قال قائد الحرس الثوري الإيراني العميد "حسين سلامي" فيما يتعلق بأخلاقيات الشهيد "قاسم سليماني"، "كان إنساناً قوياً لكنّ السلطة والشعبية اللتان حظي بهما لم تجعلا منه شخصاً مغروراً "، كان يتنقّل بين الناس ويقف في الحافلة ويلتقط الصور معهم، كان حقيقة سيد القلوب
واكد القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي إن "ضربة عين الأسد كانت استكمالاً لقواعد اشتباكنا مع الأميركيين"، لافتا الى اننا "كنا في أقصى حالات الجاهزية لإطلاق صواريخ مدمرة باتجاه القواعد الأميركية الأخرى".
واضاف اللواء سلامي في مقابلة خاصة مع قناة "الميادين" إن الفريق قاسم سليماني كان يحظى بمكانة مميزة في قلوب الإيرانيين والشعوب المظلومة واغتياله كان حادثة صادمة.
و أكّد أنه ليس مقبولاً أن تأتي دولة بعيدة وتقدِم على استهداف قادتنا العظماء في دولة إسلامية، مضيفاً أن إجراء إيران ضد الولايات المتحدة كان دفاعياً بامتياز وهو مشروع وقانونيّ و"حق لنا كان ينبغي أن نحصل عليه".
وأوضح سلامي أن الفريق سليماني دخل العراق بدعوة من مسؤوليه وكان يتنقّل على نحو علني ورسمي وما حدث كان ظلماً واضحاً، كما أن "الرد كان عسكرياً واستراتيجياً بامتياز لأنه كان يجب أن يكون رداً واضحاً قابلاً للفهم ويستطيع كل العالم مشاهدته".
واضاف "كان يجب أن نوقف الأميركيين عند تلك النقطة ونبيّن لهم أن عليهم تغيير حساباتهم في مواجهة إيران"، وأن الأميركيين اعتادوا أن يواجهوا أيّ دولة من دون ردة فعل وهذا الأمر جعلهم يخطئون في حساباتهم مع إيران.
وتابع قائلاً ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدد باستهداف 52 موقعاً في إيران إذا نفذت رداً عسكرياً و"نحن بردّنا نزعنا عن واشنطن هيبتها المصطنعة".
واكد سلامي إن الهدف كان إظهار قوة واشنطن في عمليات الحرب النفسية وقوتها الحقيقية على الأرض وهو غيّر نظرة العالم تجاهها، مشيراً إلى أن هذا الهجوم لم يكن نهاية الرد الاستراتيجي بل هو نقطة البداية لهذا الرد.
واعتبر سلامي أنه ليس هناك هدف في أميركا بوزن الشهيد سليماني، وإذا جمعنا ترامب ومسؤوليه في كفة فسترجح كفة سليماني.
أهدافنا تتمثل في القضاء على الوجود الأميركي في المنطقة
وبحسب سلامي فإن أهداف إيران تتمحور حول انهيار الكيان الصهيوني والقضاء على وجوده وعلى الوجود الأميركي في المنطقة.
وعن اختيار إيران للأراضي العراقية للرد قال "اخترنا أن يكون الرد على الأراضي العراقية لأن هذين الجنرالين العظيمين (سليماني والمهندس) قد استشهدا هناك".
كما شرح بأن إيران كانت مستعدة لمواجهة سيناريوهات الحرب المختلفة مع الولايات المتحدة عقب "عين الأسد" والانتصار فيها .
وفي السياق، أكّد سلامي أن الولايات المتحدة حاولت أن تفرض عزلة سياسية دولية على إيران لكنها فشلت "لأننا لعبنا على نحو محترف في ميدان السياسة".
هذا وشدد على أن أميركا أنفقت آلاف مليارات الدولارات في المنطقة لكنها فشلت وضُربت هيبتها السياسية والعسكرية.
أما عن مراسم التشييع قال إن مشاركة عشرات الملايين في مراسم تشييع سليماني دليل على أن إنفاق واشنطن كله كان باطلاً .
اليوم حزب الله أقوى من 2006
واعتبر سلامي أن "حزب الله اليوم أقوى بعشرات الأضعاف مما كان عليه في حرب الـ2006 واستطاع التغلب على التكفيريين "، ويجب أن ينتبه الإسرائيليون إلى أنهم يواجهون حزب الله الذي بات أكثر تسلحاً ومناعة وخبرة.
كما وجه سلامي تحذيراً إلى "الإسرائيليين وهم أصغر وأعجز بكثير من الأميركيين وكل نقاطهم التي يحتلّونها في مرمى نيراننا".
كذلك لفت إلى أن هناك إمكانات كبيرة للقضاء على "إسرائيل" لكن الظروف حتى الآن ليست مؤاتية لحدوث هذا الأمر .
وقال "يجب ألا يعتمد الإسرائيليون على الأميركيين فالآخرون فعلوا ذلك ولم يحققوا أي نتيجة "، مضيفاً "بنينا قدراتنا على مستوى عالمي ولكي نصل إلى مستوى القوة العسكرية الأكبر في العالم".
وأوضح سلامي أن إيران ستدعم فلسطين ولبنان وسوريا أكثر من الماضي وستدافع عن اليمن والبحرين وأفغانستان.
تحرير فلسطين كان أقصى غايات الفريق سليماني
وخلال حديثه عن الشهيد الفريق سليماني قال "كان إنساناً قوياً لكنّ السلطة والشعبية اللتان حظي بهما لم تجعلا منه شخصاً مغروراً "، كان يتنقّل بين الناس ويقف في الحافلة ويلتقط الصور معهم، كان حقيقة سيد القلوب.
كما أكّد أنه لم يكن سليماني رجلاً عسكرياً فحسب بل رجل سياسة أيضاً وكانت لديه قدرة كبيرة على التحليل السياسي.
وبحسب سلامي فإن الشهيد سليماني حال دون الكثير من الهزائم ودون تقسيم دول إسلامية ودون تهجير شعوبها، وكان داعماً حقيقياً لفلسطين وكان تحرير فلسطين أقصى غاية بالنسبة إليه.
وتطرق سلامي إلى علاقة الشهيد الفريق سليماني بقائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي قائلاً إنها علاقة قلبية ثنائية والإمام كان يحبه كثيراً .
أظهرنا جزءاً صغيراً من قدرتنا الصاروخية
أما عن القدرات العسكرية الإيرانية فشرح سلامي أن إيران أظهرت جزءاً صغيراً من قدرتها الصاروخية والعدو رأى دقتها وقدرتها على تخطي منظومات الدفاع الجوي.
كما أن الطائرات المسيرة تطير آلاف الكيلومترات وتنفّذ عمليات دقيقة وتتجاوز أنظمة الدفاع الجوي.
ووفق سلامي فإن أنظمة الدفاع الجوي الإيراني "باتت أكثر دقة مما هي عليه لدى الدول المتقدمة واعتمدنا على أنفسنا في صناعتها".
وشدد سلامي على أن ايران تستطيع اليوم خوض معارك كبيرة في البحار عبر آلاف الزوارق السريعة وغير السريعة، ولديها على الأرض قوة غير متناهية تتمثل في التعبئة الشعبية وهذه القوة لا تنتهي.
وختم سلامي قائلاً "سنواصل نهج الشهيد سليماني حتى نحقق أهدافه ويكون راضياً عنا وحتى يحين موعد لقائنا به مجدداً.
https://telegram.me/buratha