لا شك في أن روح حسن روحاني الإصلاحي دبّت في عروق القيادة الإيرانية، إذ ظهرت إشارات قوية توحي بأن طهران تسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع الدول الغربية حول ملفها النووي الشائك.
أرسلت إيران إشارات قوية إلى أن وزير خارجيتها الجديد محمد جواد ظريف، وهو دبلوماسي درس في الولايات المتحدة، سيتولى مهمة إضافية، هي رئاسة الوفد الإيراني إلى المحادثات مع القوى الدولية بشأن برنامج إيران النووي.
واعتبر مراقبون أن مثل هذا التغيير في عهد الرئيس حسن روحاني سيكون ابتعادًا مهمًا عن الموقف الإيراني السابق في هذه المحادثات. وكان روحاني تعهد بتخفيف حدة التوتر مع الغرب بسبب الملف النووي، الذي أوقع إيران في عزلة دولية، وفي أزمة اقتصادية خانقة.
إشارات روحاني
أرسل هذه الإشارت الإيرانية الجديدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، الذي أوضح أن كبير المفاوضين بشأن الملف النووي كان خلال 10 إلى 12 سنة ماضية أمين عام مجلس الأمن القومي. وأضاف: "إن هذا قد يتغير، وإن روحاني يمكن أن يعيّن غيره، ربما وزير الخارجية أو أي أحد يراه مناسبًا".
ويشير تصريح عراقجي بهذه اللغة غير المباشرة إلى أن روحاني قرر بالفعل أن يتولى وزير الخارجية مسؤولية المفاوضات النووية، وأن المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الذي له الكلمة الأخيرة في الملف النووي، موافق على القرار. وكان كبير المفاوضين النوويين السابق سعيد جليلي ممثلًا شخصيًا للمرشد الأعلى، وأحد المرشحين الرئاسيين المحافظين، الذين هُزموا في الانتخابات الرئاسية في 14 حزيران (يونيو) الماضي. ولم يتمكن جليلي من تحقيق تقدم في ما يُسمى محادثات 5 + 1، أي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا.
ويعتبر ظريف أهم وجه في حكومة روحاني، بسبب إقامته في الولايات المتحدة. والمعروف أنه سعى إلى تحسين العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة بصفة خاصة، مفضلًا الإشارة إليها بوصفها غريمة، وليست عدوة، كما دأب المحافظون على تسميتها.
دبلوماسية مستترة
في غضون ذلك، أُنيطت رئاسة هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بوزير الخارجية السابق علي أكبر صالحي، الذي يوصف بأنه رجل ذو تفكير عملي. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيراكيوز الأميركية مهرزاد بروجردي إنه يتعيّن نزع القشور عن هذه التصريحات والتغييرات لمعرفة ما يريد الإيرانيون إيصاله.
وأضاف أن الإيرانيين يتحدثون عن الدبلوماسية، وهم في هذه الحالة يأملون بأن يعرف بعض السياسيين الحكماء في الولايات المتحدة أن هذه كلها إشارات إلى أنهم يريدون التوصل إلى اتفاق.
وما زال غير معروف إذا كانت المحادثات النووية ستُستأنف، لكن العديد من الخبراء في الشؤون الإيرانية يتوقعون أن يخفف الإيرانيون لهجتهم الخطابية وتصريحاتهم النارية، حتى لو أصرّت إيران على حقها في تخصيب اليورانيوم، الذي يشكل عقبة كبيرة في طريق الاتفاق.
25/5/13822
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)