قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن "القوات الأمريكية التي سترسل إلى مركز عمليات جديد في قلب منطقة الحرب ضد تنظيم داعش لن تشترك في القتال لكنها ستقوم بكل شئ تقريبا - باستثناء القتال - لدعم الجيش العراقي".
ويقول المسؤولون الدفاعيون الأمريكيون إن "مهام القوات التي سترسل إلى قاعدة التقدم الجوية - التي تبعد 25 كم عن مدينة الرمادي التي احتلتها داعش - ستشمل جوانب عدة بدءا من المشورة للقادة العسكريين العراقيين حول كيفية ضمان أن يكون مع الجنود ما يكفي من الذخيرة وانتهاءً بدمج القوة الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الخطط القتالية".
ووافق أوباما الأربعاء الماضي على نشر ما يصل إلى 450 عسكريا للعمل مع الفرقة الثامنة بالجيش العراقي التي تحاول إعادة تنظيم صفوفها لتخرج في نهاية المطاف مقاتلي داعش من مدينة الرمادي التي اجتاحوها الشهر الماضي.
ويعمل أمريكيون بالفعل في عدة قواعد أخرى في أنحاء مختلفة من البلاد في تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها ودعمها بعد أن حققت نجاحا محدودا في مواجهة داعش.
لكن العملية في قاعدة التقدم الجوية القريبة من نهر الفرات على مسافة 75 كيلومترا غربي بغداد والتي تقع بين مدينتين كبيرتين تسيطر عليهما داعش تضع القوات الأمريكية في قلب القتال.
وتبعد القاعدة 25 كيلومترا فقط الى الشرق من الرمادي مركز محافظة الأنبار ونحو 15 كيلومترا إلى الغرب من الفلوجة التي تسيطر عليها داعش أيضا.
واستخدمت القوات الأمريكية التي دخلت العراق في 2003 المتاخمة لبحيرة الحبانية وهي أرض مألوفة لكثير من الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب السابقة.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن دور القوات الأمريكية في قاعدة التقدم الجوية سيكون أيضا محاولة بث روح جديدة في القوات العراقية وكذلك المساعدة في برنامج لتجنيد مقاتلين جدد من العشائر السنية في المنطقة.
وكان مقر برنامج الجيش العراقي لاستقطاب مقاتلين من العشائر السنية في الرمادي لكنه نقل الى التقدم حين سقطت المدينة.
وأكد الكولونيل ستيف وارين وهو متحدث باسم وزارة الدفاع [البنتاغون] "مشاركة القوات الأمريكية في مساعدة العراقيين في خطة استعادة الرمادي من الارهابيين".
وقال إن "الخبراء العسكريين الأمريكيين سيساعدون ضباط الجيش العراقي في "وضع خططهم للعمليات المستقبلية ويساعدونهم في تحسين نظمهم داخل وحداتهم ليكونوا قادرين على القيام بالعمليات، واستخدام قواتهم بشكل أفضل".
وأضاف وارن إن "البعثة الأمريكية في قاعدة التقدم لن تضم -على الأقل في البداية- العناصر اللازمة للقيام بالتدريب على المهارات القتالية والذي يجري الآن في أربعة مواقع أخرى بينها قاعدة الأسد الجوية الموجودة في غرب محافظة الأنبار".
وأشار الى إن البعثة ستقدم المشورة للعراقيين "بشأن كيفية القيام بكل شئ من نشر قواتهم على الوجه الأمثل الى تحسين نظمهم اللوجيستية وزيادة قدراتهم المخابراتية وكيفية القيام بعملياتهم الإدارية".
وبين وارين إن "ذلك يمكن أن يشمل وضع إجراءات لضمان وصول الذخيرة إلى الجنود الذين يحتاجون إليها أو الاستبدال السريع لبندقية لم تعد تصلح للقتال، وفي العموم يمكن أن يعمل الضباط الأمريكيون مع كبار الضباط العراقيين في التخطيط للمعارك".
وقال ان "الأهم من ذلك، أننا عندما يكون لنا مستشارون ومعاونون هناك حيث يجري التخطيط لعمليات مستقبلية سيمكننا دمج القوة الجوية للتحالف في تلك الخطة بمزيد من الوضوح والفاعلية".
وتابع المتحدث باسم البنتاغون ان "المسؤولين الدفاعيين هي أقل من ربع القوات الأمريكية التي سترسل إلى قاعدة التقدم الجوية وستشارك في مهمة التدريب والمعاونة بينما سيتولى الباقون أمر الأمن ومهمات أخرى".
ويخدم حاليا في العراق أكثر من ثلاثة آلاف جندي، بينهم 2250 جنديا يكرسون وقتهم لدعم القوات العراقية الأمنية، بينما يوفر 800 جندي الحماية للشخصيات الأمريكية الرفيعة، ويشرف 450 جنديا على تدريب القوات العراقية، بينما يتولى 200 جندي مهاما أخرى مساعدة
https://telegram.me/buratha