نعيم الهاشمي الخفاجي ||
تناقلت المواقع الخبرية خبر قيام الشرطة النسائية المتخفية في مسميات أمنية بالحرم المكي في اعتقال معتمرة يمنية، وتم ايداعها السجن بطريقة وحشية تتعارض مع القيم العربية الأصيلة في عدم التعرض للنساء، سبب اعتقال المواطنة اليمنية مروة صبري، سألتها موظفة الشرطة الدينية عن جنسيتها قالت لها من اليمن، المطوعة تكلمت بكلمات سيئة ضد شعب اليمن، رد السيدة اليمنية مروة صبري البالغة من العمر ٢٩ سنة بالقول التالي، أنتم السعوديين دمرتوا بلادنا، تم اعتقالها وطرد ذويها، وعمل محكمة سريعة بدون محامي وصدر الحكم بالسجن لمدة عام واحد، ما الذي فعلته السيدة مروة صبري، كلامها رد على موظفة الأمن الشرطية التي تعمل في الحرم المكي، والتي اعتدت لفظيا على السيدة مروة صبري بقولها، (أنتم ياليمنيين مانتم طيبين).
النظام السعودي ورغم رفعه لشعارات الإصلاح، لكن الواقع على الأرض لاشيء، النظام السعودي يعتقد الإصلاح يتم من خلال إقامة حفلات الغناء الماجنة وشرب الخمور واختلاط الجنسين، هذا ليس اصلاح، الذي يريد الإصلاح عليه حذف فتاوى التكفير من الفكر الوهابي، سبب الشجار ما بين المواطنة اليمنية مروة صبري مع الشرطية الوهابية السعودية بالحرم المكي لسبب مذهبي، الشرطية السعودية نشأت ببيئة تكفر الصوفي والشيعي، عرفت السيدة مروة صبري من صنعاء بما أن اليمن الشمالي غالبيته شيعة زيدية، لهذا السبب اسائت هذه الشرطية الوهابية أدب الكلام مع السيدة اليمنية مروة صبري.
من المؤسف أن النظام السعودي والذي يرفع شعار أن الملك السعودي خادم الحرمين الشريفين وانهم مسلمين وعرب، يقبل في تعرض سيدة يمنية للظلم والسجن، في بلاده، ومن المعيب أن تودع السجن ويطردون اطفالها، ويتم نشر صورها في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، نشر الصور أيضا انتهاك لكرامة السيدة مروة صبري، ومن المؤسف صمت المجتمع عن هذه التصرفات المسيئة، بل الفيالق الإعلامية التي تدعي نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان صمتت صمت القبول، والظاهر المنظمات الدولية الحقوقية لم يكتفون بالتفرج بماحدث بل يدعمون بطش وظلم المؤسسات القضائية السعودية في ظلم النساء،وخاصة مظلومية السيدة مروة صبري.
ما حدث للأسف يتم سجن الضحايا وتتعرض النساء إلى التعذيب والإذلال ويُحكم عليها في محاكم صورية وبسرعة البرق، حتى لو كانت السيدة مروة صبري مخطئة عقوبتها لا تتعدى الإنذار والتحذير ولاتستحق الإيداع بالسجن ويحكم القاضي عليها بالسجن لمدة عام.
ماحدث هو أغرب قرار حكم سجن بحق سيدة وبدون سبب يستوجب السجن، لذلك
موضوع اعتقال مروة الصبري ليس مجرد حدث عابر، الموضوع اكبر مما يتصور البعض له ابعاد سياسيه واخلاقية ودينية ومذهبية للأسف، لدى عرب القبائل العربية الأصيلة قيم، أن المرأة
خط أحمر، والمجتمع اليمني بشكل خاص يقدر ويجل ويحترم المرأة، لذلك ماحدث سوف يزيد الكراهية مابين شعب اليمن والنظام السعودي، صمت
الفيالق الإعلامية المؤدلجلة والمدربة بشكل جيد والتي تعمل لصالح قوى الاستعمار عن جريمة سجن مروة صبري، يكشف اكاذيبهم التي سوقوها واستطاعوا خداع الكثير من الناس بأسم شعاراتهم الانسانية البراقة، لكن بالتأكيد
لا يستطيعون الاستمرار في خداع الناس، وإذا استطاعوا خداع بعض الناس لبعض الوقت، بالتأكيد سوف ينتبه المغفلين، الفكر الوهابي مبني على الكراهية، جرائم الفصائل التكفيرية الوهابية طالت سبي النساء والأطفال لقتل الضحايا والاغتصاب وحرق الجثث والتمثيل بها، ولنا بقضية خطف الشهيدة عروس الدجيل واغتصابها داخل قبو مسجد يذكر اسم الله به، وأمام زوجها وقتل ٢٣ ضحية من ضمنهم أطفال ووضعوا احجار في ارجلهم والقوهم في نهر دجلة، القوى الوهابية البعثية هم من نشروا مقاطع الفيديو بوقتها، وقضية اغتصاب نسوة من ناحية بشير التركمانية الشيعية، وبالتمثيل بالجثث وتعليق جثث عدد من النسوة على اعمدة الكهرباء يوم ١٤ حزيران عام ٢٠١٤.
الاسلام كدين اعز المرأة المسلمة، انا لست بصدد التكتم عن جرائم عبدالملك بن مروان عندما طلب إحضار سبي نساء الامازيغ ووضع مواصفات أن تكون المسبية جميلة وعيونها زرقاء وطويلة، تم إحضار ستون الف سبية إلى خليفتهم عبدالملك بن مروان لاشباع غريزته تلجنسية، انا اتكلم عن النموذج الناصح للشريعة الإسلامية وهي تجربة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) والذي هو يمثل الإسلام الناطق في أفعاله وتصرفاته، ذكرت كتب التاريخ خطبة الى الأمام علي ع عندما وصله خبر
شن جيش معاوية غاراته على الأنبار وقد خطب (عليه السلام) في الناس قائلاً، (أَلَا وإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، لَيْلًا ونَهَاراً وسِرّاً وإِعْلَاناً، وقُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللَّه مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وتَخَاذَلْتُمْ، حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ، ومُلِكَتْ
عَلَيْكُمُ الأَوْطَانُ، ولَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ، عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ والأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ، فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وقُلُبَهَا وقَلَائِدَهَا ورُعُثَهَا، مَا تَمْتَنِعُ مِنْه إِلَّا بِالِاسْتِرْجَاعِ والِاسْتِرْحَامِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ، مَا نَالَ رَجُلًا مِنْهُمْ كَلْمٌ ولَا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً، مَا كَانَ بِه مَلُوماً بَلْ كَانَ بِه عِنْدِي جَدِيراً) هذه الخطبة وردت أيضا في نهج البلاغة، الإمام علي ع ساوى مابين المرأة المسلمة والمرأة المعاهدة من الديانات الأخرى، ولم تكن خطبته وكلامه للدفاع عن المرأة المسلمة بل دافع عن المرأة من الديانة الأخرى الغير مسلمة التي تعيش بديار العرب والمسلمين، مروة صبري امرأة مناضلة يمنية يتعاطف معها الشرفاء أين ماكانوا، ونحن بعالم منافق أصبح به الشرفاء أقلية عددية، لكن لابد أن تنجلي عنا ظلام الليل إن طال الزمان وقصر، وتنتصر القيم ويتم كنس الظلمة، ويسجل التاريخ باحرف من نور نضال المناضلة اليمنية مروة صبري، نعم سوف تتذكر الأجيال أن سيدة يمنية جاءت إلى الحرم المكي للعمرة وتعرضت للظلم والسجن والاعتقال وابعادها عن الاهل والأطفال.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
7/2/2023
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha