كشفت صحيفة السفير اللبنانية تفاصيل وصفتها بــ"المهمة" لاتفاق مرتقب بين ايران ودول 5+1 جرت خلال مفاوضات الجانبين المارثونية في العاصمة النمساوية فيينا اعلان نتائجها اليوم.
وأكدت السفير في تقرير لها تحت عنوان [حانت نهاية ليالي فيينا النووية] أن "الخلافات في المفاوضات الجاریة بین ايران ودول مجموعة الـ5+1 في فیینا حول الملف النووی الإیراني، قد انتهت، وأن المفاوضات الآن تدور حول ساعة إعلان الاتفاق،" مشددة علی أن "التسویة التي تم التوصل إلیها تعد انتصاراً للإیرانیین".
ونقلت الصحفية في عددها الصادر الیوم الاثنین عن مصادر دبلوماسیة غربیة، القول أن "المفاوضین الایرانیين یمیلون إلی إشهار الاتفاق بأسرع وقت ممكن، کما تتمنی ذلك باریس ولندن وموسكو، أما المفاوض الامیرکي فیسعی إلی إعلانه بتوقیت واشنطن الصباحي، وهو ما یرسله إلی ما بعد ظهیرة فیینا [وبیروت وطهران]".
وتقول مصادر الصحیفة إن "الصیغة النهائیة التي رست علی 90 صفحة، وخمسة ملاحق، کانت تحت الترجمة إلی لغات عدة، ورست علی وزیر الخارجیة الایراني محمد جواد ظریف رعایة تقدیم الاتفاق من مقر الوکالة الدولیة للطاقة الذریة في فیینا، إلی جانب وزیرة خارجیة الاتحاد الأوروبي فدیریكا موغیرینب".
ولفتت الصحیفة إلی تزامن الاقتراب من الاتفاق مع تصریحات المرشد الايراني علي خامنئي الأخیرة علی موقعه الالكتروني حول "مواصلة مواجهة غطرسة الاستكبار العالمي، بعد الاتفاق" عارضة بعد ذلك لتصریحات الوزیر ظریف الذي أکد أن "لا إعلان عن الاتفاق الیوم [أمس] لكن لا تمدید للمفاوضات أبعد من الغد [الیوم الاثنين]، مع إعلان رئیس الوکالة الإیرانیة للطاقة الذریة علي أکبر صالحي إن "الجوانب الفنیة کلها قد أنجزت"، فیما کرر وزیر الخارجیة الأمیرکي جون كيري "أن ساعة القرارات الحاسمة قد حانت".
ورأت السفير اللبنانية أنه "کان لافتا أن یقول وزیر الخارجیة الفرنسی لوران فابیوس الذي عمل طویلا علی عرقلة المفاوضات [لقد دخلنا منعطفا حاسما والاتفاق في متناول الید]".
وبحسب الصحیفة من المتوقع أن یتبنی الاتفاق وجهة التسویة التي اقترحها الامیرکیون في قضیة العقوبات، وصیغة القرار الدولي في مجلس الامن، الذي یلغي مفعول القرارات الصادرة بحق ایران،
حيث تقوم التسویة والكلام للسفير "علی تجزئة رفع العقوبات الاقتصادیة عن ایران إلی مراحل ثلاث، تنطلق الأولی مع الإعلان عن الاتفاق، وحین تصادق الدول المعنیة علیه تبدأ المرحلة الثانیة، وتنطلق المرحلة الثالثة منه مع بدء تطبیقه وبلوغ عملیات المراقبة الدولیة مرحلة التحقق الصارم، وتقدیم رئیس الوکالة الدولیة للطاقة الذریة یوکیا امانو تقریره نهایة العام عن البرنامج النووي الایراني إلی مجلس الامن".
وأوضحت الصحیفة اللبنانية في تقريرها المطول عن مفاوضات فيينا النووية المستمرة لنحو اسبوعين بشكل متواصل أن "التسویة تعد انتصارا للایرانیین، بعدما کانت الوجهة الاولی لرفع العقوبات، ترتبط بعملیة مراقبة مدیدة للبرنامج النووي الایراني، قد تبلغ عامین أو أکثر ولم یحصل الفرنسیون علی فرض عقوبات تلقائیة علی إیران من دون العودة إلی مجلس الامن، إذا ما خالفت الاتفاق".
وتقول الصحيفة اللبنانية "أن إعادة فرض العقوبات من دون العودة إلی مجلس الأمن تعد بدعة في القانون الدولي لم یسبق لأحد أن اقترحها قبل الفرنسیین، فيما عارض الروس بشدة الاقتراح الذي یستهدف منعهم من الاعتراض علی أي عقوبات ضد ایران، وهو ما یخشاه الفرنسیون، في ظل التحالف الایراني الروسي لكن تمت تسویة الاقتراح الفرنسي بآخر روسي ینص علی تشكیل لجنة من الخبراء تتمثل فیها الدول الكبری، تقرر إذا ما کانت إیران قد خالفت أم لا اتفاق فیینا، وهو ما یعیده عملیا إلی مجلس الامن".
وکانت بحسب السفیر "ثلاث قضایا خلافیة رئیسة أخری في مفاوضات فیینا النوویة قد شقت طریقها إلی الحل کي یجد معها الاتفاق الایراني الامیرکي سبیله إلی الصدور وهي :
أولا: لعبت الدیبلوماسیة الصینیة والروسیة دورا کبیرا في الساعات الأخیرة من فیینا، للتوصل إلی تسویات في الخلاف علی تعدیل قلب مفاعل [آراك]، وقد وافق الایرانیون علی اقتراح صیني قضي بأن تتولی الصین الإشراف علی فریق دولي یعمل علی تعدیل قلب هذا المفاعل" مشيرة الى ان "بند التعدیل في [آراك] الذي تصدر اتفاق لوزان، کان الایرانیون قد تعهدوا إنجازه بأنفسهم".
ثانیا، دافع الروس والصینیون معا عن مصالحهم الایرانیة، لا سیما في دعم المفاوض الایراني لرفع الحظر علی تورید الأسلحة، ویخشی الغربیون تحدیثا سریعا للحرس الثوري الایراني بعد استعادة أمواله المجمدة، ومضاعفة قدرته علی تطویر برامجه التسلیحیة والصاروخیة، وهو ما لم یتوقف عنه رغم الحصار، في حين تتجه التسویة إلی طرح رفع الحظر بعد ستة أشهر من الاتفاق وإنهائه خلال عامین.
ثالثا: تم التفاهم علی صیغة وسطیة لتفتیش بعض المنشآت الحساسة، وتكون التسویة التی سیحملها الاتفاق تناور بین الخطوط الحمراء الایرانیة وتحریم أي تفتیش للمنشآت العسكریة، وبین إصرار الغربیین علی تفتیش بعضها، وتم التفاهم علی إعلام الایرانیین مسبقا لتفتیش المواقع التي سیتفق علیها، ولن یكون هناك أي مقابلات مع العلماء الایرانیین بعد تسریب أسماء في الماضي لعلماء عبر وکالة الطاقة الدولیة اغتیل عدد منهم إثرها في طهران، کما لن تكون إیران ملزمة بتقدیم أي وثائق عن برنامجها النووي، وهو ما طالب به الفرنسیون خاصة.
وأکدت صحيفة السفير اللبنانية أن اتفاق فیینا "کرّس اعترافا واضحا بحق ایران بالتخصیب، بنسبة 3.5 في المئة، وهي نسبة کافیة جداً للإبقاء علی البرنامج النووي، ومكسب کبیر للإیرانیین الذین یحققون اعترافاً دولیاً بحقهم بتخصیب الیورانیوم، في بلد یملك مناجم کبیرة لاستخراجه، ولا یعاني من مشاکل أو عراقیل لتحویله".
https://telegram.me/buratha