قال وزير الخارجية المصري الاسبق محمد العرابي، ان "العالم لم يظهر مؤازرة كاملة للعراق في حربه ضد داعش، سواء كان العالم العربي أو الإسلامي بوجه عام أو حتى العالم الغربي، فالعراق تُرك وحده في هذه الحرب غير المسبوقة".
وذكر العرابي عضو الوفد المصري المُشارك في مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية في بغداد، في تصريح صحفي إن "هذه المؤتمرات لا تقدر ان تقف امام مواجهة داعش، وذلك لعدة أسباب منها لان الإرهاب وخاصة إرهاب داعش أصبح أسرع من رد فعل الحكومات، فداعش تتصرف بسرعة اكبر وسبقت الحكومات التقليدية سواء في العراق او أي مكان آخر كمصر وليبيا ".
وأضاف إن "هذا المؤتمر بالذات [مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية] تميز بانه جاء في وقت مهم جدا، بدأت به بعض المحاولات إذكاء الخلافات المذهبية والطائفية، ولهذا فان المؤتمر جاء بتوقيت حاسم جدا لان هناك محاولات لتحويل الصراع بالمنطقة إلى صراع سني شيعي"، مؤكدا "نحن نرفض ذلك لأننا جميعا مسلمون أبناء دين واحد وكتاب ونبي واحد".
وأشار إلى ان "قيمة المؤتمر وقوته تأتي من الظرف الحالي الذي يشهد محاولة جادة من بعض الدول لزيادة غُلي هذا الخلاف الذي يعود لأكثر من الف عام مضى"، مبينا "اننا كشعوب بحاجة إلى جهد كبير بالفترة القادمة".
وعن المطلوب من مؤتمر البرلمانات، بظل حرب العراق المباشرة مع عصابات داعش، بين وزير الخارجية المصري الاسبق، ان "العالم لم يظهر مؤازرة كاملة للعراق في حربه ضد داعش، سواء كان العالم العربي أو الإسلامي بوجه عام أو حتى العالم الغربي، فالعراق تُرك وحده في هذه الحرب غير المسبوقة".
وأشار إلى إن "الأوان قد آن لتكون هناك مؤازرة كاملة من الدول العربية والإسلامية لهذا الموقف العراقي البطل، وبنفس الوقت الحرب مع ارهابيي داعش ليس فيها حلول أخرى غير القضاء عليهم إذ لا ينفع حل آخر غير اجتثاثهم من الأرض والقضاء عليهم وعدم الإبقاء على أي جذور لهم".
وبخصوص الوضع الاقتصادي وانخفاض أسعار النفط، قال عضو الوفد المصري إلى ان "المواطن العراقي هو الضحية بكل ذلك، لان جميع موارد العراق موجهة للأمن والحرب فأين تنمية الإنسان وتلبية حاجاته ومشاريع الإسكان؟، جميع مشاريع التنمية اعتقد توقفت من اجل تكريس كل الموارد لهذه الحرب"،
لافتا انه "من المؤمنين بان العراق البوابة الشرقية للعالم العربي والطليعة في العالم الإسلامي ولهذا جاء الوفد المصري بهذا المؤتمر في رسالة قوية جدا بأننا نؤازر العراق ونقف خلفه"، مبينا ان "أول خروج للبرلمان المصري [الجديد] إلى الخارج كان بالمجيء إلى بغداد بهذا المؤتمر".
ورأى العرابي ان "رسالة مؤتمر برلمانات الدول الاسلامية، بالغة الأهمية اذ انه اتحاد البرلمانات أي اتحاد الشعوب وليس الحكومات، أي ان كل الشعوب الاسلامية التي تمثل اكثر من مليار نسمة تقف وتأتي هنا وتعبر عن تضامنها مع دولة عظيمة وذات حضارة كالعراق وهذه رسالة مهمة جدا يجب الفخر بها"، معربا عن أمله بان "يجتاز العراق هذه المحنة".
وحول التوغل التركي شمال العراق، انتقد العرابي اكتفاء الدول العربية بالإدانة قائلا: "انا غير مرتاح لمجرد الإدانة التي صدرت من جامعة الدول العربية خلال الفترة الماضية، واعتقد ان الامر يتطلب رسالة أقوى إلى تركيا، فيها تضامن مع العراق وتحذير لتركيا بان عملية انتهاك سيادة دولة عربية امر غير مقبول ويجب ان تكون هناك سياسة محددة عربية تجاه تركيا قد تصل إلى حد فرض عقوبات او شيء من هذا القبيل".
وأكد "نحن لسنا ضد الشعب التركي فهو شعب صديق وليست هناك مشاكل معه، ولكن انتهاك سيادة العراق آمر غير مقبول ولا اعتقد إن هناك أي إنسان عربي يقبل بمثل هذا الانتهاك"، مجددا تأكيده ان "عملية الإدانة غير كافية".
وعن المشاريع المستقبلية بين البرلمانين العراقي والمصري، أشار العرابي "زرتُ العراق عدة مرات وهذه المرة الرابعة، حتى قبل انتخابي في البرلمان واعتقد إننا نحتاج إلى لجنة صداقة مصرية عراقية على مستوى أعضاء البرلمان تُشكل قريبا للعمل على التواصل بين البرلمان العراقي والمصري".
ورأى ان "هذه ستكون خطوة اولى وقال"سأسعى لها في البرلمان [المصري] وأدافع عنها وستكون بمثابة المحفز للحكومة المصرية لتقدم دعما اكبر إلى العراق ومساعدته"،
مشيرا ان "فائزة أبو النجا مستشارة رئيس الجمهورية للأمن القومي زارت العراق مؤخرا، فضلا عن زيارة وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إلى مصر ولقائه بالرئيس السيسي وهذا يدل على بوادر تدل على تعاون اكبر بالفترة القادمة، ونحن بحاجة إلى زيادة الزيارات".
وجدد العرابي تأكيده إن "العرب كلهم تأخروا بالتواصل مع العراق وليس مصر فقط، وذلك لأسباب غير مقنعة نتيجة لرواسب قديمة أدت لترك العراق وحيدا فعلا"
https://telegram.me/buratha