العراقيون هم أصحاب القرار وهم يبنون الإستراتيجية السياسية، جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة العبادية السياسية التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الأشرف بإمامة العلامة سماحة السيد صدر الدين القبانجي (دام ظله) إمام جمعة النجف الأشرف حيث تحدث عن حركة البناء في العراق الجديد رغم المحنة من خلال ثلاثة مشاهد:المشهد الأول: الدستور , مشيرا إلى المواضيع التي طرحت للتعديل فيه كقضية إجتثاث البعث والفيدرالية وتوزيع الثروات الوطنية وغيرها.مؤكدا على ان الشعب هو صاحب القرار فأي تغيير في الدستور يجب ان يعرض على الشعب.وأعلن عن رفض أية ضغوط في عملية تعديل الدستور . مؤكدا ان اتخاذ القرارات يجب أن يكون على أساس الحقوق المتبادلة حيث أشار سماحته الى ان هناك قلقا متبادلا قائلا: يجب ان تدرس المواقف دراسة تفيد الجميع، ودعا المسؤولين الى إزالة هذه المخاوف.
وتطرّق سماحته إلى احتضان العراق للمباحثات الأمريكية الإيرانية حول الشأن العراقي في المستقبل القريب قائلاً: نحن نعتبرها نقطة نوعية متقدمة وتمثل الخطوة الأولى من نوعها. مؤكدا بهذا الشأن ان الشأن العراقي هو ملك للشعب العراقي وهو صاحب القرار فيه قائلا: ليكن الشعب هو أساس القرار. وأعرب عن أمله بانتهاء هذا الحوار إلى ميثاق سلام بين أمريكا وإيران حيث ان المنطقة تقف على فوهة بركان.
المشهد الثاني: التعديل الوزاري, حيث قال سماحته: نحن مع التعديل الوزاري ونقرأ كعملية سياسية متقدمة. وأوضح أن الانسحاب حالة حضارية متقدمة وأضاف: ان الشعب ينتظر من الأسماء المرشحة ان يقرأ فيها الاستقلالية والكفاءة، مؤكدا لا يجوز ان نقرأ العراقيين بالعين المأساوية قائلا: ان العراق يشهد عملية بناء سياسي فريدة من نوعها في المنطقة. وأشاد امام جمعة النجف الاشرف بإقامة ذكرى سنوية للمقابر الجماعية قائلا: إننا لا زلنا نئن من آلام المقابر الجماعية. وطالب سماحته الحكومة بتعويض ذوي الشهداء بقطع أراضي أو مرتبات وغيرها.
وحول محنة الإرهاب وعدم الاستقرار الأمني قال: ان خطة فرض القانون حققت نجاحات نسبية. وان الإرهاب أصبح يلجأ إلى الموصل وديالى ويجب ملاحقته، مضيفا إلى ان ديالى تئن من سطوة القاعدة والمتسللين من دول أخرى وانتقد سماحته القوات متعددة الجنسيات لانها تتعامل مع الإرهابيين بعطف. وضم سماحته صوته إلى صوت أهالي ديالى والموصل والأنبار وطالب الجهات المسؤولة الوقوف موقفا جادا ضد عناصر الإرهاب كما دعا أهالي ديالى للدفاع عن أنفسهم وعن أراضيهم.ودعا السيد القبانجي إلى أحتضان المهجرين الذين يسكنون النجف الأشرف وغيرها وضرورة إسنادهم حكومة وشعبا.
المشهد الثالث: محنة الخدمات: أكد ان حيث يواجه العراق نقصاً حادا في الطاقة الكهربائية وان على المسؤولين ان يعملوا ليلاً ونهارا من أجل هذا الشعب وقال: ان الشعب أمانة في أعناقكم. وتحدث سماحته عن الخلافات الداخلية التي شهدتها بعض المحافظات مؤخرا طالبا منهم نبذ هذه الخلافات ودعا إلى وحدة الكلمة والابتعاد عن الصراعات الجانبية. و عدم تسييس الخدمات. وقد تحدث سماحته في خطبته الأولى عن أثر التقوى على المؤمنين في ان لا يقدموا أمرا أو رأيا بين يدي الله قائلا: ان مصدر التشريع الإسلامي عبارة عن القرآن والسنة ، وانه لا يجوز ان نقدم تشريعا مخالفا للكتاب والسنة قائلا: فلا يمثل الشريعة الإلهية ولا نقص فيه ولا خطأ، مشيرا إلى مصدرين من مصادر التشريع هما :المصدر الأول: دائرة التشريع المدني وهو متحرك وليس فيه إشكال بشرط ان لا يخالف كتاب الله.المصدر الثاني: دائرة التشريع الديني وهو الثوابت في الشريعة.
وانتقد سماحته الدين العلماني الذي يعني القبول بالعقيدة الدينية من جهة ورفض تشريعاتها المتمثلة بالخروج عن ثوابت الإسلام من جهة اخرى قائلا: الإسلام شريعة ونظام كما هو عقيدة وفكر.
وفي مناسبة ولادة زينب بنت علي(ع) في 5جمادى الأولى قال: السيدة زينب كانت تمثل رمزا في الحركة الإصلاحية. ان أهل البيت(ع) كلهم كانوا رموزا في حركة الإصلاح وفي خط المعارضة والتغيير. ودعا سماحته المثقفين والكتاب والباحثين الى اعادة قراءة التاريخ وكتب الحديث. ونقد أسانيد الروايات قائلا: نحن نحتاج إلى الإصلاح في واقعنا الإجتماعي ولكن على الطريقة الإسلامية وليس الغربية. مشيرا إلى ان بعض الدول لا زالت تمنع المرأة من ممارسة بعض حقوقها ودعا إلى اتخاذ السيدة زينب (ع) مثالاً للمرأة المسلمة وحركتها في المجتمع قائلا: العفاف لا يتنافى مع حضور المرأة في الساحة السياسية والثقافية.
https://telegram.me/buratha