طالب عاملون وموظفون متعاقدون مع مؤسسة شؤون الألغام في محافظة دهوك، الأربعاء، بتثبيتهم على الملاك الحكومي الدائم، فيما أكدت المؤسسة دعمها تلك المطالب، خصوصاً في ظل التحديات التي يواجهونها من أجل حماية المواطنين من خطر الألغام والمتفجرات.
وقال أحد العاملين في مجال إزالة الألغام بيار يوسف في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "معظم العاملين في مجال إزالة الألغام تم توظيفهم وفق نظام العقود منذ سنوات عدة"، داعياً الجهات المعنية إلى "النظر في توظيفهم على الملاك الحكومي الدائم لضمان مستقبلهم".
وأضاف يوسف أن "هؤلاء يخاطرون بحياتهم من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين لذلك فهم يستحقون العناية"، مشيراً إلى أنه "بدأ العمل في مجال إزالة الألغام عام 2000، وفقد يده اليمنى بانفجار لغم حاول انتزاعه من الأرض، والآن لا يستطيع ممارسة مهنة أخرى بسبب الإعاقة".
وأوضح يوسف أن "العديد من العاملين والموظفين في مجال إزالة الألغام فقدوا أرواحهم أو أعضاء من جسدهم خلال عمليات نزع الألغام والمتفجرات ومن حقهم ضمان مستقبلهم".
من جهته، ذكر مزيل الألغام سعدون إدريس لــ"السومرية نيوز" أن "جميع الكوادر في مجال الألغام تعمل في ظروف صعبة تصل إلى أكثر من سبع ساعات يومياً وسط حقول الألغام والمتفجرات"، لافتاً إلى "حياة العاملين معرضة للخطر".
وأشار إدريس إلى "أننا نعمل منذ العام 1998 في هذا المجال وفق العقود السنوية، وأي شخص يصاب أو يتعرض لمرض يتم إبعاده عن العمل ويخسر سنوات خدمته"، مطالباً "الجهات المعنية بتعيننا كموظفين رسميين على الملاك الحكومي الدائم كي نحصل على الامتيازات والمستحقات المخصصة للموظفين".
من جانبه، اعتبر المدير الميداني لمنظمة M.A.G المختصة بنزع الألغام وريا مصطفى في حديث لــ"السومرية نيوز"، إن "ما يقدمه العاملون في مجال نزع الألغام لا يقل أهمية عن أي عمل آخر، فضلاً عن المخاطر التي يواجهونها من أجل حماية المواطنين من خطر الألغام والمتفجرات"، معتبراً أنه "من حقهم التمتع بحقوقهم وضمان مستقبلهم".
وأشار مصطفى إلى أن "عدم تثبيت العاملين على الملاك سيؤدي إلى تراجع تعيين العاملين في هذا المجال ويدفعهم إلى البحث عن عمل آخر مما يلحق الضرر بعمليات نزع الألغام خصوصاً أن إقليم كردستان بحاجة إلى جهود كبيرة للقضاء على خطر الألغام".
يدوره، ذكر مدير مؤسسة شؤون الألغام في دهوك عوينان يوسف في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "أسلوب التوظيف في مؤسسة الألغام يتم وفق نظام العقود"، مؤكداً "دعمه توظيف العمال وكوادر المؤسسة على الملاك الدائم". واعتبر يوسف أن مطالب العمال والموظفين "مشروعة"، داعيا إلى النظر فيها بأسرع وقت ممكن".
وتشير مصادر مطلعة إلى أن عدد الضحايا من العاملين في مجال إزالة الألغام في إقليم كردستان يقدر بأكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح. وتشير المعلومات المتوفرة في مؤسسة الألغام إلى أن 776 كم مربع من أراضي إقليم كردستان ملوثة بالألغام والمتفجرات، كما تم تشخيص 3149 حقلاً مزروعاً بالألغام، غالبيتها موزعة على الحدود مع إيران وتركيا وسوريا، ويعود معظمها لفترة الحرب العراقية والإيرانية وحرب الخليج الأولى.
يذكر أن منظمات دولية مختصة تعتبر أن العراق يحوي على ربع عدد الألغام المزروعة في العالم، وتشير تقديرات غير رسمية إلى وجود بين 10 و11 مليون لغم في إقليم كردستان، فيما تؤكد مصادر في وزارة البيئة العراقية وجود أكثر من 25 مليون لغم في عموم العراق، حيث زرعت معظم تلك الألغام خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثماني سنوات وحرب الخليج الأولى عام 1990.
https://telegram.me/buratha

