عدت حركة التغيير(كوران) الكردية، اليوم الخميس، أن "خروج" عدداً من أعضائها أو المحسوبين عليها "لا يشكل انشقاقاً" بل حالة "واردة" في مسيرة الأحزاب السياسية، وفي حين بينت أن ذلك لم يكن ناجماً عن خلاف فكري بل بسبب "المصالح الشخصية"، اتهمت الأطراف الأخرى بإغراء بعض ملاكاتها وقياديها بالمال والمناصب لكسبهم إليها، واستعمالهم "كورقة انتخابية" ضدها.
وقال مسؤول إعلام فرع أربيل لحركة التغيير، ريبين عمر، إن "خروج عدداً قليلاً جداً من أعضاء الحركة وانضمامهم إلى الأحزاب الأخرى، لا يعد انشقاقاً بل حالة واردة بالعمل السياسي لاسيما أنه لم يكن ناجماً عن خلاف فكري بل بسبب المصالح الشخصية"، مشيراً إلى أن هنالك "أعضاءً من الأحزاب الأخرى انضموا إلى الحركة مؤخراً ومنهم عضو أحد فروع الحزب الديمقراطي الكردستاني".
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني (اليكيتي)، بزعامة رئيس الجمهورية، جلال طالباني، أعلن خلال الأيام الماضية، أن عدداً من كوادر حركة التغيير واثنين من قياديها، هما عثمان بانيماراني الذي يعد من مؤسسي كوران، وشيخ جنكي ساليي، التحقوا بصفوفه، عازياً ذلك إلى احتجاجهم على اتفاق الحركة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي)، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، على تشكل الكابية الثامنة لحكومة الإقليم.
وأضاف عمر، أن "عثمان بانيماراني، لم يكن يشغل أي منصب سياسي في الحركة، كونه أحد نشطائها، إما شيخ جنكي، فقد ابعدته الحركة من مجلسها الوطني منذ أربعة أشهر لقيامه بفعل غير مقبول بحق المقر الرئيس للحركة في أربيل"، نافياً "انشقاق اثنين من مسؤولي دوائر الحركة، كونهما لم يعلنا عن ذلك رسمياً".
وأوضح مسؤول إعلام فرع أربيل لحركة التغيير، أن "الشيخ جنكي نفسه، لم يعلن لحد الآن عن انضمامه إلى اليكيتي، بعكس عثمان بانيماراني الذي فعل ذلك"، عاداً أن ذلك "يشكل ورقة تستعمل ضد الحركة في الحملة المحمومة التي يشهدها إقليم كردستان حالياً لانتخاب أعضاء مجالس محافظاته فضلاً عن ممثليه بالبرلمان الاتحادي".
وذكر عمر، أن "بانيماراني بحسب معلومات الحركة، كان على علاقة سرية مع اليكيتي، إما شيخ جنكي فإنه لم يتقبل العقوبة التي نالها بسبب فعلته"، متهماً "الأطراف السياسية الأخرى بتقديم الإغراءات بالمال والمناصب لملاكات الحركة وكوادرها لإعادتهم إلى صفوفها".
واعتبر مسؤول إعلام فرع أربيل لحركة التغيير، أن "التضخيم الإعلامي للموضوع غير مبرراً لاسيما أن خروج بعض ملاكات الأحزاب السياسية حالة واردة تحدث باستمرار، برغم أنها قليلة جداً في كوران"، مدللاً على ذلك بأن "الأيام القليلة المضية شهدت انضمام عضو أحد فروع البارتي إلى الحركة، وأن كثيرين من أعضاء القوى السياسية المنافسة يتصلون بالحركة يومياً طالبين الالتحاق بصفوفها".
وأكد عمر، أن "كوران على أتم الاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة، سواء على صعيد البرلمان الاتحادي أم مجالس محافظات الإقليم، وأن وضعها السياسي أصبح اليوم، أقوى بكثير من ذي قبل، بل ولا يمكن مقارنته معه"، لافتاً إلى أن "الخوف الذي كان لدى المواطن من الانتماء لكوران قد تبدد بعد أن أصبحت في مرحلة المشاركة في حكومة كردستان".
وأعرب مسؤول إعلام فرع أربيل لحركة التغيير، عن أمله بأن "تحقق كوران نصراً كبيراً في انتخابات الثلاثين من نيسان 2014 الحالي، تغير من خلاله موازين القوى في الإقليم وإعادة رسم الخريطة السياسية فيه".
يذكر أن الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحركة التغيير، أعلنا الخميس الماضي،(الـ17 من نيسان 2014 الحالي)، عن توصلهما إلى اتفاق نهائي بشأن تشكيل الكابينة الثامنة لحكومة إقليم كوردستان، في حين لم يتم ذلك بين البارتي واليكيتي حتى الآن.
وتعد موافقة كوران على المشاركة في الحكومة الكردستانية، سابقة كونها كانت تشكل حجر الزاوية في المعارضة السياسية بالإقليم، وطالما رفضت مثل تلك المشاركة منذ عام 2009، مثلما تشكل خطوة سيكون لها تداعياتها على العلاقة "الاستراتيجية" بين البارتي واليكيتي، بحسب المراقبين.
وكانت الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان، التي جرت في (الـ25 من أيلول 2013 المنصرم)، قد أسفرت عن فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ38 مقعداً من أصل 111، والتغيير 24 مقعداً والاتحاد الوطني الكردستاني بـ18 مقعداً.
https://telegram.me/buratha