نقلت صحيفة لوس أنجلس تايمز في تقرير لها ليوم الأحد عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن العراق بات أكبر مصدر لتمويل تنظيم القاعدة في كل من أفغانستان وباكستان. وأشار تقرير الصحيفة إلى أنه على الرغم من أخفاق جهود وكالة الإستخبارات الأميركية الـ (سي اي ايه) في العثور على الأماكن التي يقصدها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فإنها ساعدت في الكشف عن أسباب زيادة عمليات هذا التنظيم ومصادر تمويله.
وأوضح التقرير أن أهم الموارد القادمة من العراق تأتي من التبرعات المقدمة للجماعات المناهضة للقوات الأميركية، فضلاً عن الأموال التي يُحصل عليها من عمليات خطف الأثرياء العراقيين وغيرها من النشاطات الإجرامية . وهذه الاموال هي اساسا دولارات اميركية بكميات متواضعة ـ عشرات الألوف من الدولارات. ويشير حجم الاموال الى ان المبالغ لا تهدف الى تمويل مؤامرات ارهابية كبيرة، ولكن تغطية المصاريف اليومية لقيادات القاعدة و دفع مبالغ لقيادات القبائل وشراء الأمان والمواد الغذائية.وعزز تدفق الأموال وضع زعامة «القاعدة» في وقت تعيد القيادة الأساسية تجميع قواها وتعزيز نفوذها على شبكتها المنتشرة على نطاق واسع. كما يشير الاتجاه الى تغير في اتجاه التدفق التقليدي لأموال القاعدة،.
وقال مسؤولون استخباراتيون إن جهود القاعدة تلقت دعما عبر سحب باكستان في سبتمبر (ايلول) الماضي لعشرات الألوف من أفراد قواتها من مناطق القبائل على امتداد الحدود مع أفغانستان، حيث يعتقد أن بن لادن ومساعده أيمن الظواهري يختفيان. وقبل عام تقريبا كان يعتقد أن قيادة القاعدة تواجه مصاعب مالية. ولكن مسؤولين أميركيين قالوا إن الأموال النقدية المرسلة من العراق قد خففت من تلك المصاعب. وقال مسؤول أميركي كبير في مجال مكافحة الإرهاب إن «العراق ممول كبير بالنسبة لهم». وتعتمد الصورة الناشئة لتمويل القاعدة في جزء منها على معلومات استخباراتية من عملية كبرى شنت العام الماضي لتكثيف الضغط على بن لادن وكبار مساعديه. وكجزء من «زيادة» في العاملين، نشرت (السي آي ايه) 50 من افرادها السريين في باكستان وأفغانستان، وهي زيادة دراماتيكية على عدد ضباط الوكالة الميدانيين الموجودين باستمرار في البلدين. وكان كل الواصلين الجدد قد كلفوا بالمهمة الأساسية لإيجاد ما يسميه مسؤولو مكافحة الارهاب الهدف الأكثر قيمة؛ في إشارة الى بن لادن والظواهري.
وقد حصل تنظيم «القاعدة في العراق» على مساهمات مالية كبيرة ومتزايدة من أماكن أخرى من العالم الاسلامي ـ لأن القتال ضد القوات الاميركية أدى الى تنشيط التبرعات عبر الشرق الاوسط، طبقا لما ذكره المسؤولون.
وأوضح مسؤول مكافحة الارهاب الاميركي.ان «المتمردين يديرون نشاطا كبيرا «سرقة السيارات وخطف الاشخاص وفرض الاتاوات». وقال موظف الوكالة السابق ان نشاطهم كبير للغاية لدرجة ان «نشاط الفدية مقابل الربح في العراق يذكرني بالوضع في كولومبيا والمكسيك في الثمانينات والتسعينات».
وكان المسؤولون الاميركيون قد حصلوا على معلومات حول وضع قيادات القاعدة المالية عندما اطلعت القوات الاميركية على رسالة مطولة بعث بها الظواهري الى ابو مصعب الزرقاوي في عام 2005. وقد اشار فيها لمتاعب مالية، قائلا «لقد انقطع الخط»، وطلب من الزرقاوي تمويلات جديدة.
وقال الظواهري في رسالته «نحتاج الى أموال في الوقت الذي نفتح فيه خطوطا جديدة. ولذا كان في إمكانك إرسال ما يقرب من مائة ألف، فسنكون ممتنين».
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha