عادت أسعار النفط إلى الهبوط في تعاملات يوم الاثنين 18 أبريل/نيسان وذلك بعد فشل منتجيه في الاتفاق على تجميد مستويات إنتاج الخام خلال اجتماع الدوحة الذي طال انتظاره.
وانعكس فشل اجتماع الدوحة على أسواق النفط، إذ تراجع سعر النفط الخام الأمريكي بحلول الساعة 10:49 بتوقيت موسكو بنسبة 4.91% ليصل إلى 38.38 دولار للبرميل، كما هبط سعر مزيج "برنت" العالمي بنسبة 4.57% ليصل إلى 41.13 دولار للبرميل.
وكانت 18 دولة من أعضاء منظمة "أوبك" وخارجها مثل روسيا اجتمعت صباح يوم الأحد الماضي في العاصمة القطرية الدوحة لإقرار اتفاق كان قيد الإعداد منذ فبراير/شباط لتثبيت إنتاج الخام عند مستويات يناير/كانون الثاني حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
لكن السعودية أكبر منتج في "أوبك" أبلغت الحاضرين أنها ترغب في مشاركة جميع أعضاء المنظمة في اتفاق التجميد بما في ذلك إيران التي غابت عن المحادثات. بينما أعلنت طهران رفضها تثبيت الإنتاج سعيا لاستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها.
وبعد ساعات مضنية من النقاش خرج وزير الطاقة القطري محمد السادة ليقول للصحفيين "خلصنا إلى حاجتنا جميعا للوقت من أجل مزيد من التشاور".
وتوقع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الذي مثل روسيا في اجتماع الدوحة، أن تكون لأسواق النفط ردة فعل سلبية على نتائج الاجتماع.
وقال نوفاك خلال مقابلة مع قناة "روسيا 24" الروسية يوم الاثنين: " في ما يخص الأسعار، سننتظر لنرى كيف سيكون رد فعل السوق، أعتقد أن عدم التوصل إلى اتفاق، سيؤثر بشكل سلبي على أسعار السوق".
وأضاف الوزير الروسي أن الوضع في الأسواق يعتمد على استيعاب الأسواق العالمية، وتأثره بنتائج المحادثات التي جرت في الدوحة، فضلا عن سلوك المستثمرين في السوق.
وعلّق نوفاك على تراجع أسعار النفط، التي أعقبت محادثات الدوحة، أن هذا الانخفاض لم يكن بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بين الدول المنتجة للنفط، ولكن لأن صعود أسعار النفط الخام، تأثر بالاتفاق الذي توصلنا إليه في فبراير/شباط الماضي، بشأن تجميد الإنتاج بين المملكة العربية السعودية، وقطر، وفنزويلا، وروسيا، الأمر الذي سيقلل من مخاطر طبيعة المضاربة.
وتابع نوفاك: "في السنوات الأخيرة شهدنا انخفاضا كبيرا خلال فترات قصيرة. وهذا يعني أن المشاركين في السوق، والمضاربين، يرون أنه يمكن للبلدان تنسيق الإجراءات فيما بينها، للحد من مخاطر تقلبات الأسعار".
ويعود انهيار اتفاق الدوحة إلى وجود توترات بين الرياض وطهران، ما ينذر ببدء حرب على الحصة السوقية بين كبار المنتجين، لاسيما بعد أن هددت الرياض بزيادة كبيرة في الإنتاج في حالة عدم التوصل إلى اتفاق.
وذكرت مصادر عديدة في "أوبك" أنه إذا وافقت إيران على المشاركة في تثبيت الإنتاج خلال اجتماع المنظمة القادم، المقرر عقده في الـ 2 من يونيو/حزيران، فستستأنف المحادثات مع المنتجين من خارج المنظمة.
يذكر أن مسودة الاتفاق بين منتجي النفط التي ناقشها المجتمعون في الدوحة تفترض ألا يتجاوز متوسط الإنتاج اليومي من النفط الخام المستويات المسجلة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
ووفقا لمحللين فإنه لو تم التوصل إلى اتفاق بشأن تجميد إنتاج النفط، لن يكون لذلك تأثير ملموس على الأسواق كونها متخمة بعرض يزيد عن الطلب بنحو مليوني برميل يوميا، لذلك يبقى الرهان على زيادة الطلب كون التجميد لن يقلص معروض النفط.
المصدر: وكالات
https://telegram.me/buratha