النجف الأشرف-15/6/2007ان فاجعة سامراء انتهكت أعظم مقدس ديني عندنا وجرحتنا في مقدساتنا الدينية قبل واقعنا السياسي، إنها مصيبة كبيرة أليمة احترقت لها قلوب المؤمنين، هذا ما جاء في الخطبة السياسية التي ألقاها إمام جمعة النجف الأشرف سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي(دامت بركاته) في مراسم صلاة الجمعة التي حضرها السادة فضلاء الحوزة العلمية وأبناء العشائر وأهالي النجف الأشرف والأقضية والنواحي التابعة للمحافظة.
وأضاف: لا ندري أنقدم العزاء لرسول الله(ص) أو الخجل حيث يصاب أولاده ولا نستطيع ان ندافع عنهم، فليت الموت أعدمنا الحياة. وإنا لله وإنا إليه راجعون ونحتسب ذلك عند الله، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل أعداء أهل البيت(ع).اللهم لا تغضب علينا فنحن الشيعة مظلومون ولا تعرض بوجهك الكريم عنا ولا تنزل علينا نقمتك وانزلها على أعداء المؤمنين. وتابع: بعد وقوع هذا الحادث الإجرامي الكبير تبادل الوهابيون التهاني والتبريكات حيث جاء تنفيذا لعبد الله بن جبرين الذي أصدر أمراً قبل ثلاثة أشهر بالإجهاز على ما تبقى من مرقدي الإمامين العسكريين(ع) بعكس قوله تعالى(في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها أسمه) فعندهم يجب ان تهدم هذه البيوت. وقد وصف القرآن الكريم عملهم هذا بقوله تعالى(ومن أظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم ان يدخلوها إلا خائفين) وأضاف: هؤلاء يجب ان يلاحقوا، لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
وأشار إمام جمعة النجف الأشرف إلى الأهداف التي استهدفها الإرهابيون الحاقدون من وراء هذه الجريمة الكبرى المتمثلة في هدم منارتي مرقد الإمام العسكري(ع) وأجملها في:أولاً:إطفاء نور أهل البيت(ع) بهدم مراقدهم مؤكداً انهم سيعجزون عن تحقيق ذلك فأن هذا النور لا يطفأ حتى لو أجتمع أهل الدنيا (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره) فأين الذي قتل الإمام الهادي؟ثانياً: جر الشيعة إلى فتنة طائفية وقال رداً عليهم: ليعلموا ان الشيعة بفضل مراجعهم وكياناتهم لا ينجرون للفتنة الطائفية وهذا قرار نهائي، فلا للفتنة الطائفية في العراق، والشعار هو شعار الوحدة. ليعرف أبناء السنة إننا لا نتهمهم في هذا الحادث والشيعة رغم الجراحات هم أهل الرحمة وينثرون الورد لكل البشرية.ثالثاً: توجيه ضربة للشيعة وإيلامهم والشماتة بهم وقد أصابوا هذا الهدف ولكن نقول:
وقل للشامتين بنا أفيقوا****سيلقى الشامتون كما لقينا
فأن الدول العربية التي تتآمر على العراق أخذت تذوق طعم الإرهاب.رابعاً:إسقاط التجربة العراقية حتى تسود الفوضى في العراق ويعود إلى ما كان عليه. مؤكداً أنهم سوف لا يصلون إلى ذلك، فان العراقيين لا تنهار إرادتهم وسينتهي الإرهاب والفوضى في العراق الجديد، وسوف لا تنجح أي مؤامرة داخلية أو خارجية، إذ تلاحظون ان عشائر الأنبار وديالى وصلاح الدين وأبناء السنة أخذوا يشعرون بأن القاعدة والإرهابيين هم العدو وليس الشيعة وحصل تحالف بين العشائر، وليعلم الإرهابيون ان عزيمة العراقيين في تصاعد ولا عودة للماضي، ولا يمكن الطعن بالإرادة العراقية في بناء العراق الجديد. انهم سوف لا يحققون شيئا من أهدافهم.
وعن المسؤول عن هذه الجريمة النكراء قال السيد القبانجي بأن ثلاثة أجهزة حكومية تتحمل المسؤولية إلى جانب التكفيريين والصداميين وتساءل عن غيابها وعدم إنجاز الحكومة شيئاً للمرقد الشريف منذ أكثر من سنة وأعتبر القوى الحكومية الأمنية مقصرة بهذا الشأن حيث لم تستطع حماية المرقد، والمسؤول الثاني هو قوى الاحتلال حيث إنها تتفرج تجاه العمليات الإرهابية وتعد بشن هجوم على الإرهابيين ولكنها لا تفعل شيئاً بل تفرج عن الإرهابيين وهي غير صادقة في إطفاء نار الفتنة والإرهاب ان لم نقل إنها وراء الإرهاب حيث أصبحت معتقلاتها مكانا لتبادل الخبرات بين الإرهابيين وتمد إليهم يد المصافحة.
والمسؤول الثالث هو الدول الإقليمية التي ترعى الإرهاب وتتآمر على العراق وقد أخذت بعض العواصم تخطط لإجهاض المشروع العراقي الجديد وتحتضن الإرهابيين وتعمل معهم جبهة وتساءل: ما معنى ان تصدر هذه البلدان برقيات تعزية بهذا الحادث الإجرامي ولكنها تتآمر علينا مع أعدائنا؟
وعن الموقف تجاه ما حدث أكد سماحته ان الشعب العراقي قد أختار طريقه ولا تراجع ودعا إلى التحالف الوطني بين السنة والشيعة والكرد وبذلك سوف تحل مشكلات العراق مرحباً بالسنة الذين مدّوا أيديهم إلى ذلك ودعا جميع ألأحزاب والمؤسسات والسنة الشيعة أخيراً إلى ضرورة العودة إلى الله وترك الأنا والمحاصصة والدنيا.وحذر سماحته من نزول النقمة الإلهية فيما إذا بقى الفساد الإداري وبعض الوزراء المهملين والاختلاف الداخلي. هذا وكان السيد القبانجي قد أشار وفق نظرية الولاية بين المؤمنين(المؤمنون بعضهم أولياء بعض)إلى آداب التعامل بينهم منها استحباب السلام وعدم الابتعاد عن الناس والمصافحة والاعتدال في المزاح وحفظ السر واحترام الكبير والتسميت للعاطس والرفق في التعامل وان يكون المؤمن ذا فضل على أخيه. ودعا في جانب آخر من خطبته الأولى إلى إحياء ذكرى شهادة سيدة نساء العالمين في كل مكان ومنها بيوت المؤمنين وأشار إلى بركات مجالس الزهراء(ع) منها:
إذهاب النفاق من القلوب وحضور الملائكة ودعائها للمؤمنين في قضاء حوائجهم وشفاء مريضهم والحضور في جنائزهم وزيادة الرزق وإدخال السرور على الله ورسوله وآله الأطهار وأوضح ان مجالس الزهراء(ع) محبوبة لدى الرسول وآله الأطهار وذكر ثلاث روايات عن فضيلة هذه المجالس.
https://telegram.me/buratha