اعلن مسؤول أميركي الخميس مقتل زعيم حركة طالبان في باكستان بيت الله محسود. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته "هناك عدة اسباب تجعلنا نعتقد ان مسعود قد قتل ولكن لا يمكن في المرحلة الراهنةت تأكيد هذا الامر تماما". وفي حال تأكد مقتل محسود سيكون نصرا لواشنطن التي عرضت مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لاعتقال بيت الله محسود حيا او ميتا في حين وعدت اسلام اباد بتقديم 615 الف دولار من اجل ذلك.
ويتهم محسود بانه وراء عدد كبير من العمليات الانتحارية في البلاد منذ تموز/يوليو 2007 (حوالى الفي قتيل). وقصف الأميركيون بشكل مستمر خلال الاشهر الماضية منطقة وزيرستان الجنوبية، معقل حركة طالبان باكستان.
وكانت الزوجة الثانية لمسحود قد قتلت بصاروخ أميركي صباح الاربعاء في المناطق القبلية بشمال غرب باكستان. ومن ناحيتها، نقلت محطة التلفزيون الأميركية "اي بي سي" عن مسؤولين أميركيين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم قولهم انه لا توجد ادلة مادية ولكن "مؤشرات" تشير الى ان محسود قد قتل.
ونقلت وكالة "رويترز" عن اقبال محسود قريب زوجة محسود" بيت الله بخير وعلى قيد الحياة" بعد بعد سقوط صاروخين يعتقد أن طائرة أميركية بلا طيار أطلقتهما على منزله في وزيرستان شمال غرب باكستان. كما صرح مسؤول محلي في وزيرستان الجنوبية حيث وقع الهجوم "لدينا معلومات مؤكدة بان زوجة بيت الله محسود قتلت في هجوم شنته طائرة أميركية بدون طيار".
وتشكل ولاية وزيرستان الجنوبية القبلية المتاخمة لافغانستان معقلا لحركة طالبان الباكستانية بزعامة بيت الله محسود. كما صرح مسؤول امني باكستاني "اكدت ادارة وزيرستان الجنوبية ان ابنة اكرام الدين وزوجة بيت الله محسود قتلت في اطلاق الصاروخ". واضاف ان الهجوم استهدف بيت الله محسود مباشرة.
كما ادت الغارة الجوية الأميركية، الى مقتل اثنين من المتمردين في المناطق القبلية شمال غرب البلاد، على ما اعلن مسؤولان في قوات الامن. وقال المسؤولان لوكالة الأنباء الفرنسية ان الصاروخ اصاب منزل مولانا اكرم الدين المؤيد لطالبان في قرية لدة في منطقة جنوب وزيرستان المحاذية لافغانستان.
وكان محسود اتخذ احدى بنات اكرم الدين زوجة ثانية له العام الماضي. وقصفت الولايات المتحدة بانتظام في الاشهر الماضية منطقة جنوب وزيرستان الواقعة في المناطق القبلية الباكستانية ذات الحكم الذاتي، والتي تشكل معقلا لحركة طالبان الباكستانية ومقرا لتنظيم القاعدة.
وادت نحو خمسين غارة شنتها طائرات بدون طيار في المناطق القبلية الباكستانية الى سقوط 500 قتيل منذ اب/اغسطس 2008، بحسب حصيلة وضعتها قوات الامن المحلية. ولا تتبنى الولايات المتحدة التي تشكل باكستان حليفا اساسيا لها في حربها على الارهاب، عمليات القصف هذه.
غير ان عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه) والجيش الأميركي المنتشرين في الجانب الاخر من الحدود مع افغانستان هم الوحيدين الذين يملكون طائرات بدون طيار في المنطقة. يشار الى ان بيت الله محسود البالغ من العمر 35 عاما هو نجل داعية اسلامي سني. وبعد ان تلقى علومه في مدرسة قرآنية، توجه الى افغانستان في منتصف التسعينيات للقتال الى جانب طالبان في الحرب الاهلية.
وحتى عودته الى البلاد، كانت طالبان في وزيرستان الجنوبية بقيادة السجين السابق في غوانتانامو عبد الله محسود الذي قتل في تموز/يوليو 2007 خلال هجوم شنه الجيش. وبالرغم من انه لم يكن معروفا في تلك الفترة، فقد تسلم بيت الله محسود قيادة حركة طالبان.
ومع توقيعه اتفاقات سلام مع الحكومة، فتح معسكرات تدريب للمجندين ووسع نفوذه في المنطقة. وفي صيف 2007، شن الجيش هجوما على المسجد الاحمر في اسلام اباد الذي اصبح معقلا للاسلاميين المتطرفين. ورد الاسلاميون بشن موجة من الاعتداءات اودت بحياة حوالى الفي شخص منذ عامين. ونسبت الحكومة الى حركة طالبان باكستان 80% من الاعتداءات ومن بينها مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو في كانون الاول/ديسمبر 2007. وقد تبنت حركة طالبان باكستان عددا من الاعتداءات.
https://telegram.me/buratha