الحياة
تبادلت تنظيمات عشائرية في محافظة الانبار الاتهامات، فيما توقع مطلعون ان يساهم صراع هذه العشائر على النفوذ في عودة تنظيم «القاعدة» للسيطرة على المنطقة، وبدأت أطراف سياسية تستغل الخلافات السنية - السنية لتهيئة بدائل لجبهة «التوافق» التي هددت بالانسحاب من العملية السياسية.على الصعيد السياسي، وصل الى بغداد أمس وفدان عشائريان لعقد سلسلة اجتماعات مع الحكومة العراقية لاطلاق حركات سياسية منافسة أو «بديلة» لجبهة «التوافق» السنية، تخللتها اتهامات بالسرقة والاستحواذ على المساعدات الحكومية والمساهمة في إعادة قيادات «القاعدة» الى مدن المحافظة.وقال العميد مخلف ضايع، الناطق باسم «مؤتمر صحوة العراق» (مجلس إنقاذ الأنبار) لـ «الحياة» إن لقاءات المجلس الذي يتزعمه الشيخ ستار أبو ريشة، أحد كبار شيوخ عشيرة البوريشة، مع رئيس الوزراء نوري المالكي ركزت على «محاولة معرفة اسباب تلكؤ مؤسسات الدولة في تقديم الدعم الى عشائر الأنبار التي خاضت صراعاً دامياً مع «القاعدة». وأشار الى ان «مجلس الانقاذ» يعمل على ضم غالبية عشائر المحافظة تحت لوائه «للقضاء على الارهاب وجماعاته بشكل نهائي».
ويبدو ان طموح «مجلس إنقاذ الأنبار» الى ضمان الدعم المالي من الحكومة دفعه الى تبني أطروحة «اقليم غرب العراق» المرفوضة لدى القاعدة الشعبية والجماعات المسلحة، على ما يقول شيوخ عشائر لا ينتمون الى المجلس.
وعلى رغم نفي مخلف ضايع طرح قضية الفيديرالية على الحكومة، إلا ان أحد اعضاء مؤتمر «صحوة العراق» أكد لـ «الحياة» ان «المؤتمر سيعمل في حال عدم تقديم الدعم الحكومي له على دفع شيوخ عشائر المنطقة الغربية لتشكيل اقليم».وقال الشيخ عبدالرحمن محمد، «مدير عام مجلس عموم العشائر العربية والعراقية» ان اعضاء «مؤتمر صحوة العراق» مجموعة من «اللصوص والجماعات المسلحة اتخذت من مجلس إنقاذ الأنبار ذريعة لكسب الدعم الحكومي ولتمرير مخططاتها الارهابية». وأوضح أن «مجلس عشائر الانبار لا يعترف اساساً بشرعية مؤتمر الصحوة لأن غالبيتهم (رؤساء المجلس) يتزعمون جماعات للسطو والسرقة تقيم نقاط تفتيش وهمية على طريق بغداد - عمان وبغداد - دمشق لسرقة الحافلات التي تقل المسافرين». واضاف أن «ما أعلنه عبدالستار ابو ريشة عن استقرار الوضع الأمني في الأنبار لا صحة له، فما زالت تنظيمات «القاعدة» تسيطر على معظم المناطق ومن بينها ابو غريب والصقلاوية وذراع دجلة والثرثار والمناطق المحيطة به وعامرية الفلوجة وأجزاء كبيرة من مناطق حديثة وصولاً الى القائم».ويحاول كلا الفريقين الحصول على مئات الملايين من الدولارات كدعم حكومي بالاضافة الى الاسلحة والمراكز الادارية في المحافظة الغائبة عنها اي سلطة رسمية منذ سنوات.وتنتمي معظم عشائر الانبار الى قبيلة الدليم العربية المعروفة، وقد تحالفت عشائر مثل ابو عساف وبوجليب وبوذياب وبعض افراد عشيرة البوريشة لتشكيل مجلس «انقاذ الانبار» بداية عام 2006، فيما يضم مجلس «عشائر الانبار» عشائر البونمر والبوفحل والبوعيسى، والبوذياب من قبيلة الدليم، بالاضافة الى أجزاء من عشائر العبيدي والمحامدة وزوبع.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان زعماء من التنظيمين العشائريين موجودون في بغداد للبحث مع أوساط حكومية «لتهيئة الاجواء لاعلان كيانات سياسية تشكل بدائل لجبهة «التوافق» السنية التي هددت قبل اسبوعين بالانسحاب من العملية السياسية اذا لم تنفذ حكومة المالكي مطالبها بتوسيع نطاق مشاركتها في القرار السياسي والأمني».ويؤكد مقربون من مجموعات مسلحة ان مجلسي العشائر، وجبهة «التوافق» تتنافس على اقناعها بالمصالحة الوطنية في سباق الغرض منه اثبات قدرة تلك الاطراف على التأثير في قرار المقاومة المسلحة. وتستدرك المصادر ان الجماعات المسلحة الرئيسية غير معنية بتحركات زعماء عشائر الانبار لكنها ليست في معرض الاصطدام معها.
https://telegram.me/buratha