوزارة جزء من حكومة عراقية وليس الحزب مسؤول عن الوزارة بل الوزير والحكومة هم المسؤولين عن ذلك .
المراسل / وزارة الداخلية هل تتوقعون انها ستناط الى أي من اعضاء حزبكم ؟
سماحة السيد الحكيم / نحن لا نصر بل نبحث عن الكفؤ والمقتدر سواءاً كانت من حزبنا او غيره .
المراسل /كانت لدى حزبكم بعض اختلافات حول تشكيل هيئة الامن الوطني . كيف حصلت هذه الخلافات ؟
سماحة السيد الحكيم / لا. نحن اول من اقترح تشكيل هذه الهيئة وانا طرحت هذا الموضوع على القادة قبل شهرين . ولكن هناك من يريد ان تكون قرارت هذه الهيئة ملزمة التنفيذ ونحن لانقبل بذلك بل نريدها الى جانب الحكومة وبالتالي فان هذه الهيئة ليست جزءاً من تشكيلات الحكومة بل خارج الحكومة وقطعاً هيئة بهذه الضخامة وتضم هؤلاء الرجال المهمين سيكون لها تأثيرات ايجابية على الحكومة وعملها .
المراسل / اذن سيكون هذا المجلس بمثابة جهة استشارية وليست تنفيذية وكم سيكون هذا نافعاً بنظركم ؟
سماحة السيد الحكيم / سيء عظيم ان القوى السياسية التي شكلت الحكومة والمشتركة في تشكيل الحكومة والمتحملة للمسؤولية في تشكيل الحكومة هذه القوى عندما تتخذ قرار سوف يكون القرار ذات تأثير كبير وسوف يتبنون القرار ومن خلال موافقتهم سيسعون لتنفيذه .
المراسل / حصل تصاعد في موضوع العنف الطائفي . هل ترون ان هذا الموضوع أسوء من موضوع التمرد ؟
سماحة السيد الحكيم / هذا العنف الطائفي كما تسمونه موجود منذ فترة وليس جديد حيث ان هناك مجموعة من التكفيريين والصداميين هؤلاء يشنون حملات الابادة الطائفية ضد الشيعة وضد كل من يريدون ان يدخلوا في العملية السياسية وهدفها العراقيين وليس القوات المتعددة الجنسيات او غيره هؤلاء امتداد لحالة سابقة متمثلة بصدام وحكومته .
المراسل / العديد من السنة يعتقدون ان هناك (فرق موت) مشكله في وزارة الداخلية ؟
سماحة السيد الحكيم / هذا غير صحيح وفي اكثر من مرة رفض الاخ بيان جبر هذه الادعاءات وكما تعلمون موجود اكثر من 140 الف جندي امريكي في العراق وكان من المفروض ان يلقوا القبض على هذه الفرق ولكن في الحقيقة ان الجماعات الإرهابية التي تتحرك ضمن الأجهزة الرسمية .كذلك ان الداخلية قد شكلت في زمن د. علاوي وانتمى اليها 20 الف عنصر ووافقوا عليهم من قبل الوزير السابق وهو من اهل السنة اما في زمن بيان جبر لم ينتمي لهذه الوزارة سوى 10 الف شخص وهذه نسبة ضئيلة وبالتالي لايمكن ان تكون هناك ما يسمى (فرق الموت) مع وجود هذه النسبة الضئيلة من المنتمين كذلك ان الكثير المنتسبين لهذه الوزارة او الى جهاز الشرطة هم ايضاً كانوا منتسبين اليها من ايام النظام السابق . والجدير بالذكر ان حوالي ( 33 ) قوة شبة نظامية موجودة في البلد على شكل ميليشيا وكل وزارة لها اكثر من ( 7000 ) شخص وهذه التشكيلات غير مرتبطة بوزارة الداخلية او الدفاع او غيرها وهذا بسبب السياسات الخاطئة السابقة وقد كلمنا القوى المتعددة الجنسيات بهذا الخصوص ، مثلاً كان هناك فوج يدعى الفوج ( 16 ) وهم كانوا حماية على مصفى الدورة وكانت تقوم بعمليات قتل وأرهاب وتم القاء القبض عليهم من قبل وزارتي الدفاع والداخلية وثبت انهم مجاميع ارهابية من ازلام النظام السابق ولديهم ارتباطات مع جماعات ارهابية ومسلحة .
المراسل / بعد ان حصل الهجوم الإرهابي في سامراء حصلت ردود افعال من الطرف الشيعي على الجوامع والمساجد السنية هل تتوقعون هجوم ارهابي يثير اعمال عنف في الايام القادمة .
سماحة السيد الحكيم / هي جريمة كبرى نعتبرها بمثابة احداث 11 سبتمبر في امريكا قامت بها جماعة ونعتقد بأنها داعمة للجماعات الإرهابية والتكفيرية ولانعتقد بوجود تخطيط سابق فالسنة اخواننا لكن من المحتمل ان تحدث احداث كبرى يقوم بها الإرهابيون وفي ذلك الوقت يصعب السيطرة على الشارع .
المراسل / كم سيكون خطيراً على الشارع في حالة عدم السيطرة عليه وفي الاحداث الماضية قد رأينا أناس تنتقل من منطقة الى اخرى ولا تستطيع العيش في مناطقها وعمليات قتل حصلت في الشارع وهجمات . كم سيكون ذلك صعباً اذا حصل من جديد ؟
سماحة السيد الحكيم / الصعوبة ستكون اكثر فنحن منذ حوالي ثلاث سنوات نتحمل القتل والذبح والتفخيخ لعلماءنا ومساجدنا وزوارنا وحلاقينا وخبازينا والعمال والناس الابرياء وعلى أسواقنا الشعبية ونحن نتكلم مع الناس دائماً في ان يضبطوا أعصابهم امام هذه المخططات ولكن بعض الناس لا تطيع المراجع وبالتالي يقومون بإعمال لايمكن السيطرة عليها على أساس انها ثأرية او انتقامية وهذا شيء خطير.
المراسل / هل تلاحظون انتقال الناس في بغداد من مناطق الى اخرى نشوء تقسيمات في داخل بغداد بهذا الاطار ؟
سماحة السيد الحكيم / هذا الشي واضح وموجود فقد شمل ذلك الالآف من العوائل الشيعية وبعض العوائل السنية من منطقة الى منطقة اخرى ومن ضمن برنامج الحكومة القادمة هو ارجاع هؤلاء اللاجئين الى مناطقهم ويجب الوقوف امام مثل هذه الأعمال التي يسعى الإرهابيون الى القيام بها من اجل اثارة حرب طائفية .
المراسل / كم هي قوة الزرقاوي ألان هل سيصبح اقوى ؟
سماحة السيد الحكيم / الزرقاوي كفكر كمدرسة حالياً اليوم هو أضعف من السابق ولدينا فكرة لأيجاد السياسات الاقوى لمواجهته وقد حصل تقدم كبير في مجال مكافحة الجماعات المسلحة واغلب مناطق العراق آمنة اليوم والقوى الأمنية العراقية في حالة تسلح وبناء وهي تدافع عن العراقيين والوضع اليوم أفضل من الوضع قبل سنة ولكن الضغط موجود من قبلهم ونتيجة ضعفهم فأنهم يستهدفون الأسواق الشعبية والعمال الابرياء ولابد من الاستمرار بمقاومة هذه المجاميع التكفيرية والصدامية التي تريد ان تعيد العراق الى المعادلة الظالمة السابقة .
المراسل / الولايات المتحدة ذكرت ان هناك تدخل ايراني في العراق هل هذا صحيح ؟
سماحة السيد الحكيم / هم دائماً يتهمون ايران بهذه الاتهامات وبينوا لنا هذه الاتهامات منذ الأشهر الأولى لمجيئهم الى داخل العراق وانا غير مطلع على الارقام ومثل هذه الاتهامات غير موجودة ودائماً نطالبهم بأرقام .
المراسل / ماذا كان دوركم في موضوع فتح الحوار بين ايران والولايات المتحدة ؟
سماحة السيد الحكيم / هناك حقائق في مقدمتها ان العراق بحاجة الى مساعدة خصوصاً نحن نمر بمرحلة استثنائية من ببناء المؤسسات السياسية المختلفة الى بناء الاقتصاد والمؤسسات المهمة . ونحن نريد ان نبني العراق ونتخذ قراراتنا بأنفسنا ولا نريد تدخل خارجي في شؤوننا . وبالتالي نحن كتبنا الدستور ونحن قدمنا مرشحينا وقد انتخبهم الشعب. بالنسبة لأمريكا اليوم هي شريكة في العراق وبالنسبة لإيران وقفت مع الشعب العراقي لأكثر من عشرين سنة ودفعت ضريبة وقوفها الى جانب الشعب العراقي وساعدتهم من شيعة وسنة وكرد وحتى غير المسلمين تبنتهم وتبنت قضيتهم رغم الظروف الصعبة حيث لم تكن هناك دولة مستعدة لاستقبال العراقيين كذلك ان ايران مجاورة للعراق وايران قوية في المنطقة ويمكنها مساعدة العراق والوقوف الى جانب الشعب العراقي وبناء العراق سياسياً واقتصادياً وهناك الكثير من المشاكل التي يمكن ان تساهم بحلها وهناك حقيقة اخرى هي قلق بين ايران وامريكا ومشكلة بينهما عمرها ربع قرن ومصلحة العراقيين ان يكون هناك تفاهم بين امريكا وايران في هذه المرحلة على مستوى الشأن العراقي والقضية العراقية وحتى يذهب هذا القلق يجب مساعدة الشعب العراقي ونحن تحركنا كعراقيين منذ فترة طويلة على اعتبار اننا تربطنا مع الجمهورية الاسلامية علاقة طيبة وطلبنا منهم ان يفتحوا حوار مع الولايات المتحدة وكان هناك توقف في الموافقة في السابق والان تمت هذه الموافقة وطرحنا ذلك في وسائل الاعلام ونحن متفائلون في هذا الحوار وبالتالي تحل على الأقل بعض المشاكل المتعلقة بالعراق وتزرع حالة من الثقة والاستفادة من الوضع الجديد .
المراسل / بسبب الوضع الخاص الموجود في العراق والعلاقة بين ايران وامريكا الا تحالون في طرح هذا الموضوع اظهار القوة لحزبكم بسبب علاقتكم بأيران في طرح الموضوع من جانبكم ؟
سماحة السيد الحكيم / ليست القضية قضية سياسية او معركة مكاسب حزبية بل نفكر في مصلحة الشعب العراقي ونتحرك من اجل الشعب العراقي من اجل التخفيف من معاناة هذا الشعب هذا هدفنا الذي نسعى اليه منذ فترة طويلة .
المراسل / هناك الكثير من السنة يقولون ان العراقيين سيصبحون تحت التأثير الإيراني أكثر فأكثر ؟
سماحة السيد الحكيم / هم لديهم هذه المخاوف وقد تحدثت مع البعض منهم وبالتالي نحن لن نطالب ان تتباحث امريكا وايران في النيابة عنا نحن كما بينت في المقدمة نحن مسؤولين عن اتخاذ كل قرار يتعلق بالعراق .
المراسل / العراق الجديد قد يبدو فيه تأثير ايراني أكثر من السابق ؟
سماحة السيد الحكيم / لا اعتقد ذلك . العراق الجديد سيكون فيه حرية وقانون واحترام لحقوق الانسان قد يرى البعض ان ما تقوم به الناس من تعبير عن مشاعرها وعن ما تعتقد فيه كشيعة من اعمال وممارسات هو ناتج عن تأثيرات ايرانية وهذا غير صحيح . فكل شخص يريد ان يعبر عن راية في العراق الجديد وهذا لا يعني ارتباط بايران .
المراسل / ذكرتم ان ايران يمكن ان تلعب دور في مساعدة العراقيين في الامور الامنية والاقتصادية ؟
سماحة السيد الحكيم / ليس ايران فقط بل كل الدول المجاورة يمكن ان تلعب دور في مساعدة العراق سواءاً في تشكيلاتها الامنية والمعلومات التي تملكها اجهزتها الامنية ذكية في مكافحة الارهاب اضافة الى خبرتها الكبيرة ونحن افترضنا تشكيلة امنية او كتلة امنية لكل المنطقة وليس للعراق فقط لان مشكلة الارهاب لا تخص العراق فقط بل المنطقة وهذا ما نسعى اليه .
https://telegram.me/buratha