اعتبرت كتلة العراقية البيضاء، الخميس، أن الموقف الذي أعلنه الكويتي دحام بن حسان الشمري لا يعبر عن رأي قبيلة شمر العربية "الأصيلة"، مؤكدة أنه تم تفسير تصريحات النائب العراقي كاظم الشمري حول بناء ميناء مبارك بشكل خاطئ، فيما حذرت الكويت من "اندفاع" الشباب العراقي وخطورة التورط في مشاكل لا تستطيع مواجهتها.
وقالت كتلة العراقية البيضاء في بيان صدر عن مكتبها الإعلامي اليوم، إن "البيان الذي أصدره المدعو دحام بن حسان الشمري ونشرته إحدى الصحف الكويتية ينطوي على فهم خاطئ لتصريحات النائب كاظم الشمري التي دعا فيها الحكومة الكويتية إلى فتح صفحة من الحوار الجاد مع بغداد للتوصل إلى حل لأزمة ميناء مبارك الكويتي الذي سيتسبب بأضرار اقتصادية كبيرة على العراق"، مشيرة إلى أنه "لا يعبر عن رأي قبيلة شمر العربية الأصيلة".
وكانت صحيفة "الراي" الكويتية نشرت بياناً يحمل توقيع شخص يدعى دحام بن حسان الشمري يتهجم فيه على النائب كاظم الشمري ويدعي أن قبيلة شمر في الكويت بريئة من تصريحاته الأخيرة حول أزمة ميناء مبارك الكويتي.
وأضافت الكتلة أن "هناك تفسيرات مغلوطة لتصريحات النائب الشمري التي أكد فيها أن الأجهزة الأمنية العراقية قد لا تتمكن من ضبط المجاميع المسلحة ومنعها من شن هجمات على جزيرة بوبيان نظراً لصعوبة السيطرة على بعض المناطق الحدودية بين البلدين في الوقت الحالي"، معتبرة أن "بيان المدعو دحام بن حسان الشمري ليس إلا طمس للحقائق وتغطية غير مبررة للتجاوزات الكويتية على السيادة العراقية".
وكانت وسائل إعلام نقلت عن النائب عن كتلة العراقية البيضاء كاظم الشمري تحذيره من مواصلة استعداء الشعب العراقي، مشيراً إلى أنه يمكن للفصائل المسلحة العراقية اجتياح الكويت بسهولة وتنفيذ عمليات عسكرية في جزيرة بوبيان وفي العمق الكويتي في حال تنفيذ ميناء مبارك، وعندها يكون عذر الحكومة العراقية أن هذه الفصائل خارجة عن القانون.
وفي السياق نفسه، رأت العراقية البيضاء أن "استمرار الإعلام الكويتي في النهج التصعيدي قد يعود بالضرر على الكويت التي قد تخسر فرصة إقامة علاقات طيبة مع العراق وقد لا ترى منا أي تعاطف في المستقبل"، مبيناً أنه "ستوجب على الحكومة الكويتية أن تراعي مصلحة بلادها وشعبها من خلال عدم التورط في مشاكل لا طاقة لها على مواجهتها".
ودعت الكتلة الحكومة الكويتية إلى "تقدير خطورة الموقف في حال استفزاز الشعب العراقي، وخصوصاً الشباب المندفعين بروحهم الوطنية العالية واستعدادهم للتضحية بدمائهم في سبيل صيانة وحدة وكرامة بلدهم".
وكانت لجنة الأمن والدفاع النيابية كشفت، أمس الأربعاء (17 آب 2011)، عن تحركات بحرية "مريبة" يقوم بها الجانب الكويتي داخل الخليج العربي وقبالة الشاطئ العراقي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم بعد تقارير حول التحشيد العسكري في مناطق صفوان والخليج العربي وميناء مبارك إلى الحكومة العراقية، فيما أكدت أنها سترسل لجنة من وزارتي الخارجية والدفاع للإطلاع على عدد تلك القوات وأسباب انتشارها.
وفرضت السلطات الكويتية إجراءات أمنية وقائية مشددة حول موقع ميناء مبارك في جزيرة بوبيان، بعد تعرضها لتهديدات من قبل جماعات عراقية مسلحة على خلفية تنفيذ المشروع، أبرزها كتائب حزب الله في العراق، التي أكد أنها تمتلك ثلاثة صواريخ مطورة بإمكانيات ذاتية، قادرة على ضرب أهداف في العمق الكويتي.
وكان العراق طلب، في 27 تموز الماضي، رسمياً من الكويت إيقاف العمل مؤقتاً في ميناء مبارك، لحين التأكد من أن حقوقه في خطوط الملاحة والإبحار الحر والأمن في المياه المشتركة لا تتأثر في حال تم تنفيذ المشروع، إلا أن الكويت أعلنت عن رفض الطلب، معتبرة أنه لا يستند إلى أي أساس قانوني، كما جددت تأكيدها أن المشروع يقع ضمن حدودها ولا يعيق الملاحة البحرية في خور عبد الله.وكانت وزارة الخارجية الكويتية أكدت، منتصف تموز الماضي، أن مشروع ميناء مبارك سينفذ على أرض كويتية ولا علاقة لأحد به، مبينة أن هذا المشروع الاقتصادي والحيوي سيخدم جميع دول المنطقة ومنها العراق وبعض دول وسط آسيا.
واعتبر وزير النقل العراقي هادي العامري، في 25 أيار الماضي، قرار الكويت بناء ميناء مبارك الكبير قرب السواحل العراقية مخالفاً للقرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن المرقم 833، وفيما أوضح أن الممر المائي العراقي سيكون ضمن الميناء الكويتي، أكد أن في بناء الميناء ظلم كبير على العراق.
https://telegram.me/buratha

