قال الجيش الاميركي أنه سيعاقب كل من يثبت ادانته في عملية التخلص من النفاية السامة في العراق والتي اثارت انتقادات اميركية وعراقية كبيرة وسط مخاوف من تهديدها لصحة العراقيين.
وقال قائد عسكري اميركي: "إن الجيش الاميركي سيلاحق الشركات والأشخاص الذين يثبت إدانتهم في قضية التخلص من النفيات السامة في العراق" ، موضحاً أن الجيش الاميركي تعاقد مع شركات للتخلص من هذه النفايات. وأوضح المسؤول العسكري الاميركي أن الجيش سيقوم بإرسال خبراء في هذا المجال للتعرف على طبيعة النفايات التي تم التخلص منها في العراق لتحديد الجهات والأشخاص المسئولين ليتم ملاحقتهم ومحاسبتهم على ما وصفه بهذه الجريمة.
ويأتي هذا الاعلان بعد ان كشفت صحيفة التايمز البريطانية النقاب عن أن المتعاقدين من القطاع الخاص العاملين في القواعد العسكرية الاميركية قاموا بإلقاء كميات كبيرة من الزيوت والأحماض والفلاتر والبطاريات في ساحات الخردة العراقية.
ووواجه ثلاثة من الجنرالات الاميركيين وابلا من الأسئلة عن الأضرار البيئية في مؤتمر صحافي دعا لشرح اغلاق القواعد الاميركية أثناء انسحاب القوات التي بدأت في كانون الثاني الماضي وتنتهي في كانون الاول عام 2011.
وقال البريجادير جنرال كيندال كوكس، وهو المسؤول عن الهندسة والبنية التحتية في العراق، : "إنني أشاطر القلق الخاص فيما يتعلق بأي شيء يمكن أو لا يمكن أن تترك هنا في العراق. وكما تعلمون نحن هنا منذ أكثر من سبع سنوات. في تلك الفترة لدينا تراكمت مئات الاطنان من النفايات الخطرة".
وقال البريجادير جنرال ستيفن لانزا ، المتحدث باسم الجيش الاميركي في العراق ان أي شخص متورط في التخلص غير السليم من النفايات سيحاكم. وتابع: "إن المسؤولين عن هذا ستتم معاقبتهم. وأي شيء سيجلب انتباهنا ، نحن نأخذه على محمل الجد ".
ويعتزم الجنرالات ارسال فرق من الخبراء لتمشيط منشآت عراقية واميركية ، أملا في تحديد كيفية ومكان القاء المواد الخطرة. ويقولون ان الجناة هم على الأرجح مقاولون من القطاع الخاص الذين يستخدمهم الأميركيون للتخلص من النفايات المتولدة في القواعد الـ 500 في العراق، اذ من المتوقع ان ينخفض هذا العدد الى أقل من 130، انعكاسا لتخفيض عدد القوات من 176 ألف في ذروة التمرد إلى 85 الف اليوم.
وبحسب صحيفة التايمز التي واصلت متابعة الموضوع الذي اثارته امس الاول، فان الخلاف حول النفايات الخطرة يأتي في وقت صعب بالنسبة للاميركيين، اذ بمجرد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة يفترض ان يبدأ مسؤولون اميركيون وعراقيون ستبدأ المناقشات حول الاتفاقية الامنية لتحديد نوع الوجود العسكري إلى ما بعد عام 2011.
وكانت الصحيفة البريطانية اشارت إلى ان زيوت المحركات تتسرب من براميل سعة 55 غالون إلى الأرض في شمال العاصمة العراقية بغداد وغربها . فيما تُركت اسطوانات حامض الأسيد مفتوحة وفي متناول الأطفال . وتم إلقاء البطاريات الفارغة بالقرب من الأراضي الزراعية المروية.
وأشارت إلى أن القوات الاميركية خلّفت نحو خمسة آلاف طن من النفايات الخطرة في العراق، استناداً إلى وثيقة للبنتاجون عرضها عليها مقاول خاص يعمل مع الجنود الاميركيين
https://telegram.me/buratha