شارك نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، فؤاد حسين، يوم الأحد الموافق 12 كانون الثاني 2025، في الاجتماع الوزاري الموسع بشأن سوريا الذي استضافته المملكة العربية السعودية.
وفي مداخلة ألقاها خلال الاجتماع، أعرب حسين عن شكره للمملكة العربية السعودية على استضافتها لهذه الاجتماعات، مؤكداً أهمية الحوار والتعاون الدولي في مواجهة التحديات التي تواجه سوريا.
أشار فؤاد حسين إلى وجود تشابه بين التغيير الذي شهدته سوريا والتغيير الذي مر به العراق في مرحلة معيّنة من التاريخ السياسي. وقال: “كنا في العراق نحارب حزب البعث، ومن يفهم البعث جيداً هم المعارضون العراقيون. لذلك، نحن ندرك تماماً معاناة الشعب السوري من حزب شمولي سيطر على كل شيء وأدى إلى سيطرة فردية، وحروب داخلية، وعزلة دولية.”
وأوضح أن العراق عانى من هذه الأوضاع حينما كان النظام يمارس العنف ضد أبناء الشعب العراقي، وبعد غزو الكويت وحتى عام 2003، كان النظام في بغداد منعزلاً عن العالم وتحت عقوبات دولية، كما كان النظام في دمشق خلال السنوات الأخيرة. واستطاع الشعب العراقي، وبدعم من المجتمع الدولي، إزالة النظام. وأكد أن الوضع في سوريا مشابه، حيث ساهم المجتمع الدولي ونضال الشعب السوري في مواجهة نظام البعث هناك.
وتساءل السيد الوزير عن كيفية بناء تجربة جديدة في سوريا بعد انهيار تجربة حزب البعث، مشيراً إلى ضرورة استفادة سوريا من التجربة العراقية لتجنب بعض السلبيات التي رافقت هذه التجربة، والاستفادة من الإيجابيات التي أفرزتها، قائلاً: “سوريا تستطيع أن تستفيد من التحديات التي واجهتنا، لأن تجاهل هذه الدروس ستكون له تبعات خطيرة.”
وأكد السيد الوزير أن العراق يشدد على أهمية احترام قرار وإرادة الشعب السوري في صياغة مستقبله السياسي، ولكن من الضروري أخذ حالة المجتمع المكوّناتي في سوريا بعين الاعتبار، وتأسيس عملية سياسية شاملة يشارك فيها ممثلو جميع الطوائف والمكونات السورية. وطرح تساؤلات حول تشكيل المجلس الوطني، أجندته، وآليات بناء الدستور.
وحذر وزير الخارجية من استمرار خطر تنظيم داعش الارهابي، الذي لا يزال يمثل تهديداً في المنطقة، مشيراً إلى قلق العراق من وجود التنظيم على الجانب السوري من الحدود. وقال: “تزايد عدد مقاتلي داعش الارهابي واختلف تسليحهم، خاصة بعد استيلائهم على أسلحة جديدة.”
وأوضح أن العراق يراقب بدقة الوضع الأمني لـ(26) سجناً تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث يتواجد في هذه السجون أكثر من عشرة آلاف سجين من عناصر وقادة تنظيم داعش الإرهابي.
وأعرب عن قلقه من أن الاشتباكات المستمرة في هذه المناطق قد تؤدي إلى هروب أو إطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين، فضلاً عن الوضع في مخيم الهول. وتساءل: “ما الذي سيحدث إذا سيطر داعش الارهابي على هذه المناطق وعبر الحدود باتجاه العراق أو دول أخرى؟”
وأشار إلى أهمية التعاون الإقليمي لمواجهة خطر التنظيم، الارهابي مشيراً إلى أن “وادي حوران”، الممتد بين الأنبار ودرعا، أصبح ممراً لتحركات عناصر تنظيم داعش الارهابي
وأكد الوزير أن إلغاء أو إقصاء المكونات والطوائف، وتبني الأحادية، لن يؤدي إلى تحقيق الاستقرار في سوريا، مشدداً على الحاجة إلى تعاون شامل بين المكونات السورية لتحقيق السلام والاستقرار.
واختتم مداخلته قائلاً: “نستطيع تقديم تجربتنا في محاربة داعش والإرهابيين، والتي قادت إلى الاستقرار الأمني في العراق، بما يسهم في دعم استقرار سوريا وضمان مستقبل أفضل لشعبها.”
https://telegram.me/buratha