تقرر على هامش أشغال الاجتماع الرابع للجنة رؤساء الأركان للدول الأعضاء في الهيكل الذي بات معروفا باسم "قدرة إقليم شمال إفريقيا"، التابع للقوة الإفريقية الجاهزة، المتكونة من دول من مجموعة الساحل والصحراء، تسخير قوة عسكرية مشتركة يصل قوامها إلى خمسة وعشرين ألف جندي، لمواجهة تنظيم القاعدة الارهابي، وتتكون القوة من جيوش من كل من مالي والنيجر وليبيا والجزائر.
وشارك في أشغال الاجتماع الذي اختتم الاربعاء، رؤساء أركان الجيوش لكل من الجزائر وليبيا ومصر وموريتانيا وتونس بالإضافة إلى أعضاء الأمانة التنفيذية لهذه الهيئة، وممثلين عن مفوضية الاتحاد الإفريقي. واعتبر مراقبون أن محاربة ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بقوى وخبرات ذاتية من دول المنطقة يقطع الطريق على إمكانية التدخل الأجنبي لا سيما عبر ما يعرف بهيكل "أفريكوم" المقترح من قبل الولايات المتحدة.ورأوا أن الموضوع من الأهمية بحيث يتطلب مثل هذه الاجتماعات المكثفة وتخصيص حجم هام من القوات المسلحة في منطقة شاسعة جدا، لافتين إلى أنّ الرّقم الرسمي المقدّم عن عدد نشطاء "القاعدة" العاملين ضمن ما يعرف بـ"كتيبة الصحراء" والذي يحصرهم بخمسين مسلحا، هو رقم غير دقيق، لاسيما وأن عدد المنضوين تحت لواء التنظيم من الأفارقة في تزايد مستمر، مما يبقي التعداد الحقيقي مجهولا لدى الحكومات، التي تضاعفت ريبتها من الوضع القائم في إقليم جغرافي صحراوي يشبه المثلث وتشترك في تشكيله حدود كل من مالي والجزائر والنيجر، وتسمى محليا بـ"أفوغارس".وعلى نحو 300 كيلومتر في أقصى شمال شرق مالي يوجد إقليم "توكسامين" الصحراوي، وهو المثلث الذي يعد معقل المتمردين الطوارق الماليين.ومنذ نهاية التسعينات بدأت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال الارهابية" تولي اهتماما متزايدا للمنطقة، بعد محاصرة عناصرها في شمال الجزائر وطردهم منه.وبانضمام الجماعة المذكورة إلى تنظيم "القاعدة" وتحالفها معه، تم تكوين ما بات يعرف بـ"كتيبة الصحراء" التي انتقلت تدريجيا من شمال الجزائر إلى مدن الوادي وغرداية وعين صالح وتمنراست، قبل أن تتوغل في شمال مالي، وكانت المهمة الأساسية ضمان الدعم اللوجستي لكتائبها في شمال الجزائر، ووجد تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ضالته في نشاطات التهريب واختطاف الغربيين في الصحراء. ودرت تلك العمليات على التنظيم الكثير من الأموال التي أسالت لعاب الطوارق حسب بعض التحليلات، إلا أن إبراهيم آغا بهنغا الذي يقود "تحالف الطوارق للتغيير" في شمال مالي نفى بالقطع في تصريحات له أن يكون الطوارق سعوا إلى التحالف مع عناصر "القاعدة".ويتهم باهانغا أجهزة الاستخبارات الغربية وحكومة مالي بالترويج لمثل هذه المعلومات بهدف السيطرة والتدخل في المنطقة.
https://telegram.me/buratha