عدت قيادة فرقة المشاة الخامسة، اليوم الاحد، أن عملية تطهير سد العظيم كانت "نوعية" وفتحت الباب واسعاً لدحر (داعش) الارهابي في مناطق أخرى لاسيما السعدية وجلولاء، مبيناً أن القوات الأمنة بصدد وضع خطه للحفاظ على ذلك "السد العملاق" وإعادة موظفيه بالتنسيق مع إدارة ديالى، في حين عد نائب عن المحافظة أن أمنها "لن يستقر" من دون تطهير "عاصمة داعش" الارهابي فيها المتمثلة بما يسمى بإمارة شمال قضاء المقدادية.
وقال قائد فرقة المشاة الخامسة، اللواء على فاضل، في حديث صحفي إن "تشكيلات الفرقة لم تتوقف منذ صباح الأربعاء الماضي،(الـ12 من تشرين الثاني 2014 الحالي)، عن تطهير منطقة سد العظيم من إرهابيي داعش"، مشيراً إلى أن "قوات الفرقة وصلت إلى الحدود الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين، حيث خاضت أشرس المعارك هنالك بسبب طبيعة الأرض وكثرة ما فيها تلال ووديان".
وأضاف فاضل، أن "قوات الفرقة تمكنت من قتل 15 من ارهابيي داعش،، أغلبهم أجانب"، مدللاً على ذلك بـ"العثور في ملابس أولئك القتلى على أرقام دولية عربية وأجنبية، وكلمات مترجمة بعبارات بسيطة، يستخدمها عناصر التنظيم في مخاطباتهم، ومنشورات تدعو لمبايعه أبو بكر البغدادي، فضلاً عما قاله أحد الإرهابيين قبيل مصرعه".
وأوضح قائد فرقة المشاة الخامسة، أن "قوات الفرقة فككت أكثر من 50 عبوة ناسفه بعضها عبارة عن براميل تتراوح سعتها بين 20 إلى 220 لترا، موضوعه في البوابات الرئيسة لسد العظيم ومداخله"، مبيناً أن "طيران الجيش دمر هو الآخر أكثر من ست آليات تعود لداعش، وكان له الدور البارز خلال العملية".
وذكر فاضل، أن "العمليات التي نفذتها الفرقة واجهت صعوبات أبرزها العبوات الناسفة والدور المفخخة، وكهربة رصيف سد العظيم بعد ربطه بأسلاك الضغط العالي"، مستدركاً "لكن الهندسة العسكرية تمكنت من تفكيك تلك الدائرة الكهربائية الخطيرة بكفاءة".
وعد القائد الميداني، أن "عملية تطهير سد العظيم كانت نوعية، وواجهت مقاومة عنيفة لأن داعش وضع في المنطقة مقاتلين متمرسين ومدربين بتقنيه عالية"، مؤكداً أن "القوات الأمنة بصدد وضع خطه للحفاظ على هذا السد العملاق وإعادة موظفيه بالتنسيق مع إدارة المحافظة".
إلى ذلك قال مدير دائرة الموارد المائية، باسم الخزرجى، في حديث صحفي إن "سد العظيم يعد من أهم السدود في العراق، كونه يسهم في إبعاد خطر الفيضان على عدد من المحافظات، في حال تعرض سد الموصل للتدمير من قبل داعش"، مشيراً إلى أن "السعة التخزينية للسد تبلغ مليار و500 مليون متر مكعب من المياه".
بدوره قال ضابط استخبارات الفرقة الخامسة، المقدم باقر أحمد التميمي، في حديث صحفي إن "سد العظيم ينطوي على أهمية خاصة كونه يشكل المنفذ لطرق إمداد عناصر داعش الارهابي في مناطق السعدية وجلولاء والمنصورية"، مضيفاً أن "قوات الفرقة تمكنت من قطع تلك الطرق، بنحو فتح الباب واسعاً لتطهير السعدية وجلولاء".
على صعيد متصل اعتبر النائب عن محافظة ديالى، فرات التميمي، في حديث صحفي أن "أمن ديالى لن يستقر من دون تطهير منطقة عاصمة داعش بالمحافظة".
ورأى التميمي، أن "قرى وسنسل وحمبس وشاق الراغ، تمثل عاصمة تنظيم داعش الارهابي في ديالى، أو ما يسمى بإمارة شمال قضاء المقدادية"، مضيفاً أن "أكثر من 100 ارهابي يحملون الجنسيات العربية والأجنبية بحسب المعلومات الأمنية، فضلاً عن إرهابيين عراقيين، بايعوا التنظيم وأصبحوا أدواته التي تقتل الأبرياء وتخرب كل نواحي الحياة بالمحافظة".
وتابع التميمي، أن "استقرار ديالى لن يتحقق إلا بعد تطهير عاصمة داعش التي باتت تصدر الموت والخراب للمناطق القريبة منها"، مستطرداً إلى أنها "تضم مراكز استراتيجية هامة أبرزها سدة الصدور الإروائية ومنظومة طرق زراعية محورية عدة استغلت من قبل داعش في تأمين مصادر الإمداد والتمويل للتنظيم".
ودعا النائب، الحكومة الاتحادية إلى "تكثيف جهودها لإنهاء سطوة تنظيم داعش الارهابي في ديالى لاسيما في المعاقل الرئيسة التي تمثل خطراً على الأمن والاستقرار العام، ومنها قرى شمال المقدادية".
بالمقابل أكد ضابط استخبارات لواء 18 التابع للفرقة الخامسة، النقيب حيدر سعد، في حديث صحفي أن "اللواء فتح بوابات سد العظيم باتجاه نهر الحاوي،الرابط بين ديالى وصلاح الدين، بالاتفاق مع المهندسيين المعنيين"، مبيناً أن ذلك "يهدف لقطع الإمداد عن داعش ومنع تحرك عناصره باتجاه المحافظة مجدداً".
وكشف سعد، عن "العثور على مخبأ تحت الأرض، كان يتخذه قياديو داعش مكاناً للاستراحة"، مؤكداً "وجود الكثير من المشروبات الكحولية والملابس النسائية ووثائق خاصة بالتنظيم".
وتابع ضابط استخبارات لواء 18 التابع للفرقة الخامسة، أن من "ضمن الوثائق التي تم العثور عليها في المخبأ، تشكيل محكمة خاصة بالتنظيم، وأورق قبض بحق من تقام عليه دعوى قضائية في المناطق التي تخضع لسيطرتهم، وأورق مكتوب عليها ابرز أسماء قيادي داعش في صلاح الدين وديالى، أغلبهم أجانب، من الشيشان واندونيسيا وتركيا ومصر وفلسطين، مكتوبة بلغه أجنبية".
واستطرد سعد، أن "المخبأ كان يضم أيضاً مخزناً للسلاح"، وزاد أن "آثار الدماء كانت في كل مكان بذلك المخبأ".
وكان قائد عمليات دجلة، الفريق الركن عبد الأمير محمد رضا الزيدي، أعلن الأربعاء الماضي،(الـ12 من تشرين الثاني 2014 الحالي)، عن تطهير سد العظيم بشكل كامل والقرى المحيطة به من سيطرة تنظيم (داعش) الارهابي ، فيما بيّن إن تحرير السد له أهمية استراتيجية وجغرافية، أكد إن عملية التطهير امتدت لمسافة 110 كم مربع.
https://telegram.me/buratha
