حسن المياح ||
· مرض أخلاقية الهزيمة ( القسم العشرون )
~ يقولون أن وراء وبعد كل فوضى عارمة عابثة , ظالمة متوحشة , لاغية ناسفة , مدمرة محطمة , ظالمة مجرمة , ناقمة آثمة , .....
حاكم دكتاتوري حديدي غشوم , قابض حازم , حاسم قاطع , مخيف رهيب , لتنقطع الفوضى ولكي لا تدوم , ويهدأ الوضع ويستقر , وتستتب الأمور وتجري بحذر قلق منساب , على خوف وإرتياب .
وأنها سنة تاريخية غالبة متكررة , مرنة قابلة التحدي , ممكن أن تكون ولكنها لا تدوم ~
كل الأحزاب الحاكمة المتسلطة بعد عام ٢٠٠٣م , هي عبارة عن عصابات لصوصية سارقة مجرمة , تملك دكاكين صيرفة تقوم على أساس النهب والربا الفاحش اللئيم . ولذلك تراهم يتقاتلون فرحين مسرورين ( كل حزب بما لديهم فرحون ) بما هم عليه من ثراء متورم , وإسترخاء منتفش , وزهو غاش خادع منتفخ , ينتظر ساعة حبوطه , ولحظة نفوقه , ونهاية هلاكه .
وأنهم منافقون مراءون خادعون , يبدون توجهاتهم الظاهرة الى التغيير والإصلاح على شكل تصريحات وإدعاءات , ومزاعم وتلفيقات , وأنهم الناهبون الفاسدون , المجرمون الظالمون , الذين نذروا أنفسهم الى إفلاس العراق ثروات وبشرآ , ومؤسسات وبنى تحتية , وما الى ذلك من أعمدة البناء الإقتصادي والمالي والإجتماعي والسلوك الخلقي والتعامل الإنساني الكريم .
نعم كانوا قبل عام ٢٠٠٣م , رجال ثورة , وشبان إنتفاضة , ودعاة تغيير , وقادة إصلاح ,.....
ولكن سبحان مغير الأحوال من حال الى حال ... ???
لا تعرف العلة الأساس التي سببت إنقلابهم وتحولاتهم من صالح الى فاسد , ومن عادل الى ظالم , ومن أمين راهب الى لص حاقد ناقم , ومن وطني مجيد تليد الى عميل خائن جبان رعديد, .......???
يظهر أن السلوك الذي إكتسبوه وجروا عليه كان صبغآ عاديآ غاشآ سريع الزوال , وأنه مجرد ظاهر خادع , ووقاء مهلهل ساتر , وآلية كسب ثقة , ووسيلة إحتيال , لوصول وصعود , وتسنم وتسلط , وبسط نفوذ وتوسع , وإحتكار وإستئثار ; ولم يكن ذلك السلوك فيهم طبيعة حال , ولا منهج تربية , ولا منهاج تثقيف , ولا صبغة أساس يقوم على أساسها العمل والتصرف والتعامل ..... ??
ومن غشنا فليس منا . وهو خائن لص , ومجرم محترف العدوان والإجرام .... ???
كان الناس العراقيون قبل عام ٢٠٠٣م يئنون من كابوس الظلم وسياط التسلط اللاذعة , والفقر المدقع والجوع المهلك المضعف , والخوف الرهيب والهلع المريب , والبطش الناقم والإرهاب الدائم , والمنع اللازم والتهجير الصارم , والقتل المميت والحبس الشديد والتقييد المذل في المعتقلات والسجون , وما الى ذلك من إجرام وموبقات , وآثام وإنتقام ...... ??
وكانوا يتوسلون شتى الطرق ومختلف السبل التي يلجأ اليها الضعاف الهزال المنهكون , الذين لا يملكون إلا الدعاء والترانيم , والأحراز والتعوذات , لأن كل مصادر القوة والإرادة , والعزم والنهوض فيهم , قد سلبت . وأن الحكومة العفلقية المجرمة قد حققت نجاحآ كبيرآ في نشر وباء وعدوى مرض أخلاقية الهزيمة بين أفراد الشعب العراقي , وأن الأعم الأغلب من الشعب , لسان حاله يقول خذيني بسدك وغطاءك وضميني يا جارة , ليجنب نفسه من أذى مجرم بليغ آخر , فوق الذي كان يعانيه ويؤلمه , وكانوا يتأملون الخلاص من الحكم الدكتاتوري المتسلط الظالم , المجرم القاتل الناقم , على يد كائن من كان , لأن العذاب كان شديدآ , والتحمل ضعيفآ , والصبر قاب قوسين أو أدنى , أن يعدم وينتهي ويتلاشى .... ???
وكانوا ( الشعب العراقي المظلوم المحروم ) يظنون ظنآ يشبه اليقين والتحقق , أن المعارضة في الخارج هي المعول المرتجى , وأنها طوق النجاة والسلامة , وأنها الأمل الكبير في زوال النظام الدكتاتوري الصدامي الظالم الغاشم الفاقد الرحمة , والخالي من العفو , والميئوس منه في التسامح , واللامفكر في مراجعة ما يقوم به من مآثم ومظالم , وشرور ومجازر , وقتل وإرهاب , .....
وأنهم القادمون الى التغيير نحو الأمثل , والإصلاح لما هو أقوم وأعدل , وأنهم سيبسطون الأمن والرخاء بعدما كان الحاكم هو الظلم والجور , والفوضى والضياع , ....... ???
ولكن خاب أملهم لما تسلط القادمون الغادرون من خارج الأسوار والحدود , وأنهم خاسوا العهد الذي قطعوه على أنفسهم مع الله سبحانه المنتقم الجبار , والذي أعطوه للناس ضمانآ أمينآ مؤنسآ , لما خرجوا من العراق معارضين لكل ظلم متسلط , وجبروت حكم قاتل ناقم , .... ???
و لكنهم ...وهي هنا كلمة إستدراك مؤلمة موجعة , مخيبة للآمال قاسية آسية مقنطة موئسة ....??
جاءوا بالذي خرجوا منه فارين جبناء , تعساء رقعاء , مشردين صقعاء , متسولين أتباع , مقادين بذلة ومهانة خلف الدبابات الجارات الزاحفات , الغاضبات المحتلات ; بزي ولباس وثوب وحقيقة المتنمرين ظلمآ أضعافآ مضاعفة , والمستأسدين نهبآ مراتب متعددة , والمستأذبين إستئثارآ إفتراسات متنوعة , والمتثعلبين مكرآ سلوكآ أطوارآ متزايدة , والمستأبلين ( من الإبل كالجمل البعير ) حقدآ ولؤمآ طبعآ وسلوكآ , .... ???
وحكومة اليوم الظالمة المتسلطة , هي كخيل الشرطة , في إتخاذ قراراتها المزاجية الناقمة المفترسة المستعجلة اللامدروسة , فإنها تصدرها سراعآ مفاجئآ مباغتآ , كما هي خيل الشرطة التي تبدأ السباق بهدة قوية سريعة عاجلة ; ولما يشتد الغضب الجماهيري الشعبي ويغلي ويقتحم ~ لا من قبل عزم الأحزاب ولا من جهود البرلمان , لأنها هي الظالمة المشاركة الساكتة على الظلم والتسلط والإنتقام محاصصة ونسبآ مئوية ~ تتراجع الحكومة عن قراراتها وضيعة جبانة , فاشلة بائسة , بلا حياء ولا ندم ولا تأسف , كما هو حال خيل الشرطة التي تتعب بعد لحظات من نقطة شروع السباق وبداية التنافس في ميدان العدو الراكض , لأن إندفاعها كان نفثة مصدور , ورفسة محتضر , وطبخة إمرأة مطلقة يائسة من الرجوع الى بيت زوجها الذي كان وإرتبطت به علاقة حب نقي خالص صادق ومودة إجتماع وتآلف وتلاحم وإمتزاج حميم زاك متزايد نام , ...... ???
فتقعد ملومة محسورة , مهانة مرذولة , يائسة من إستقرارها , وشاكة في مداومتها , وقلقة على إستمرارها , لأنها كالمجنون الأرعن النشيط الذي يهجم بلا عقل ولا روية , ولا تفكير ولا تقدير , ولذلك تراه سرعان ما يجبن ويخنس ويكن ; ولكن لا يؤتمن لسكوته وخنوسه وكينونته ; وإنما يخشى ويتحذر من هدوءه وحربائيته المتلونة المتقلبة , العبثية المضطربة .
وهذا هو حال من يصاب بمرض أخلاقية الهزيمة المدمر المحطم , المهشم المرسب , المخثر المجمد , المهلك المميت ..... ???
فمتى الصحو والإنبعاث يا شعب العراق الأبي المضيم المظلوم المحروم ..... ,
ومتى يا شعب العراق الإنتفاضة والسلوك الثوري المغير القالع , المتحفز المصلح النافع , المزيل الرافع الشالع .......???
إنكم يا حكامآ متسلطين ظالمين , ناهبين ناقمين , أصنامآ فراعنة , أوثانآ طغاة ....
ترونه بعيدآ بغش وخداع وتأمين النفس المجرمة الشريرة ......
ونراه قريبآ كلمح البصر , أو هو أقرب من ذلك وقوعآ , بإذن الله السميع العليم .....
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha