اختار مجلس النواب منح الدكتور محمود المشهداني اجازة مفتوحة على ان يتولى النائب الاول الشيخ خالد العطية مهام وصلاحيات رئيس المجلس لحين انتخاب رئيس جديد وبذلك حسم المجلس تداعيات الاعتراض على قيام حرس الدكتور المشهداني بالاعتداء على النائب فرياد عمر امس الاول. وتم اتخاذ هذا القرار بناء على تعهد جبهة التوافق بان يقدم المشهداني استقالته من رئاسة المجلس في وقت قريب. ويعد هذا الالتزام مانعا لذهاب البرلمان الى خيار الاقالة أو حجب الثقة، وصوت على قرار منح المشهداني اجازة مفتوحة 113 من اصل 168 نائبا في جلسة مغلقة امس. وابلغ النائب عن الائتلاف سامي العسكري”الصباح “ بان جبهة التوافق تعهدت بتقديم مرشح جديد خلفا للمشهداني خلال اسبوع مشددا على ضرورة ان تطرح الجبهة مرشحا كفوءا يحظى باجماع المجلس. وبين ان مسألة تغيير رئيس البرلمان ممارسة دستورية تتيح اقالة اي من الرئاسات الثلاث.
وبحسب المراقبين فان جبهة التوافق ربما ستواجه بعض الصعوبات في الاتفاق على المرشح الجديد وتتجه الانظار الى النائب حسن ديكان عضو مجلس الحوار احد مكونات الجبهة الثلاثة الذي ينتمي اليه المشهداني. وفي حال تم ترشيح ديكان فان الجبهة لن تواجه اية صعوبات، وكذلك الامر في ترشيح رئيس ما يسمى بمجلس الحوار الارهابي الطائفي خلف العليان الذي تردد اسمه بالرغم من الاعتراضات الكبيرة على توليه رئاسة مجلس النواب. وتقول تسريبات داخل جبهة التوافق: ان النائب اسامة التكريتي من الحزب الاسلامي وعز الدين الدولة من المستقلين داخل الجبهة يحظيان بالقبول وان اسميهما ترددا بقوة. من جانبه كشف الناطق باسم جبهة التوافق سليم عبد الله ان الجبهة ستقوم خلال الفترة المحددة بترشيح البدلاء ومحاورة الكتل الاخرى لاختيار رئيس جديد لمجلس النواب. وبين لـ"الصباح" انها تتروى بمسالة الاختيار من خلال وضع اليات وضوابط محددة لاختيار المرشحين بغض النظر عن المكونات التي ينتمون اليها داخل الجبهة.
وكانت جلسة الامس قد سبقتها لقاءات ومباحثات مكثفة من قبل بعض الكتل السياسية حيث التقى وفد يمثل الائتلاف ويرأسه النائب الشيخ جلال الدين الصغير بوفد يمثل التوافق لبحث اخر تطورات مسالة تغيير المشهداني في اعقاب اعتداء بعض افراد حمايته على النائب بالائتلاف فرياد عمر حيث اشارت مصادر برلمانية الى انه تم ايداع افراد الحماية الذين اعتدوا على النائب في السجن تمهيدا لاحالتهم الى القضاء. ولم يحضر رئيس مجلس النواب محمود المشهداني جلسة أمس او حتى الى مجلس النواب بصورة كلية الا ان الجلسة شهدت اراء متفاوتة من قبل النواب حيث رات بعض الاطراف ضرورة تنحيته فورا والتصويت على ذلك بينما رات اطراف اخرى ومن ضمنها جبهة التوافق منحها وقتا لاختيار البديل فيما راى عدد من النواب ضرورة الاستماع الى وجهة نظر الدكتور محمود المشهداني كما ان بعض الكتل السياسية حاولت مناقشة مسالة الرئاسات الثلاث بصورة كلية الا ان هذا الاتجاه بدا ضعيفا ولم يحصل أي توافق بشانه.
وترى كتلة التحالف الكردستاني ان مسالة تغيير المشهداني امر يتم عبر اليات دستورية ضمن اجراءات تطال أي برلماني لا يؤدي دوره بشكل مطلوب. وقلل النائب عن التحالف عبد الباري زيباري من المخاوف بشان تاثير ذلك في قرارات مجلس النواب وخصوصا في القوانين المهمة التي ينتظر تشريعها حيث ان الصلاحيات التي ستمنح للنائب الاول الشيخ خالد العطية ستسهل من اداء مهامه عوضا عن وجود الرئيس الاصلي للمجلس لحين اختياره.
وكان مدير المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نفى ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن قيام حماية المشهداني بالاعتداء بالضرب على النائب عن الائتلاف الموحد فرياد عمر. وقال مدير المكتب في بيان: ان عناصر حماية رئيس المجلس تشاجروا مع السيد فرياد بسبب عدم حمله بطاقة التعريف بشخصيته اثناء مرور المشهداني وهو تصرف املته الظروف الامنية وبخاصة بعد تعرض المجلس الى التفجير وقال ايضا: ان المشهداني بعدما علم بالامر استدعى عضو المجلس الى مكتبه واعتذر له عما حصل. واشار مدير المكتب الاعلامي الى ان بعض الجهات آثرت تسييس هذا الحادث العرضي الذي يمكن ان يحدث في هذه الظروف موضحا ان تلك الجهات اعطت القضية الناجمة عن سوء التفاهم حجما لا تستحقه لمقاصد مفهومة للجميع
https://telegram.me/buratha