لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية
إن الأحداث المتوالية التي مرت بها المنطقة الشرقية وبالخصوص محافظة الأحساء والتي استهدف بها الكيان السعودي المواطنون الشيعة تشير إلى حملة منظمة ومدروسة ومخطط لها من قبل الكيان الهدف منها تقييد شيعة أهل البيت عليهم السلام ووضعهم في زاوية حرجة وشل نشاطاتهم وسلب حرياتهم . إن سياسة الكيان السعودي هذه والتي عرفت بسياسة التمييز الطائفي والتي أصبحت صفة مميزة له أخذت تنحى منحى خطيراً هذه الأيام وذلك لكثرة الأحداث وتسارعها .
فبعد حملة إغلاق المساجد الشيعية في الأحساء واعتقال القائمين عليها , اتجه الكيان السعودي إلى شن حملة اعتقال طالت العديد من شباب الشيعة والتي ادعى فيها الكيان السعودي بان المعتقلين قد مارسوا أنشطة دينية تخالف أحكام الشريعة الإسلامية تثير النزعة الطائفية حسب اعتقاده وتخالف النسق الديني المتعارف عليه في شبه الجزيرة العربية والذي تفرضه المدرسة الوهابية المتمثلة في مؤسسة آل سعود الدينية التي يتربع على عرشها الكبار من موظفي البلاط السعودي أمثال عبد العزيز آل الشيخ وصالح اللحيدان وعبد الرحمن البراك والذين تخرجوا من المدرسة الوهابية التي تقف بالضد من مذهب أهل البيت عليهم السلام والذي يسبب حالة خوف وهلع لديها .
ففي يوم الاثنين 20 يوليو/تموز 2009 قام الكيان السعودي باعتقال خمسة مواطنين شيعة من محافظة الأحساء من بلدة الرميلة وهم ( بدر حسين الحربي , 19 عاما , السيد مصطفى الحسن , 26 عاما , نظمي بو جبارة , حيدر عبد الله السماعيل , سعود الحداد ) .
وفي 25 يوليو 2009 قامت السلطات الأمنية باعتقال المواطنين السيد مرتضى إبراهيم الهاشم , 19 عاما , والسيد أمين طاهر الهاشم , 38 عاما , من بلدة الرميلة ونقلتهم إلى سجن الأحساء العام وذلك بسبب مشاركتهما في الشعائر الحسينية في شهر محرم من العام الماضي وأفرج عنهم بعد خمسة أيام من السجن.
وفي 27 يوليو 2009 تم اعتقال المواطنين السيد أنور سلمان عبد الله العلي ,17عام , و السيد عبد الله حسين السلمان , 22 عام , ووائل عبد الجليل الشقاق , 21 عام , من بلدة الرميلة بتهمة المشاركة في أنشطة دينية .
وفي 29 يوليو 2009 قامت السلطات الأمنية باعتقال المواطن الحاج حجي حسين الحمد ,51 سنة , من قرية الطريبيل في الأحساء وعلى نفس التهمة .
وفي يوم الجمعة 31 يوليو 2009 قامت مجموعات من المباحث العامة بمداهمة بعض المنازل في بلدة الرميلة واعتقلت خمسة من المواطنين الشيعة وهم : (السيد حسين السيد ناصر العلي , 25 عام , السيد جعفر السيد ناصر العلي 27 عام , يوسف محمد الشلاع , 28عام , السيد عبد الله السيد ناصر العلي , 29عام , صادق حسين الحماد , 36عام ) وعلى نفس التهمة .
وفي يوم الأربعاء 5 أغسطس 2009 داهمت السلطات الأمنية في الأحساء خمسة أماكن تم تحضيرها لإحياء مهرجانات شعبية بمناسبة ميلاد الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) وقامت بتدميرها وتفكيك ونزع جميع مظاهر الزينة المنتشرة في المدينة .
وفي نفس اليوم قامت فرقة تابعة للشرطة وإدارة البحث الجنائي بمداهمة قرية ( بني معن ) ومنعت المواطنين من إقامة مهرجانات احتفالية لنفس المناسبة وهددت القائمين على إقامة المهرجانات بالاعتقال وتم سحب بطاقات هوياتهم وطالبتهم بمراجعة الشرطة.
وفي 1 أغسطس 2009 وعلى أثر ورود رسائل عبر البريد الداخلي لجامعة (الملك فهد) للبترول والمعادن بالظهران تلقاها نحو 8000 من الطلاب حملت بطاقات تهنئة بميلاد الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) برزت في النقاش الالكتروني عبارات تحريضية قام بإرسالها طلاب وهابيون ضد الطلاب الشيعة تطالب بقطع رؤوس الرافضة على حد تعبيرهم .
والجدير بالذكر أن المواطنين الشيعة في شبه الجزيرة العربية وبالخصوص في القطيف والأحساء يحتفلون كل عام وفي منتصف شهر شعبان بميلاد الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) حيث يشارك الآلاف منهم في هذه المناسبة سواء في المساجد والحسينيات أو الشوارع والساحات العامة.
إن ما يعانيه شعب القطيف والأحساء من الشيعة من اضطهاد بسبب عدم انضوائهم تحت مدرسة بني سعود الدينية جعل منهم أمة تعيش تحت غيمة كبيرة من السلوك الديني المنحرف الذي يمارس ضدهم والذي لا يمطر إلا ظلماً وطغياناً يفتح سجلاً مأساوياً ذا صفحات سوداء يضيفها لسجل آل سعود الأسود والمحمل بجميع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان .
تدعو لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية للضغط على الكيان السعودي من أجل الالتزام بمعايير حقوق الإنسان الدولية بما فيها حرية كل فرد في " إظهار دينه أو معتقده في العبادة والممارسة والتعليم" وحثه على التخلي عن أسلوب الإكراه في مسائل الدين أو المعتقد.
كما تحذر لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية من العواقب الوخيمة لممارسات الكيان السعودي الطائفية والتي ازدادت في الأيام الأخيرة والتي لا تخدم الأمن والاستقرار في البلاد ، وكما زعم بالمادة ( 8 ) من نظامه الأساسي للحكم والتي نصت على أن : " يقوم الحكم في المملكة العربية على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية."
https://telegram.me/buratha