الصفحة الاقتصادية

الأزمة المالية والفرصة لإحياء الزراعة والصناعة

1706 09:48:53 2015-12-25

واثق الجابري
تشكل داعش جزء من إرهاب عام، يحيط بالمواطن العراقي، ولن ينهض من المصيبة الكبرى؛ إذا لم تتكامل قطاعات تقوّم الإقتصاد، وما أرقام الفساد؛ إلاّ أشباح مرعبة ونتائج تحتاج البحث وعلاج الأسباب.
وضع العراق في موقف حرج؛ نتيجة الإعتماد على النفط؛ كمورد أساسي وغابت القطاعات الآخرى؛ تُعد روافد مهمة للسيولة المالية؟!
الأزمة الإقتصادية ليست نهاية المطاف، ولن تكون إعلان عن توقف الحياة في بلد يمتلك موارد تفوق موارده النفطية، ويغيب عنه التخطيط الإستراتيجي، ورغم سلبيات الأزمة المالية؛ إلاّ أنها فرصة صادمة مناسبة لإحياء الذاكرة الحكومية؛ للبحث عن مخارج وموارد داخلية وإستثمارات وضرائب وجبايات.
الحديث ليس بهذه السهولة، ولا يمكن تجاوز الأزمة خلال عام 2016م، وقد رافق العملية السياسية والتنموية 12 عام من سوء الإدارة، وعدم البحث عن إقتصاد داخلي يقوم بتفعيل المؤسسات الإنتاجية الزراعية والصناعية، ومشاركة وتحفيز القطاع العام، وإعتمدت طيلة السنوات الماضية على حلول ترقيعية، أو أن الدولة كان تعمل كالمقامر، وما يحصل عليه من أموال يصرف للملذات والهدر والإمتيازات والسفرات، وصناعة المناصب وأبواب ترفيهية وصلت الى عمليات تجملية شخصية، ولن يجدي الكلام دون خطة تقشف تشمل كل الوزرات لتقنين الهدر العام.
يعتبر إنخفاض الإسعار النفطية العالمية، هو ذاك التحدي الكبير الذي يواجه الحكومة، التي وُضعت في زاوية ضيقة بعد إنخفاض النفط بحدود 60% منذ عام 2014م، وجعلت العراق في أزمة حاول تلافي الإنخفاض بزيادة الإنتاج النفطي؛ حتى قدرت موازنة 2016م الى 105 ترليونات و890 مليار دينار عراقي، وبعجز 22.8%، بينما الإيرادات 81 ترليونا و700 مليار دينار عراقي؛ منها 69 ترليونو733 مليار من واردات النفط؛ اي بنسبة 85.1% من إجمالي الإيرادات..
إن النفقات التشغلية (الرواتب)؛ تحتاج 80 ترليون، والإستثمارية تحتاج 25 ترليون؛ فيما تفرض تراخيص العقود النفطية دفع تكاليف كل ثلاثة أشهر للشركات الأجنبية المستثمرة، والحكومة ملزمة بدفع تطوير 17 حقل، ويعني ما يقارب 18 مليار سنوياً، وتعد أرض العراق من أكثر مناطق العالم خصوبة للزراعة، ووفرة معادن، وأيادي عاملة هائلة من العاطلين ينتظرون تفعيل الصناعة؛ بشرط إعتماد المؤسسات الحكومية على المنتوج المحلي، ثم يعمم كثقافة عامة بين أفراد الشعب.
من واجب الحكومة تفعيل قوانين إقتصادية؛ كالتعرفة الكمركية وحماية المستهلك وتشجيع الصناعة والزراعة؛ لإيجاد سيولة مالية بدلية عن النفط.
أهم أسباب الصراعات العالمية؛ أسباب إقتصادية، وما توسع القوى المتحاربة؛ إلاّ لزيادة بقعة النفوذ على الموارد، وهذا حال الحروب منذ أن تأسست الدول وإنتهاءً بداعش، وقوة أيّ دولة تقوم على مقوماتها الإقتصادية وإستثمار مواردها الداخلية؛ لذا فأن تهديد الإقتصاد من أخطر الحروب التي تشن على الشعوب، ولا حلول إلاّ بتفعيل الصناعة والزراعة لبديل عن إنخفاض النفط، وأن كانت وزارة النفط تعمل على زيادة الإنتاج وتصدير الغاز لتلافي التدهور الإقتصادي.
 
واثق الجابري
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك