د.محمد العبادي ||
يقول دافيد أرتسي مدير معهد التصدير الإسرائيلي الأسبق : (ان البضائع الإسرائيلية موجودة في جميع الدول العربية والإسلامية ماعدا ايران وسورية ولبنان لكونها دولا معادية ويحظر على الإسرائيلي المتاجرة مع الاعداء ).
ان هذا الكلام لم يكن صادرا من أحد أعداء اسرائيل ؛ بل هو كلام صدر عن مسؤول سابق ومطلع على التعاملات التجارية لإسرائيل، ومن يرغب بالاطلاع على حقائق الصادرات الإسرائيلية إلى الدول العربية ومنها العراق ؛ فعليه أن يقوم بمراجعة المعطيات والمستندات الصادرة من دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، وايضا مراجعة البيانات عن معهد التصدير الإسرائيلي للفترة من سنة ٢٠٠٨م وحتى سنة ٢٠٢٠م .
ان معهد التصدير الاسرائيلي هذا لديه وظائف وأهداف حيث يعمل على تعزيز القدرات الصناعية والتجارية لإسرائيل بالتعاون مع أكثر من ( ٢٦٠٠) شركة عضو .
ان اسرائيل تعرف جيدا حجم الحساسية الشعبية _ في بعض البلدان العربية ومنها العراق _ من البضائع الإسرائيلية ، ولذا تتواطأ مع بعض دول التطبيع العربي لبيع بضائعها عبر وسيط ثالث بعد أن يتم تغيير بيانات التصدير من (صنع في اسرائيل) إلى ( صنع في الأردن ) أو (صنع في مصر ) أو (صنع في الامارات) لتمرير تلك السلع الإسرائيلية.❗
ان السلع الإسرائيلية ربما تصل إلى العراق بشكل مباشر بعلامات تجارية تضليلية أو عبر قنوات للتصدير والاستيراد من خلال بعض الدول المطبعة أو من خلال قبرص ،أو من الشمال الكردي العراقي ،لاسيما وأن هناك علاقات مصالح قائمة بينهما ، واستبعد أن تأتي البضائع الإسرائيلية بشكل مباشر وعليها ماركة أو صناعة اسرائيل .
نتمنى على أعضاء مجلس النواب ان يدققوا في مسألة البضائع المستوردة ، وأن تكون هناك عمليات رقابة جدية للحكومة التي تدور في زيارتها الخارجية حول حمى دول التطبيع وتوشك ان تعقد معهم صفقات .
في الآونة الأخيرة شاهدنا ان بعض حكام دول التطبيع العربية يسيرون بسرعة الضوء نحو التطبيع مع إسرائيل ، وإقامة علاقات كاملة معها ، وبدورها سارعت اسرائيل بشركاتها وثقلها لتوقيع اتفاقات تعاون مختلفة وسيتم تسويق المنتجات الإسرائيلية قريبا إلى الدول المجاورة لدول الخليج ولذا نسترعي انتباه السادة المسؤولين بالإشارة إلى هذا الموضوع وأبعاده المختلفة .
ـــ
https://telegram.me/buratha