لم تسفر انتفاضة الكهرباء التي زعزعت اركان الحكومة المنتهية ولايتها سوى عن "جعجعة بلا طحن"، فقد تنعم البغداديون باقل من اسبوع بقطع مبرمج منتظم مقداره ساعتي تشغيل مقابل اربع ساعات قطع، وبعد ذلك عادت حليمة الى عادتها القديمة.
ومنذ يوم امس الاول فان وضع الكهرباء في بغداد، بات امراً لايصدق، اذ بلغت ساعات القطع 11- 12 ساعة مقابل ساعة تشغيل واحدة، في ظل درجة حرارة قالت الانواء الجوية انها تزيد عن نصف درجة الغليان.
وتنوعت تبريرات وزارة الكهرباء، بشكل لافت، اذ قال مسؤولون ان عبوات ناسفة اسقطت عدداً من الابراج الناقلة للطاقة في منطقة ابي غريب، في حين لم يصدر عن قيادة عمليات بغداد ما يؤكد ذلك، بينما ذكر مسؤولون اخرون ان العواصف الترابية اسقطت الابراج الناقلة من محطات توليد الطاقة في الجنوب العراقي.
وما بين التصريحين المتضاربين، تبخرت وعود المسؤولين في وزارة الكهرباء، بل ان المواطنين باتوا يتهمونهم بالتواطؤ مع اصحاب المولدات الاهلية، نظراً لتزامن ساعات تشغيل "الوطنية" مع تشغيل المولدات، ويقول المواطنون ومعهم بعض رجال الدين ان حل أزمة الكهرباء مجرد وعود.
واذا كانت الحصيلة النهائية لحرب الكهرباء، وزير وثلاثة قتلى، فان المواطنين لم يلمسوا تغييرا باتجاه حل الأزمة برغم وعود الحكومة بزيادة ساعات التشغيل عقب عدة إجراءات، منها شمول المنطقة الخضراء ومنازل المسؤولين بالقطع المبرمج.
لكن موظفين في المنطقة الخضراء، يؤكدون ان التيار الكهربائي كما في عهده السابق حيث لم تشمل تلك المنطقة التي تحتل نصف مساحة بغداد بالقطع المبرمج. وتضم المنطقة الخضراء مقار الحكومة العراقية ومنازل المسؤولين الكبار وكان رئيس الوزراء نوري المالكي وجه بشمولها بالية القطع المبرمج أسوة بباقي مناطق العراق.
انتفاضة الكهرباء التي انطلقت شرارتها من البصرة، الشهر الماضي، وعمت مدن جنوب ووسط العراق، دفعت الحكومة الى تقنين التظاهرات والاعتصامات، اذ قررت وزارة الداخلية قبل نحو أسبوعين وضع قيود على التظاهرات عبر حصر منح تراخيصها بوزير الداخلية والمحافظين، وهددت باستخدام "الوسائل المعروفة" في حال المخالفة، بعد تظاهرات ومسيرات تخللها أعمال عنف في محافظات البصرة والناصرية وديالى وبغداد ومحافظات أخرى احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي.
وبحسب تسريبات اعلامية، فان تهدئة مشروطة للهياج الشعبي تنص، وفقاً لمصدر مقرب من حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، على تأجيل إشعال المزيد من التظاهرات الشعبية كـ "انتفاضة المياه" و"انتفاضة البطالة" و"العصيان المدني" الذي أعدت له أطراف شيعية ترفض تسلم المالكي مجددا لرئاسة الحكومة، لحين الانتهاء بشكل كامل من اختيار رئيس الوزراء المقبل من قبل التحالف الوطني الذي يضم ابرز ائتلافين شيعيين هما دولة القانون (89 مقعدا من بين مقاعد البرلمان الـ325) والوطني العراقي (70 مقعدا).
https://telegram.me/buratha