شكا آلاف المستفيدين من اعانات شبكة الحماية الاجتماعية في محافظة نينوى، الاربعاء، من عدم استلام رواتبهم منذ اشهر، في حين عزت دائرة الرعاية الاجتماعية اسباب التوقف الى قرار من العاصمة بغداد، حمل مجلس المحافظة شبكة الرعاية الاجتماعية مسؤولية التأخر في صرف رواتب المستفيدين
وقال المواطن المعاق اسعد ياسين في حديث لـ "لسومرية نيوز"، "أنه عاجز عن العمل، ولم يستلم راتباً ليعيل به اسرته الكبيرة منذ تسعة اشهر".
وناشد ياسين المسؤولين "الالتفات الى الفقراء والمعدمين والمظلومين وتسليمهم رواتبهم ومستحقاتهم المالية المتأخرة باسرع وقت ممكن".
من جانبه قال المواطن الياس هاشم إن "عمره ستون عاماً ويعاني من امراض عدة، وصعوبة كبيرة في مراجعة دائرة الرعاية للحصول على راتبه الشهري المتأخر بسبب انتقاله في كل مرة من القرية إلى الموصل".
وتساءل هاشم في حديث لـ "السومرية نيوز "هل من العدالة بشيء أن يتسلم بعض المسوؤلين رواتب تصل الى عدة ملايين شهريا، ويحرم الفقراء والمرضى من راتب شهري بالكاد يصل الى 100 الف دينار في ظل اوضاع معيشية صعبة".
بدورها قالت المواطنة ام محمد إن "زوجها متوفي ولديها طفل معاق وتسكن في منزل تستاجره وليس لديها اي معيل ولم تستلم الراتب منذ عدة اشهر"، متسائلة كيف اعيش؟ والى من اتوجه؟
وطالبت ام محمد في حديث لـ "السومرية نيوز"، المسؤولين بالرأفة بالمواطنين الذين تحملوا التحديات والتهديدات وانتخبوهم ليصلوا الى مناصبهم الحالية".
من جهته قال مدير دائرة الرعاية الاجتماعية في نينوى طه ياسين النعيمي لـ"السومرية نيوز" ، إن "توقف صرف رواتب شبكة الحماية الاجتماعية للمستفيدين منها من العجزة والمرضى والارامل والمطلقات وغيرهم والبالغ عددهم 60 الف مستفيد منذ شهر آب 2010، تم بعد زيارة قامت بها لجنة من مكتب المفتش العام لوزارة العمل والشوؤن الاجتماعية، واكتشافها بعد التدقيق في أضابير الدائرة خللاً في قرارات اللجان الطبية المتعلقة بمعاملات عدد من المستفيدين"، مبيناً أن "الدائرة ستعمل على صرف الرواتب بعد تدقيق جميع المعاملات من قبل اللجان الطبية".
وأضاف النعيمي ان "رواتب الحماية الاجتماعية تصرف في الوقت الحالي لشرائح اجتماعية محددة وهي الشيخوخة المتقدمة من عمر 65 فما فوق، والطالب المتزوج، واليتيم القاصر"، لافتا الى أن "امراً رسمياً ورد إلى الدائرة يطالب بالتوقف الفوري عن صرف معاملات المستفيدين الى حين التدقيق في كافة المعاملات".
بدوره حمل نائب رئيس مجلس محافظة نينوى دلدار الزيباري دائرة الرعاية الاجتماعية في المحافظة مسؤولية تاخر صرف رواتب المستفيدين من شبكة الحماية الاجتماعية"، مؤكدا "وجود سلبيات تكتنف عمل هذه الدائرة".
وانتقد الزيباري في حديث لـ "السومرية نيوز"، وزارة العمل والشوؤن الاجتماعية "لعدم تواصلها مع الادارة المحلية في نينوى، واتخاذها قرارات قاسية أدت الى التأخير في صرف رواتب شرائح اجتماعية معدمة، ما خلف آثارا اجتماعية سلبية" بحسب قوله.
وتابع أن" الحكومة المحلية في المحافظة ااتخذت اجراءات لتوزيع اعانات شهرية على الارامل والمطلقات"، مشيرا الى ان "الايام القادمة ستشهد لقاءات مع اللجان الطبية في نينوى لتدقيق المستفيدين وفرز الطارئين من غير المستحقين لرواتب الشبكة".
وكانت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بدأت نهاية العام 2005، بتطبيق برنامج شبكة الحماية الاجتماعية الذي يمنح إعانات مالية يبلغ حدها الأدنى 50 ألف دينار عراقي شهرياً، فيما يبلغ حدها الأعلى 150 ألف دينارعراقي شهريا، وتوزع تلك الإعانات على شرائح عديدة في المجتمع مثل العجزة والأرامل والأيتام والمطلقات والعاطلين.
يذكر أن برنامج شبكة الحماية الاجتماعية في محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل، نحو 405 كم شمال بغداد، لم يحقق الأهداف الرئيسة التي شكل لأجلها حيث بلغت نسبة ملفات الفساد المالي فيه درجة كبيرة وتم الكشف عن المئات من الأسماء الوهمية خلال السنوات الماضية
https://telegram.me/buratha
