يعدو هيثم سميع مسرعاً بين أروقة الغرف وهو في حالة هستيرية وتعلو محياه معالم الفرح والبكاء ويردد باستمرار "انتهى، قتل، اليوم عيد"، ويمسك بيديه الحلوى ليبدأ بتوزيعها على من يصادفه والجميع ينظر إليه وسؤال واحد يتردد في البال، "ما الذي حدث".
وعند الاقتراب منه أكثر وسؤاله عن سبب غبطته غير المعهودة، يقول والدموع تملأ عينيه "بن لادن قتل، قاتل العراقيين والبشرية قتل، اليوم عيد، اليوم فرح".
ويتساءل سميع خلال حديثه لـ (آكانيوز) بالقول "فقدت أخا لي وأحد أصدقائي على يد عناصر تنظيم القاعدة الارهابي، وهم لم يقترفوا أي ذنب، هذا التنظيم تسبب بمقتل وتشريد المئات، فكيف بي لا أفرح؟".
وتلقى العالم في وقت مبكر من صباح اليوم، نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة المجرم إسامة بن لادن في هجوم نفذ في مدينة باكستانية قرب العاصمة اسلام اباد للاستخبارات الأميركية بالتعاون مع القوات الباكستانية.
وخرج الرئيس الأميركي باراك أوباما للملأ فجرا ليعلن مقتل بن لادن، وجلب جثته إلى واشنطن، قبل أن يتم التأكد من هويته بعد فحص الحمض النووي DNA.
وذكر أوباما إن "الولايات المتحدة قامت بعملية أدت إلى مقتل أسامة بن لادن قائد القاعدة، الإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء في العالم".
ووصف أوباما العملية التي نفذتها قوات بلاده بالـ"سرية والجريئة"، وأكد أن هذه العملية انتهت دون تسجيل إصابات بالقوة المهاجمة.
فيما يقول علي محمد البكري وهو قانوني لـ (آكانيوز) إن "مقتل بن لادن هو انتصار للإنسانية أجمع، انتصار بمقتل شخص لم يكن يحمل أي معنى للإنسانية، بل كان يحمل كل الكراهية والبغض لبني البشر".
لكن البكري لم يستبعد في الوقت عينه أن يكون بن لابن قد "شمل بالتغيير حاله حال بعض حكام الأنظمة العربية"، لأنه يعتقد أن بن لادن هو "صناعة اميركية".
لكن بديع محمد نجم، وهو تدريسي يتخوف "بشدة" من ردة فعل عناصر تنظيم القاعدة الارهابي لمقتل بن لادن.
ويقول "أخشى من ردة فعل تنظيم بن لادن (القاعدة)، الذي لا يحمل أي مبدأ أو هدف سوى الدمار والقتل، وأخشى أكثر أن تكون أعمالهم وردات فعلهم على الأرض العراقية".
إلا ان "علي" وهو صحفي، رفض الكشف عن اسمه الكامل، يعمل في إحدى الفضائيات العراقية "قلل من مسألة هجمات تنفذها عناصر القاعدة على الارض العراقية، كرد فعل على مقتل زعيمهم".
فيما لم تصدق لبنى سعيد وهي موظفة، نبأ مقتل بن لادن لدقائق قليلة، وقالت لـ(آكانيوز) "في بادئ الأمر لم أصدق ما سمعته عبر المذياع في الصباح بمقتل بن لادن (...)، توقعته خبرا ملفقا، ويخرج مسؤول أميركي بعدها بدقائق مكذبا الخبر".
واضافت بالقول "لكن بعد وصولي مقر العمل تأكدت من الخبر، وشعرت بسعادة كبيرة، بمقتل من تسبب بقتل الكثير من العراقيين بوجه الخصوص بأفكاره الغريبة، وسأوزع الحلوى احتفالا بذلك".
ويرى محللون ان الإعلان عن مقتل بن لادن يعد انجازا كبيرا للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قد يمنحه تعزيزا سياسيا مع سعيه لإعادة انتخابه في 2012، إضافة إلى أنها ضربة رمزية قوية للقاعدة.
https://telegram.me/buratha

