يمر عام على تشكيل أول حكومة منتخبة في تأريخ العراق الحديث ، وقد حظيت بدعم القوى والكتل النيابية المشاركة في العملية السياسية التي اجمعت على تأييد برنامج الحكومة الذي أعلنه رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي ونال موافقة مجلس النواب والثقة لأعضاء الحكومة .واعتمدت الحكومة مبادرة المصالحة والحوار الوطني كخيار ستراتيجي يكرس ثقافة الحوار والتسامح والتعايش السلمي ونبذ سياسة التهميش والاقصاء والتمييز بما يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية واقامة دولة المؤسسات وفرض سلطة القانون واحترام حقوق الانسان ، وفي هذا الاطار عقدت العديد من المؤتمرات للمصالحة الوطنية التي شاركت فيها منظمات المجتمع المدني والمثقفون والعشائر وعلماء الدين والقوى السياسية والضباط ، كما قدمت الحكومة مشروع قانون المساءلة والعدالة الى مجلس النواب ليكون بديلا عن هيئة اجتثاث البعث ، وقد حرصت الحكومة على احترام استقلالية القضاء ووفرت الظروف المناسبة لضمان محاكمة نزيهة وعادلة للدكتاتور واعوانه الذين حرموا مئات الالاف من شهداء العراق وعوائلهم واقاربهم من ابسط الحقوق . ولم تثن التحديات الامنية التي تواجه البلاد، الحكومة عن مواصلة عملية اعادة البناء والاعمار ، حيث اقرت اكبر ميزانية في تأريخ العراق الحديث ، كما قدمت مشروع قانون الاستثمار الذي اقره مجلس النواب ، و مشروع قانون النفط والغاز ، واطلقت برنامج الاسكان الوطني الى جانب عشرات القرارات التي اتخذتها الحكومة لتحسين الاوضاع الاقتصادية ورفع المستوى المعاشي للمواطنين . و تصدت القوات المسلحة لجميع الخارجين عن القانون في بغداد وباقي المحافظات دون النظر الى خلفياتهم المذهبية والقومية والحزبية ، وعلى الرغم من التضحيات التي يقدمها ابناء الشعب في مواجهة الارهاب الذي يستهدف المواطنين من شتى اتجاهاتهم ويدمر البنى التحتية وقطاع الخدمات ، فان الحكومة وبالاتكال على الله سبحانه وتعالى وثقة الشعب، عقدت العزم على استئصال آفة الارهاب وتفكيك منظماته الاجرامية .وتواصل حكومة الوحدة الوطنية عملية بناء القوات المسلحة على اسس وطنية ومهنية يكون فيها ولاؤها للوطن اولا وليس لطائفة او قومية او حزب ، وقد تمكنت قواتنا المسلحة من تسلم الملف الامني في عدد من المحافظات من القوات متعددة الجنسيات ، وهي اليوم على اتم الاستعداد لتسلم كامل المسؤولية في باقي المحافظات .التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد لم تمنع حكومة الوحدة الوطنية من تطوير علاقات العراق الخارجية ، وقام السيد رئيس الوزراء بجولات شملت العديد من الدول العربية ودول الجوار الاقليمي وعدد من دول العالم افلحت في تطوير علاقات العراق في المجالات المختلفة ، ويعد مؤتمرا العهد الدولي ودول الجوار في شرم الشيخ تظاهرة دولية – اقليمية كبيرة لدعم العراق سياسيا واقتصاديا وامنيا وكان من بين ثمار مؤتمر العهد الدولي اطفاء قسم كبير من ديون العراق واستعداد الكثير من الدول للمشاركة في عملية البناء والاعمار .