شكا عدد من سائقي المركبات في العاصمة بغداد من "التشديد الصارم" الذي تفرضه مديرية المرور عليهم ومحاسبتهم على عدم اقتنائهم للمثلث المروري ومطفأة الحريق فضلا عن عدم ارتداء حزام الأمان، معتبرين أن الغرامات التي تفرض عليهم "غير منصفة".يأتي هذا في وقت تعيش فيه شوارع بغداد اختناقات مرورية غير مسبوقة بسبب الأعداد الهائلة من السيارات إضافة إلى الإجراءات الأمنية المشددة مثل نقاط التفتيش.وبدأت السلطات المعنية أواخر العام الماضي بإصدار رخص جديدة لقيادة السيارة وتجديد القديم منها بعد انقطاع تام منذ العام 2003، أملا باستعادة النظام في الشوارع التي تعج بالفوضى خصوصا في بغداد وسط تشديدات مرورية وغرامات قد تصل إلى نحو 50 دولارا.ويقول سائق مركبة مدنية يدعى أبو ليث (56 عاما) لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن "الإجراءات جميعها صارمة بحق سائقي المركبات. هناك الكثير من القضايا المرورية تتجاهلها المديرية، كإصلاح الإشارات المرورية ومنح إجازات السوق وتبحث عن المطفأة والمثلث المروري".وتوقفت مديرية المرور العامة عن تسجيل السيارات ومنح رخص القيادة منذ عام 2003.وأضاف أبو ليث "قبل يومين تم تغريمي بمبلغ 30 ألف دينار (نحو 26 دولارا) بسبب عدم حملي للمثلث المروري. هذه الغرامة غير منصفة".ويقول مراقبون إن أفضل طريقة لقيادة المركبات في بغداد لا تكون عبر إتباع أنظمة المرور، إنما التملص بأي شكل من كثرة الازدحام للوصول إلى حيث تريد.ويتوجب على السائقين الحاصلين على رخصة قبل عام 2003، إجراء الفحص الطبي فقط لتجديدها، وإظهار معرفتهم بقانون المرور وإشارات الطرق وأمور فنية، واجتياز اختبار بإشراف مسؤول في شرطة المرور في ساحة مخصصة لذلك عند ملعب الشعب، وسط بغداد.وقال سائق مركبة أجرة واسمه جاسم حميد (26 عاما) إن "اغلب ممن يعملون في سلك المرور لا يعلمون أي شي بعملهم باعتبار أن حزام الأمان يجب إن يرتدى في الطرق السريعة وليس في شوارع مزدحمة طوال اليوم".وأضاف حميد لـ(آكانيوز) أن "أصحاب محال كماليات السيارات بدأوا يستغلون تطبيق الإجراءات المرورية لرفع أسعارهم اتجاه المواطن"، مطالبا رجال المرور بـ"التساهل مع المواطنين لاسيما أصحاب سيارات الأجرة".وقال أبو محمود، صاحب محال لبيع المواد الاحتياطية لسيارات لـ(آكانيوز) إن "هناك إقبالا واسعا وكبيرا من قبل المواطنين لشراء مطافي الحريق والمثلثات المرورية"، لافتا إلى أن أسعارها "ارتفعت من 750 دينارا إلى 5000 دينار بعد صدور القرار".وأضاف أن "الطلب من قبل المواطنين بدء يتجه نحو المطافئ الكبيرة بسبب عدم تقبل رجال المرور للمطافئ الصغير وهذا أيضا عرضنا إلى خسارة كبيرة لاستيراد كميات كبيرة من هذه الأنواع".أما مسؤول دائرة الإعلام في مديرية المرور العامة العميد عمار طعمة فقد قال لـ(آكانيوز) إن "مديرية المرور العامة بدأت بتطبيق التعليمات المرورية وبالتدريج"، لافتا إلى أن "الإجراءات تطبق تدريجيا حتى لا تكون ثقيلة على السائق من اجل النهوض بواقع مروري متطور".وبين طعمة أن "جميع دول العالم المتطورة تطبق هذه الإجراءات وهي جزء من عملنا وعلى جميع السائقين الالتزام بها حفاظا عليهم وعلى أرواحهم ومركباتهم".وكانت مديرية المرور العامة قد انطلقت منذ الشهر الماضي بإصدار البيان رقم 1 لسنة 2011 والقاضي بوجوب احتواء جميع المركبات إلى مواد السلامة المرورية المتمثلة بمطفأة الحريق والمثلث المروري فضلا عن منعها لاستخدام الهاتف المحمول، عند القيادة وإلزام السائقين بارتداء حزام الأمان ما دفعها إلى فرض الغرامات على غير الملتزمين بهذه الإجراءات.
https://telegram.me/buratha

